التعليم االنتقائي
بـــــــدءا مــــن الـــفـــصـــل الــــــقــــــادم، ســتــشــهــد العملية التعليمية في اململكة العربية السعودية تحوال جـــديـــدا وشـــجـــاعـــا فـــي اســتــراتــيــجــيــات املناهج الــدراســيــة.. بـإضـافـة: التفكير الـنـاقـد، والقانون، ومـبـادئ الفلسفة ملــواد الصف الثانوي كخطوة إيجابية تعبر عن مرحلة فكرية جديدة للمجتمع كــكــل. فــالــهــدف األســمــى لــهــذه املــــواد هــو إكساب الـطـالـب املـعـلـومـات واملـــهـــارات الـفـكـريـة وتكوين االتجاهات والقيم.. وبقليل من التفاؤل نستطيع أن نقول إنها حلقة وصـل بني منظومة التعليم واملجتمع. االتجاهات التعليمية التي أثبتت نجاحها عامليا هــي اتــجــاهــات (الــتــكــامــل) أو (الـتـكـويـن املوحد) للبرامج الدراسية؛ بمعنى: ترابط املــواد املقدمة للطالب بعضها البعض، دون نشاز أو -على أقل تـقـديـر- دون تشتيت للتوجه. فــي اتــجــاه تكامل املــعــرفــة تــأتــي املـعـلـومـة واألفـــكـــار واملوضوعات الـــتـــي يـــدرســـهـــا الـــطـــالـــب فـــي كـــل املـــــــواد لتحقق املخرجات التعليمية املتفق عليها مسبقا دون اجتهادات فردية. الــهــدف مــن الـتـكـامـل هــو بــنــاء شخصية الطالب وتنسيق مـهـاراتـه وبـنـاء تفكيره العلمي، وهذا ال يتم إال مـن خــالل االتــفــاق بـني جميع األطراف املسؤولة عن التعليم؛ معلمني وإداريـــني وكتاب مــــقــــررات.. عــلــى املــخــرجــات املــطــلــوب تحقيقها. هـنـا تـتـوحـد آلــيــة الـتـفـكـيـر.. دون زج للقناعات الشخصية. على سبيل املثال، عندما يشرح معلم ما لطالبه كيف وضع اإلنسان قدميه على سطح القمر -بحقائق علمية-.. ثم في الحصة التي تليها مباشرة يدخل معلم آخر ويخبرهم أن اإلنسان لم ولن وال يستطيع أن يصل للقمر وأن تلك اللقطات تمت صناعتها في استديوهات سينمائية.. بهذا التضارب الـصـارخ، ستذهب العملية التعليمية برمتها إلى الالمباالة. ال يــتــم الــتــكــويــن املــوحــد والــتــكــامــل فــي البرامج التعليمية إال من خالل تفاعل املعلمني واملعلمات وتـــوحـــدهـــم فــــي األســـــاســـــات واملــــخــــرجــــات التي تعمل العملية التعليمية عليها لبناء املنظومة الفكرية. من عيوب بعض البرامج الدراسية في الجامعات والكليات واملـراكـز التعليمية، أن كل مـادة تعمل بشكل منفصل لتحقيق أهــداف خاصة بها دون النظر للتكامل. مـواد البرامج في مجملها تتفق عــلــى الـــرؤيـــة واألهـــــــــداف.. ولــكــن ذلــــك وحـــــده لن يحقق نتائج مكتملة العناصر. يجب أن تتكامل املـعـلـومـات واألفــكــار واملــوضــوعــات فــي املقررات وفــــي أذهـــــان األســــاتــــذة واإلداريــــــــني وكــــل شركاء العملية التعليمية لتحقيق النتائج السامية. املـــواد الـتـي سيتم تقديمها لـطـالب الثانوية في الـفـصـل الــثــانــي تـــدل عـلـى فـكـر عــالــي الـــرقـــي.. ما نـــريـــده هـــو أن يــكــون مــبــدأ الــتــكــامــل والتكوين املــوحــد واضــحــا فــي أذهـــــان وأفـــكـــار وتوجهات املعلمني واملعلمات من خالل لقاء ات يتفقون فيها على ما سيقدم للطلبة.. فتناقض األفكار سيفتت جمال الفكرة.