يورو ال تكفي
«السترات الصفراء» ترفع سقف املطالب
لـ (السبت) الخامس على التوالي تمسك أصحاب «السترات الصفراء» بمواصلة احتجاجاتهم في فرنسا أمس، لكن بإعداد أقل من األسبوع املاضي، إال أنها تشكل اختبارا للرئيس إيمانويل ماكرون الذي يواجه صعوبة في احتواء الغضب رغـم سلسلة التنازالت التي قدمها. وإذا كانت الطبيعة السلمية غلفت احتجاجات األمس، إال أن سقف مطالب املحتجني قد ارتفع هذه املرة. وقال جيريمي 28( عاما) القادم من مدينة ريـن (غــرب) «املــرة األخـيـرة تجمعنا من أجـل الـرسـوم، هـذه املــرة جئنا من أجل املؤسسات: نريد مزيدا من الديموقراطية املباشرة». وأضاف «يجب أن نصرخ ليسمع صوتنا». فيما دعـا أحـد محتجي «السترات الصفراء» كريستوف شاالنسون الذي يعد من املمثلني «البنائني» في الحركة، إلى «مزيد من الحزم» وقرر التظاهر «حتى استقالة» الرئيس. وأعلن عن توقيف أكثر من 60 شخصا، لكن باريس بـدت من جديد في حالة حصار من آليات مدرعة في الشوارع إلى انتشار أمني كثيف ومصارف ومحﻼت تجارية سدت واجهاتها بألواح خشبية. وملواجهة أي فلتان، أعلنت السلطات في باريس عن نشر ثمانية آالف عنصر مـن قــوات األمــن و41 آلـيـة مــدرعــة. وحـافـظـت قــوات األمــن على مستوى انتشارها وإستراتيجيتها في بـاريـس، إال أن أعــداد عناصر األمـــن املـنـتـشـريـن فــي جــمــوع فـرنـسـا انـخـفـضـت مــن 89 ألــفــا األسبوع املاضي إلى 69 ألفا أمـس. وفي محيط الشانزليزيه أكـدت ماريا أنها تخشى فلتانا جديدا. وقالت «لدينا أوامـر بإغﻼق املحال عندما يبدأ إطﻼق الغاز املسيل للدموع». وأضافت «ليتظاهروا، هذا ليس مشكلة لكن هذا التخريب يسبب أضرارا». وعبر لودوفيك 40( عاما)عن أسفه معتبرا أن «مئة يورو إضافية ال تهم سوى عدد قليل من األشخاص». وبعد اعتداء الثﻼثاء في ستراسبورغ الـذي سقط خﻼله أربعة قتلى، أطلقت دعوات خصوصا من قبل األغلبية والحكومة إلى عدم التظاهر مجددا، لكن جــزءا من املحتجني رفضها معتبرا أن «ال عﻼقة تربط بني األمـريـن». ودعـا املعتدلون منهم املمثلون بمجموعة «السترات الــصــفــراء األحــــرار» إلــى «هدنة» ورأوا أنـــــــــــه «حـــــــــــــان وقـــــت الحوار»، لكن آخرين أبدوا تصميمهم على النزول إلــــــــــى الــــــــــشــــــــــوارع من جديد للحصول على مــكــاســب اجتماعية واقتصادية جديدة. وعـــنـــونـــت صحيفة «لــوبــاريــزيــان» أمس «تــحــقــيــق الــــهــــدف أو خــــــســــــارة كــــــل شــــــــىء»، بــيــنــمــا كــتــبــت صحيفة «لــوفــيــغــارو» أن «ماكرون يــعــول عــلــى الــتــشــاور إلخماد االحتجاج».