Okaz

هل أنت «عايش سعيد»؟!

-

في طريقي للعمل يرتفع صوت عبداملجيد عبدالله في السيارة «عايش سعيد.. أنا عايش بدونك بس.. عايش بس.. الحزين اللي تربع قمة األحزان.. عندي ســعــيــد.. أنـــا تـنـبـض عــروقــي نــص نــبــض.. ووسط صدري نص قلب.. نصفه الثاني معك يعني بعيد.. آه عـايـش سعيد»، كيف يجتمع الـحـزن والوحدة مع الحب؟ هل يصل حالة التماهي والذوبان، في اآلخـر أن تعيش بقسمة ظاملة ال تملك إال النصف فيها وتملك معها السعادة؟ أن ترضى باالنزواء بـعـيـدا لــوحــدك تـعـيـش ســعــادة تصنعها بنصف قلب وترضى أن تكون في قائمة االنتظار على أمل الـعـودة يـومـًا!! هـل هــذه املثالية فـي الحب أم أنها أعلى درجات العشق والوله! األســـئــ­ـلـــة الـــتـــي يــثــيــر­هــا الـــفـــن هــــي قـــمـــة املعرفة اإلنــســا­نــيــة، تـجـعـلـك تــجــول داخــــل نـفـسـك لتنبش أماكن قد كساها الحنني وعاث في أرضها النسيان، لتعود وقــد حــاولــت أن تتعرف على تلك الزوايا التي امتلكت الفرحة يومًا وتخاف أن يأتيك الدور لتغني أنا عايش سعيد! الثنائية في الحب هي قمة الكمال، أقصد طرفان يعتني أحدهما باآلخر لتعيش السعادة، لكن أن يـخـتـفـي طـــرف ويـبــقـى اآلخــــر فــي انــتــظــ­ار اتصال هاتفي ولألسف ينقطع االتـصـال ومـع ذلـك تبقى الــســعــ­ادة تــحــوم حـــول ذلـــك الــقــلــ­ب الــــذي يعلنها بالنسبة لي أنا سعيد!! أزعم هنا أن الشعر جنون والشاعر يقول ما ال يفعل!! أعلم أن الحب ال يمكن قياسه باملنطق أو بحسابات العقل و«للناس فيما يـعـشـقـون مـــذاهـــ­ب»، ولــكــنــ­ه الــفــضــ­ول فــي السؤال ملعرفة مكامن تلك السعادة! الجميل واملـبـهـج هــي هــذه الـرحـلـة الـتـي استمرت طوال يومي وأنا أبحث وأسبر أغوار الروح سؤاال وتعاطفًا مع تلك األرواح الهائمة وحيدة مع قسوة االنتظار لعل وعسى أجد مكانًا للسعادة مع هذه الــكــلــ­مــات املــدهــش­ــة، لــكــن لــألســف رجــعــت مــن هذه الرحلة وأنــا أكـثـر إيمانًا بمقولة إبـراهـيـم الفقي، يرحمه الله، «أتريد السعادة حقًا... ال تبحث عنها بعيدًا.. إنها بداخلك».

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia