متاهة بخيوط شفافة في ضيافة «اللوفر أبوظبي»
يحرص متحف «اللوفر أبوظبي» على استضافة أعمال جديدة لإثراء تجربة زوّاره، وتعزيز رؤيته التي تقوم على عرض قصة الإنسانية، وتسليط الضوء على الإبداع الإنساني على مر العصور، وذلك في إطار عملية تغير الأعمال الفنية المعروضة التي تُقام سنوياً في المتحف.
ومن الإبداعات التي يستضيفها المتحف حالياً عمل فني بارز للفنانة المعاصرة سوزانا فريتشر بعنوان «في الهواء»، ويمثل تتويجاً لرحلة زوّار المتحف بن قاعاته المختلفة، إذ يعرض في ختام مسار الزائر ل«اللوفر أبوظبي»، بمساحة تعد انعكاساً للردهة الكرى للمتحف والتي تتوسط قاعاته، وكأنه مساحة وصل بن ما شاهده الزائر في الداخل من أعمال من جهة، وبن العالم الخارجي الذي يضم حياته اليومية من جهة أخرى.
واعتمدت فريتشر في تنفيذ العمل على استخدام خيوط شفافة، وتوظيفها مع فضاء القاعة والهواء والضوء، لتقدم ما يشبه المتاهة التي يدخل فيها الزائر معتقداً أن إيجاد طريقه عر المسارات التي ترسمها الخيوط الشفافة، وتستلهم الأشكال الهندسية التي اعتمدها المصمم العالمي جان نوفيل في تصميم قبة المتحف؛ أمر سهل، لكنه يكتشف أن الأمر أكر صعوبة مما يعتقد، وأن عليه الركيز وإيقاظ حواسه للخروج من هذه المتاهة التي تلتقط الضوء القادم من قبة المتحف، وتعكسه في تكوينات هندسية لتشكل حواراً فريداً بن العمل الفني والهندسة المعمارية الأيقونية للمتحف.
من جهتها، أعربت الفنانة سوزانا فريتشر عن شعورها بالسعادة والفخر لعرض عملها في «اللوفر أبوظبي»، مضيفة أنها نفذت العمل عام 2017، وعرض في فرنسا، أما تركيبه في «اللوفر أبوظبي» فاستغرق ثاثة أسابيع، وشارك فيه فريق يضم ستة أشخاص، واستخدمت فيه ما يقرب من 500 مر من الخيوط الشفافة.
وأشارت فريتشر إلى أنها وظفت الأشكال الهندسية العربية التي استخدمها جان نوفيل في تصميم المتحف بعد أن قامت بدراسة كافية عنها، ولكن اكتفت بنصف الشكل الهندسي، ومع تكراره في العمل يعطي الشكل الكامل المستخدم في قبة المتحف أمام المشاهد، كما يختلف شكل الضوء المنبعث من الخيوط بن النهار والليل.
وتابعت فريتشر: «يمزج العمل بن الخيوط والضوء والتصميم المعماري من المكان، وقد يكون تصميمه مربكاً للمشاهد نظراً لأنه يرى أشكالاً هندسية في العمل، وعندما يغلق عينيه ثم يفتحهما مرة أخرى يرى أشكالاً مختلفة، وعندما يدخل في المتاهة يجد نفسه مثل التائه إلى أن يعر على طريقه مرة أخرى .»