مثلث «اإلنفاق والنمو وتقلص العجز..» قاد موازنة العام القادم
أكد اقتصاديان متخصصان لـ « عكاظ » أن ميزانية 2019 حملت العديد من الركائز األساسية املتعلقة بحجم اإلنفاق التوسعي، وتراجع العجز، وارتفاع الـــنـــمـــو؛ مــــا يـــؤســـس ملــرحــلــة جــــديــــدة لالقتصاد الـــوطـــنـــي، وذلــــــك رغـــــم الـــتـــحـــديـــات الـــتـــي تواجه االقتصاد العاملي التي دفعت مؤسسات التصنيف الدولية إلى تقليص توقعاتها للنمو العام القادم. وعلى الرغم من تراجع أسعار النفط، ارتفع اإلنفاق فــي مــيــزانــيــة 2019؛ وذلــــك لــدعــم الــنــمــو وبرامج الـحـمـايـة االجــتــمــاعــيــة، بـعـد سلسلة اإلصالحات املالية األخيرة . وفـيـمـا يـرتـفـع الـنـمـو إلــى %2.6 سـيـواصـل العجز املالي التراجع إلى 131 مليار ريال، مقارنة بنحو 366 مليار ريال في عام .2015 وأوضـــح االقــتــصــادي الـدكـتــور عـبـدالـلـه الشدادي لــ «عـكـاظ» حــرص القيادة على أن تكون امليزانية ذات طبيعة تـوسـعـيـة عـلـى الــرغــم مــن التحديات العاملية . ونـــــوه بـــــدور صـــنـــدوق االســـتـــثـــمـــارات الــعــامــة في تنويع االستثمارات في اململكة وخارجها من أجل زيادة اإليرادات وأصول الصندوق لتصل الى 1.5 تريليون ريال في عام .2020 وأشـــار إلــى أن امليزانية تحمل دالالت أخـــرى مــن أبرزها نـسـبـة الـنـمـو املتوقعة الــــــــــــــــــعــــــــــــــــــام الــقــادم عند %2.6، رغم ا لتحد يا ت الــــتــــي يــــمــــوج بها العالم حاليا . ولفت إلى إشـادة مؤسسات التمويل الدولية وفي صــدارتــهــا صــنــدوق الـنـقـد الــدولــي باإلصالحات ومـطـالـبـتـه بــعــدم تـسـريـعـهـا مــن أجـــل دعـــم النمو االقتصادي . مـــــن جـــهـــتـــه، قــــــال االقـــــتـــــصـــــادي الــــدكــــتــــور سالم باعجاجة لــ «عـكـاظ:» «تقليص العجز املالي سريعًا يعكس مضى خطط اإلصـالح على قدم وساق من أجل الـــــــــوصـــــــــول إلـــــى التوازن املالي في 2023، كــمــا أنه للمرة األولــى في تـــــاريـــــخ اململكة يـــجـــري اإلعــــالن عــــــــــــــن مـــــــالمـــــــح امليزانية لـ5 سنوات قادمة، وفي هذا اإلطـار العام املـنـهـجـي يسهل عـلـى املـخـطـط الـعـمـل عـلـى أسس علمية، كما أن الفترة األخيرة شهدت بروز وحدات نوعية لترشيد اإلنــفــاق الـرأسـمـالـي والتشغيلي، وهـــو مــا كـــان لــه أثـــره الــنــوعــي فــي دعـــم املشاريع ذات الـجـودة العالية، وإلـغـاء الكثير من املشاريع ضعيفة الجدوى االقتصادية .» وأضــــاف: «يــجــب املـحـافـظـة عـلـى الــديــن الــعــام في مــســتــويــاتــه الــحــالــيــة املــطــمــئــنــة لــلــغــايــة، إضافة إلــــى الــتــركــيــز عــلــى ضـــخ املـــزيـــد مـــن الــســيــولــة في األســــواق مــن أجـــل املـحـافـظـة عـلـى مــعــدالت عالية لـــلـــنـــشـــاط االقـــــتـــــصـــــادي، واملـــمـــلـــكـــة تـــســـتـــنـــد في خــطــطــهــا اإلصــــالحــــيــــة إلـــــى مــــعــــدالت جـــيـــدة في االحـتـيـاطـي الـنـقـدي وعـجـز مـالـي مــحــدود، فضال عــن ثـقـة املــؤســســات املــالــيــة الــدولــيــة فــي خططها اإلصالحية .»