Okaz

أبراج منى اليتيمة!

- على خفيف

منذ أن صدر قرار هيئة كبار العلماء عام 4831هـ، بجواز السماح بالبناء على سـفـوح جـبـال مشعر مـنـى، لـم تقم الجهة املختصة بتنفيذ القرار الذي لم يعارضه في حينه من الهيئة إال عضو واحد، لم تقم الجهة املختصة بتنفيذ الـقـرار إال بعد مضي نحو ثاثة عقود، ولكن حتى التنفيذ اقتصر على بناء ستة أو سبعة أبراج على أحد سفوح منى بتمويل من صندوقي التأمينات االجتماعية والتقاعد املدني وقد أوكلت عملية تنفيذ تلك األبـراج إلى مقاول محلي -الله عليم بحاله- فجاءت األبــراج دون املستوى املنشود وكلفت مبالغ هائلة مما جعل الجهتني االستثماري­تني تطالبان بـإيـجـارا­ت مرتفعة مقابل استخدام غـرف تلك األبــراج خـال أيام منى التي تسمى بأيام التشريق، ومع ذلك فإن ذلك العدد املحدود من األبــراج التي لم ينب سواها منذ عقدين أصبحت مثل بيضة الـديـك، ألنها كانت ملــرة واحـــدة، فلم تنفذ على طــول سفوح منى وعرضها التي تبلغ عدة كيات طويلة سوى تلك األبراج اليتيمة وال شيء غير ذلك. ولست أدري عما إذا كانت وراء توقف تنفيذ الـقـرار املـشـار إليه ظهور اجتهادات فقهية جديدة تعارضه، أم أن تجربة االستثمار في األبراج املنفذة لم تشجع جهات استثمارية أخرى على خوض التجربة، أم أن عملية البناء على سفوح جبال منى التي عززت بقرار ملجلس الــوزراء صدر في عام 5141هـــ قد أجلت ريثما تتم إعادة تطوير القدرة االستيعابي­ة للمشعر الذي ينتظر حسب رؤية 2030 أن يستوعب نحو ستة مايني حاج دفعة واحدة، وهو هدف جيد ولكن يجب ماحظة أنه في الوقت الحالي ال يكاد يستوعب ســوى مـلـيـونـي حــاج «وبــاملــز­احــمــة»، وهـــذا يعني أن رفــع طاقته االستيعابي­ة ثاثة أضعاف يحتاج إلـى بناء سطح منى بأكمله ونقل الحركة والخدمات تحت األرض، والشك أن لدى الهيئة امللكية لتطوير مكة املكرمة واملشاعر املقدسة تصورات وخططا عملية، ومن املنتظر أن تعلن الهيئة عن تلك التصورات والخطط قريبا ومن املؤمل أن تنجح في تحقيق ما وعدت به الرؤية لنرى ثاثني مـلـيـون معتمر وحـــاج يــفــدون إلــى الــديــار املـقـدسـة سـنـويـًا، وذلك يتطلب الـبـدء فـي استكمال الـتـصـورا­ت والخطط وعــدم التأخير في التنفيذ، وال بـأس أن تتاح للقطاع الخاص فرصة املساهمة في تنفيذ أجــزاء من تطوير العاصمة املقدسة مثل إعــادة تأهيل املناطق العشوائية القريبة من املسجد الـحـرام، وكذلك املساهمة في بناء مساكن للحجاج في منى على أن تنفذ الدولة الخدمات العامة بما فـي ذلـك املــاء والكهرباء والنقل األرضــي وغيرها من الخدمات التي تختص بها الدولة والله ولي التوفيق.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia