التكفير والتفسيق والتبديع
28 127 ـن دولةمتثل مذهـباوطائفةإسالمية
وحــض املــؤتــمــرون عـلـى الــتــعــاون الـفـاعـل عـلـى مـواجـهـة الفقر واملــرض والــكــوارث، ورفــض استغال هــذه الـظـروف فـي تمرير مــشــاريــع الــتــوســع املــذهــبــي والــطــائــفــي، مــنــدديــن فـــي بيانهم الختامي بسياسات القتل والتهجير املذهبي القسري، ورفض مفاهيم املحاصصة الطائفية، وضمان حقوق املواطنة الكاملة وفـــق مــبــدأ تـكـافـؤ الــفــرص للجميع بـاعـتـمـاد مـعـيـار الكفاءة مـع مواجهة مظاهر الفساد بكافة أنـواعـه وصــوره وفـق نظام وتقويم دوري معلن للجميع بكل وضوح وشفافية. وطالبوا الــدول واملنظمات بتحمل مسؤولياتها في التصدي ملــمــارســات الــتــطــرف واإلرهــــــاب، والــســعــي فــي إيــقــاف الحروب والنزاعات، ووضع حد لألوضاع غير اإلنسانية التي يعيشها ضــحــايــا هــــذه الــــحــــروب، والـــتـــي أنــتــجــت املـــايـــن مـــن القتلى واملـعـاقـن والـجـرحـى واملـشـرديـن، وقـــادت العالم إلــى مـزيـد من الكراهية والــعــداوة فـي طليعتها مـمـارسـات التطهير العرقي ومـحـاوالت طمس الهوية الدينية بالكامل التي تتعرض لها بعض األقليات بأساليب إرهابية ال تقل بشاعة وهمجية عن إرهاب داعش والقاعدة، مع دعوة املجتمع الدولي ليكون أكثر حـيـادًا وجـديـة وحـزمـًا حـيـال هــذه الـجـرائـم اإلرهـابـيـة لتستمر منظومته ببارقة أملها قبل أن تفقد مصداقيتها. ودعا املشاركون إلى إيقاف شذوذات فتاوى التكفير والتفسيق والتبديع، وإحـالـة مسائل الـخـاف العامة إلــى الـحـوار الرزين الــذي يضطلع بـه العلماء الـراسـخـون واملـجـامـع العلمية دون غيرهم، بعيدًا عن الهوى والتعصب املقيت، مـع اعتبار الـفـتـاوى الفردية فـي القضايا العامة مجازفة علمية تــســيء للشريعة فــي غــالــب أحوالها فضا عن تبعاتها السلبية املتعددة على حسن تدابير الشأن العام عاوة عـلـى تـأثـيـرهـا عـلـى الــوئــام الوطني وسكينته و ِسل ِم ِه. وأوصــــــى املـــؤتـــمـــر، بــأهــمــيــة توعية الــشــبــاب املــســلــم بــخــطــورة الحماسة والعاطفة الدينية املجردة عن الوعي بـمـا فــي ذلــك عــدم الــدرايــة بالحكم الـشـرعـي فــي كــل واقــعــة عن طريق الراسخن في العلم الذين يحسنون النظر في الوقائع (جــمــعــًا وتــفــريــقــًا)، ومـــن ثــم إنــزالــهــا عــلــى نــصــوص الشريعة ودالالتها ومقاصدها وقواعد الترجيح بن املصالح واملفاسد، مـع النظر الصحيح فـي فقه املـــآالت، وســد الــذرائــع، واملصالح بأحكامها الثاثة (إرسـاال واعتبارًا وإلغاء)، مع ضوابط تغير الفتوى والحكم، وكــذا مراعاة حسن النظر في قواعد اإلطاق والتقييد، واإلجمال والبيان، والعموم والخصوص، واملفاهيم بأنواعها وما يحكمها من قواعد، كل هذه وغيرها من قواعد الــفــقــه واألصـــــول تــمــثــل بــعــدًا غــائــبــًا وحــلــقــة مــفــقــودة لـــدى كل متجاسر على أحكام الشريعة وهو خالي الوفاض منها علمًا وفقهًا في غمرة االنخداع بحفظة النصوص دون فقه، فضا عن مجتزئيها، ودعوة كل من تصدر للفتوى العامة من مرجعيات علمية فردية، أو مجمعية إلى االستطاع الازم والكافي عن كل واقعة تتصدى لها، وأال يصدر عنها بيان شرعي قبل الحصول عـلـى الـتـفـاصـيـل كــافــة مــن مــصــادرهــا املـعـتـبـرة مــع االستعانة باملختصن من ذوي الصلة في كل فن لإيضاح وطلب الرأي، مع استرعاء علم الجميع بأن التساهل في هذا أوصل لفتاوى وقــرارات وبيانات تحمل أخطاء جسيمة حتى اضطر بعضها الحقًا إلى االعتذار والتراجع، ومنها ما تم التعقب عليه من قبل مرجعيات أخرى أوضحت بالحقائق ودالئل الشريعة ما صدر عن أخواتها من وهم كبير تطلبت براءة الذمة إيضاحه، فيما بقي غيرها على خطئه الفادح باسم فتوى وعلم الشريعة، وهو ما منح املغرض فرصة للنيل منها والتقليل من شأنها، وصوال لفقد الثقة بها، حاما في هذا شواهد خطئها الجسيم. وطـالـب بـأن تكون امللتقيات الفكرية والثقافية جامعة لكلمة املــســلــمــن، بــعــيــدة عـــن الـتـصـنـيـف واإلقـــصـــاء تــحــت أي شعار غير شعار واسـم ووصـف اإلســام الجامع، مع ترسيخ اإليمان بـــالـــســـنـــة الـــكـــونـــيـــة فـــــي االخــــتــــاف والــتــنــوع والــتــعــدديــة، وأن يقتصر دور املـــؤســـســـات الــديــنــيــة الرسمية فــــي كــــل بـــلـــد عـــلـــى شـــأنـــهـــا الديني الـــخـــاص دون الـــتـــدخـــل فـــي شؤون غـــيـــرهـــا، إذ لـــكـــل أحـــــوالـــــه وأعــــرافــــه الــتــي تـتـغـيـر بــهــا الــفــتــوى والحكم، وأن تـــكـــون الـــلـــقـــاءات فــيــمــا بينها لتعزيز اللحمة اإلسامية في شأنها العلمي والفكري والوجداني وطلب اإلثـراء والتبادل املجرد فيما بينها. وأكـد أهمية دعـوة الجامعات والهيئات العلمية والفكرية إلى تعزيز دورها التربوي والتثقيفي في تأصيل مفاهيم الوحدة والــتــضــامــن والـــتـــعـــاون واملــحــبــة والــــوئــــام، مـــن خــــال ترسيخ الحفاوة بتعدد املــدارس اإلسامية في سياق عطائها العلمي والفكري املشروع، واعتباره من مظاهر سعة الشريعة اإلسامية وعامليتها ورحمتها بالعباد.