مائدة وكعكة وأقنعة !
من أسباب اندفاع السوريني للثورة على نظام بشار األسد كانت إشارات الدعم التي تلقوها من مواقف دول إقليمية، وخاصة تركيا التي اتخذت في بداية انطالق الثورة السورية مواقف متشددة تجاه نظام األســد دفعت بالسوريني إلى تقديم تضحيات عظيمة من أرواحـهـا على أمـل الحصول على وطن يليق بتضحياتهم ووعود جيرانهم ! منذ أن سقط الخط األحمر األول لباراك أوباما بدأ تصدع الجدار الدولي لدعم الشعب السوري وحمايته من اإلبادة الــتــي تــعــرض لــهــا، ورغـــم االنــتــصــارات الــتــي تحققت على األرض إال أن التدخل الـروسـي لم يكتف بقلب املعادلة بل وعــرى مــواقــف الـعـديـد مــن الــقــوى اإلقليمية الـتـي تسترت بمصالح الـشـعـب الــســوري، بينما اتـضـح أنـهـا تــدافــع عن مـصـالـحـهـا بــاســمــه، وتــبــحــث لــهــا عــن مـقـعـد عــلــى املائدة القتطاع حصتها من الكعكة السورية ! الــزمــيــل عــبــدالــرحــمــن الـــراشـــد فــي مــقــالــه أمـــس تــحــدث عن الــتــقــارب الــتــركــي الـــســـوري مــؤخــرا وحـقـيـقـة حــركــة تركيا عــســكــريــا عــلــى األرض الـــســـوريـــة وســيــاســيــا عــلــى موائد املفاوضات التي تجمعهم بحلفاء النظام السوري ! وإذا كانت بعض هذه الدول املؤيدة لحقوق الشعب السوري قـد اصطدمت نـوايـاهـا النبيلة بــجــداري البعد الجغرافي وسياسات الــدول الكبرى، إال أن موقف الـجـارة تركيا كان متأرجحا بل ومتخاذال، ولم يعد الحديث عن تبرير للدور ملثل هذا التقارب واالنخراط التركي في املحادثات مع حلفاء نظام األســد للدفاع عن مصالح السوريني وحقن دمائهم مقبوال، فالواقع يكشف أن تركيا لم تقدم شيئا للسوريني ســوى اتــفــاقــات االســتــســالم الـتـي كشفت ظـهـور السوريني، بينما آلتهم العسكرية تـمـارس القتل ضـد الـسـوريـني في مساحات أخرى من سورية باسم مقاتلة األكراد السوريني ! فـي سـوريـة مـائـدة وضـعـت عليها جثة هـامـدة تتقاسمها نفس الوجوه وإن تعددت األقنعة !