متقلبون وانتهازيون
املليونية»، وقلت إنهم آلة منابعها والبضاعة التي تدعو إلى املحبة والوئام وحب الوطن ال تناسبهم. • وكيف تتم مواجهة هؤالء والتصدي لهم؟
•• ال ɝɝ ت ɝɝ ص ɝɝ دي ل ɝɝ ه ɝɝ ؤالء ي ɝɝ ك ɝɝ ون ب ɝɝ دراس ɝɝ ة حقيقة مقاصدهم
أوال، ويتبني ذلك من النظر في تراثهم الـذي قدموه منذ ســنــني، فـمـن كـــان يـثـنـي عـالنـيـة لــســنــوات عـلـى جماعات اإلرهاب واالنحراف السياسي التي تحارب بلده وتسعى فـي إسقاطه، ال يمكن أن يقبل منهم اآلن مجرد الصمت وكأنه يوصل رسالة ألتباعه أنني الزلت على ثنائي على جماعات اإلخـــوان وغـيـرهـا، ولكن ال أستطيع التصريح بالثناء، ويؤكد ذلك أنني ال أنتقدها وال أتكلم فيها، إن هذا الصمت يوهم األتباع أن الدولة ظلمت هذه الجماعات حني حظرتها وصنفتها ضمن التنظيمات اإلرهابية، وهو دليل أيضًا عـلـى تـعـاطـف هـــذا الــداعــيــة مــع هذه الجماعات، فهو يتكلم في كل شيء حتى أنواع األطياب والبخور ويقوم بـالـدعـايـات للشركات الـتـجـاريـة ثم يصمت عن هذا األمر املهم! ومــن أهــم طــرق الـتـصـدي لهم تحذير املجتمع ال سيما الشباب والشابات من مسلك هؤالء وفضحهم لكي ال يغتروا حني يرون كثرة التابعني لهم، وتوضيح حكم الشريعة في أقوالهم ومسالكم، وتوضيح أن كثرة األتباع ال تدل على أن اإلنسان على حق، فمتابعو بعض املغنني واملمثلني في أوروبا وأمريكا وبعض رؤساء الدول الغربية أكثر بكثير من متابعي هؤالء الدعاة، فلو كان الحق مع الكثرة لكن هؤالء أحق به من بعض الدعاة، والله تعالى يقول (وما أكـثـر الــنــاس ولــو حـرصـت بـمـؤمـنـني) ويــقــول (وإن تطع أكـثـر مـن فـي األرض يضلوك عـن سبيل الــلــه)، وباملقابل يـقـول تـعـالـى: (وقـلـيـل مــن عــبــادي الــشــكــور)، ويــقــول: (إال الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ماهم). فالكثرة في القرآن دائمًا مذمومة والقلة ممدوحة.
• طالبت هؤالء بالتوبة، كيف تكون من وجهة نظرك؟
•• يكون بالطريقة التي حددها القرآن الكريم في قوله
تعالى: (إال الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم)، بمعنى أن من ادعى التوبة من االنتماء أو الدعوة للجماعات اإلرهابية فللتوبة من ذلك طريقة وشروط البد من االتيان بها وهي: -1 التوبة النصوح املتضمنة شــروط التوبة وهـــي، أوال: اإلخـــالص لـلـه والــصــدق في الــتــوبــة، ثــم ثـانـيـًا: اإلقـــالع عــن الذنب فـــــال يـــمـــكـــن أن يــــقــــول املـــســـلـــم إنه تــاب مــن الــذنــب وهــو الزال مقيمًا عليه ويـثـنـي عـلـى بـعـض أعضاء الجماعة املنحرفة أو يسكت عنه أو ال يــخــبــر الـــنـــاس بـحـقـيـقـتـه أو يكتم الحقائق عن الناس، ثم ثالثًا: العزم على عدم العودة إلى هذا الذنب الذي كان يقترفه. -2 اإلصـــالح: بمعنى أن يصلح التائب فـي نفسه فتظهر عليه فــعــال بــــوادر الـتـوبـة مــن بـغـض الجماعات اإلرهــابــيــة وأفــكــارهــا ومحبة الــوطــن ووالة األمـــر ولزوم جماعة املسلمني وترك املشاركة في الفن، ودعوة الناس إلى األلفة واالجتماع. -3 الـتـبـيـني: وهـــذا األمـــر هــو أصــعــب األمــــور عـلـى مدعي التوبة من االنتماء إلى الجماعات اإلرهابية حيث يتطلب هذا منه أن يحذر الناس من نفسه وأقواله السابقة الضالة التي ساهمت في إضالل الناس، فمثال يقول لقد قلت في كتابي الفالني أو التسجيل الفالني أو تغريدتي الفالنية إن جماعة اإلخوان جماعة تدعو إلى اإلسالم ولكني أتوب من هذا القول فقد درست كتبهم ومقاالتهم وتبني لي أنهم جماعة إرهابية ال تدعو لإلسالم الصحيح ويحذر منها املجتمع ويسرد األدلــة على ذلــك. وهكذا يقوم بتتبع كل أقواله الخاطئة ويبينها للناس بالتفصيل. هكذا تكون التوبة الصادقة. • ومن هم «املتأسلفون الجدد» الذين أوردت وصفهم في تغريدة سابقة لك؟
•• املتأسلفون الجدد في نظري على قسمني،
قــســم مــع مــن غــلــب يـتـبـعـون مصالحهم، فــــحــــني تـــــكـــــون الـــــصـــــولـــــة والــــجــــولــــة لـــإلخـــوان يــقــول أنـــا إخـــوانـــي وحني تكون للسلفيني أهل الحق يقول أنا سلفي، وهــؤالء ظـهـروا بكثرة هذه األيام بعد أن ظهر حزم القيادة في مـكـافـحـة الــتــطــرف بـجـمـيـع أشكاله ونــــشــــر وتـــثـــبـــيـــت املــــنــــهــــج السلفي الـــوســـطـــي الـــــذي هـــو أصــــل مــنــشــأ هذه الدولة قبل ظهور ما يسمى بالصحوة، وال شــك أن اخـتـيـار خـــادم الـحـرمـني الـشـريـفـني ملعالي الوزير املعروف بحزمه ووسطيته ومحاربته للتطرف الـدكـتـور عبداللطيف آل الشيخ ليكون املــســؤول األول عــن مـلـف الــدعــوة أرعـــب الكثير مــن املنتسبني للدعوة واضطرهم إلى التظاهر بالسلفية التي من أبرز معاملها محاربة التطرف والجماعات اإلرهابية والخروج على الحكام املسلمني بالسيف أو الكلمة. أما القسم الثاني وهم األخطر أقوام يستعملون التقية والـــكـــذب، فــيــدعــي أنـــه عــلــى مـنـهـج الــســلــف والوسطية ويحارب اإلخوان منذ 10 أو 20 سنة وهو كاذب، وإنما يهدف من هذا الكذب إلى اختراق الصفوف إلضعافها والتزلف لدى املسؤولني ووسائل اإلعـالم لتقديم نفسه نــمــوذجــًا يـمـثـل املـنـهـج الــوســط ثــم يــبــدأ يــدخــل أفكاره من جديد، فهو يتخذ السلفية حصان طــروادة لخدمة جـمـاعـتـه اإلرهــابــيــة والـتـعـمـق فــي صــفــوف خصومهم لـضـربـهـم مــن الـــداخـــل، لــذلــك أسـمـيـتـهـم مـتـأسـلـفـني ولم أسمهم سلفيني، وال يعني هذا أن كل من انتسب ملنهج السلف حديثًا هو من هذين الصنفني، إذ ال يخلو زمن من صادقني مخلصني والله يتولى السرائر. • يتحجج الصامتون بما يسمونه «تجنب الفتنة»، هل ترى ذلك صحيحًا وكيف ترد عليهم؟
•• الرد عليهم من كتاب الله تعالى: (ومنهم من يقول
ائـذن لي وال تفتني أال في الفتنة سقطوا). وهـذا الفعل منهم مــصــداق ملــا ذكــرنــاه أنــهــم يختلقون األعــــذار من أجل عدم املشاركة في الدفاع عن وطنهم ووالة أمرهم، فهم أتـبـاع الـفـن دائــمــًا، إن كــان األمــر ضـد بلدهم وفي الثناء على عــدو الـوطـن يـشـاركـون فيقعون فـي الفتنة ويوقعون غيرهم، وإن كـان األمــر فـي صالح بلدهم أو يتطلب الدفاع عنها سكتوا بحجة أنها فتنة فيسقطون فـي الفتنة ويسقطون غيرهم فيها، وإال أي فتنة أشد من السكوت عن األعداء الذين يحاولون النيل من بالدنا ويسعون إلسقاط والة أمرنا؟ نسأل الله تعالى أن يهدي ضال املسلمني.