رفض املشاريع الطائفية.. والدعوة إلى تفويت الفرصة على املتطرفني
وطـالـب املـؤتـمـرون بتعزيز الـعـاقـات بـن املـذاهـب والـطـوائـف املسلمة، بترسيخ الــثــوابــت املـحـكـمـة، وتـفـهـم االجــتــهــادات املـمـكـنـة، وبــنــاء جــســور الـثـقـة والتفاهم والــتــعــاون عـلـى املــشــتــركــات الــجــامــعــة، وتــجــاوز اآلراء واملـــواقـــف الـــشـــاذة، وعدم االستسام لــإرث التاريخي املصطبغ بـروح سلبية أفرزتها صراعات تاريخية ال مــبــرر لـهـا فــي الــعــمــوم، إضــافــة إلــى نـشـر ثـقـافـة األخــــوة اإلســامــيــة، والتحلي بـالـصـدقـيـة واملــوضــوعــيــة فــي الـتـعـامـل مــع الـقـضـايـا الـبـيـنـيـة، والــتــمــاس العذر وإحسان الظن، وعدم االنجرار لدواعي النعرات املذهبية والصدام الطائفي الذي يشيع ثقافة الحقد والكراهية، ويثير الشقاق والتوتر والتعبئة الخاطئة ملشاعر املسلمن، ويستجر إلـى العنف والتطرف ومـا يستتبعهما من معارك تثور وال تخمد، وتؤخر وال تقدم. ورفــــض ظــاهــرة الـتـهـجـم عــلــى رمــــوز املـــذاهـــب اإلســامــيــة، ومــنــع الــتــطــاول على منتسبيها بالتكفير والتسفيه واالمتهان واالزدراء، والتنديد باملسيرات واملظاهر الطائفية، واعـتـبـارهـا صـــورة مــن صــور استنبات الـكـراهـيـة واســتــدعــاء العنف، ملـا فيها مـن إثـــارة سلبية للمشاعر الـديـنـيـة، كما أكــد رفـضـه دعـــوات االستعاء واإلقــصــاء والـتـحـزب، وجمع الـطـاقـات وترميم الـفـجـوات ملواجهة قــوى التطرف واإلرهــــاب والـغـلـو الـطـائـفـي الـــذي أســـاء لــإســام بـشـعـاراتـه املـزيـفـة وأطروحاته الفاسدة في سياق جدليات عقيمة تحمل عليها أفكار مشبعة بالجهل والتخلف فــضــا عـــن أجـــنـــدة املــصــالــح الــتــي يـعـلـمـهـا الــجــمــيــع فـــي لــحــن قــولــهــا وهمجية فعلها، إضافة إلـى رفـض السجاالت العقيمة بن املذاهب والطوائف مهما تكن ذرائعها العلمية والفكرية واعتبارها مسعرة الغلو الطائفي ومثيرة للفتنة وأن درء مفاسدها مقدم على جلب مصالحها على فـرض التساوي فكيف بها وقد غلبت مفاسدها مصالحها. ودعــا املـؤتـمـرون إلــى دعــم الجمعيات واملؤسسات اإلعامية واالجتماعية التي تعمل على تعزيز املشتركات اإلسامية، وترسيخ القيم الوسطية، والـشـروع في إنشاء أو تفعيل املؤسسات اإلسامية الوحدوية، وتطوير عملها لتحقيق التكامل اإلسامي في كافة املجاالت الحيوية، مطالبن بتمكن كافة املكونات الدينية واملذهبية والثقافية من ممارسة شعائرها بحرية، واحترام خصوصياتها، والتخلية بينها وبن حقها في املحافظة على هويتها الثقافية واالجتماعية، واالستفادة من التنوع في بناء مجتمع تنموي متجانس على أساس من املواطنة العادلة والشاملة التي تشرك الجميع في برامج التنمية ومخرجاتها. وأوصى املؤتمر، بإيجاد حل عادل للمشكات السياسية والتوترات البينية، والعمل على التخفيف من تبعاتها، والسعي في إشاعة القيم اإلسامية الجامعة، وتفويت الفرص على القوى املتطرفة الراغبة في تأجيج الصراع بن املذاهب والطوائف اإلسامية، مع التعاون في سبيل التصدي الحكيم للتحديات املحدقة واألعمال اإلجرامية الظاملة سواء كانت في الداخل اإلسامي أو خارجه، ومكافحة التعصب واالنغاق والتطرف والجهل، ورفض املشاريع الطائفية التي تمارس اإلقصاء البغيض، ووضــع خطط مشتركة ألولـويـات العمل في ذلـك في مساراته كافة، بما يتجاوز املعوقات التي تعرض النسيج الوطني للتمزق، وتمنع تكامله، وتبعثر مــوارده، مشيدًا وداعيًا لإفادة في هـذا من تجربة الجمهورية الــجــزائــريــة فــي مـيـثـاق الـسـلـم واملـصـالـحـة الـوطـنـيـة الــتــي انـتـصـرت بـهـا (بحمد الله) على محاوالت تمزيق وحدتها الوطنية والتأثير على وجدانها اإلسامي الوسطي املعتدل منهية بذلك ما يسمى بالَعْشرية السوداء إذ أعادت تلك العزيمة القوية والصادقة للجزائر وئامه وسلمه ووحدته.