Emarat Al Youm

قبول الخطر

-

نتيجة مواجهتها لتهديد الحرب الأهلية في إثيوبيا إذا فشلت الإصلاحات في هذا البلد، فإن إريتريا ليس لديها أي خيار سوى القبول بهذا الخطر، وأن تلقي بكل ثقلها لدعم آبي، ولكن الساعة تدق الآن من أجل الإصلاحات، ومن غير الواضح مدى استعداد الحكومة الإريترية، بعد كل هذه السنوات التي عاشتها في الحروب والأزمات، لهذا الإصلاح. ومن المهم بالنسبة لصانعي السياسة في البلدين أن يفهموا أن هذا الاندفاع نحو السلام هو قضية تكتيكية، طالما أن كل من آبي

وأسياس يظلان تحت تهديدات وجودية من قبل جبهة تحرير شعب تيغرايا، الامر الذي يجعل الرجلين يغضان النظر عن الكثير من خلافاتهم. وعلى المدى القصير ستكون هناك مخاطر لهذا الاندفاع السريع نحو السلام بين إثيوبيا وإريتريا، لأن ذلك سيؤدي إلى سحب عشرات الآلاف من الجنود الإثيوبيين من مواقع القتال على الحدود مع إريتريا، وبالتالي فإن مصيرهم لايزال مجهولا. ويمكن ان يتجاهلوا أوامر الانسحاب من الأراضي الإريترية. وإذا انسحبوا فعلا فثمة سؤال حول إمكانية تسريحهم، أو إعادة نشرهم في مواقع أخرى. وفي الحقيقة فإن السلام مع إريتريا سيؤدي إلى وجود فائض في القدرات العسكرية عن الحاجة، في زمن ستكون فيه سلسلة القيادة العسكرية غير موثوقة إلى حد كبير، كما أن الجهود العقلانية الرامية الى تخفيف قبضة «جبهة تحرير شعب تيغرايا» عن السلطة لايزال يفهمه الكثير من شعب التيغيراي، بأنه شبيه بعملية اجتثاث البعث التي حدثت في العراق عام ٢003 والتي أدت الى نشوب ثورة.

وفي الوقت الحالي يمكن أن يبقى المتشددون في «جبهة تحرير تيغرايا» تحت السيطرة عند تهديدهم بالغضب الشعبي. ولكنهم يمكن أن يكونوا في حالة يائسة تدفعهم للقيام بعمل طائش. وفي الوقت ذاته فإن تحسن العلاقات مع اريتريا، إضافة إلى الجيش القوي الذين يمكن نشره في الفناء الخلفي ل«جبهة تحرير تيغرايا»، فإن ذلك يساعد على توازن القوى، وذلك بالتذكير الدائم للمتشددين في الجبهة بعدد الأعداء الذين يتربصون بهم.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates