«التوازن» و«التوتر» و«الهروب» تُقصي مشتركا لبنانيا من «رواد الفضاء»

بين التحديات الجسدية والاختبارات النفسية الخاصة، تسارعت وترة المنافسات في الحلقة الثانية من برنامج «رواد الفضاء»، على شاشة تلفزيون دبي، بالتعاون مع هيئة الإذاعة الريطانية ،)BBC( وبمشاركة 12 مشركاً من مختلف الدول العربية، لتحقيق حلم الريادة، والوصول إلى الفضاء، في تجربة استثنائية.

وتابع الجمهور في الحلقة الثانية ملخصاً عاماً لمجريات الحلقة السابقة، التي أسفرت عن خروج المشركة البحرينية هند العوضي، لعدم تمتعها باللياقة البدنية الكافية، وتحقيقها نتائج غر مرضية في تحدي سباق الحواجز، وقيادة الآليات الثقيلة.

وأعلن رائد الفضاء الكندي وسعود كرمستجي، عن مغادرة المشرك اللبناني إميليو ساسين، وذلك لعدم قدرته على التوازن بين طموحاته والعمل بروح الفريق الواحد، إضافة إلى شعوره بالتوتر، وعدم تحقيقه نتائج مرضية في تحدي الهروب من الكبسولة، وتحدي الأماكن المغلقة.

«هروب من الكبسولة»

أول تحديات الحلقة الثانية، كان مع إعلان أعضاء لجنة التحكيم عن «تحدي الهروب من الكبسولة تحت المياه»، في محاكاة للظروف نفسها التي قد تواجه رواد الفضاء في حالة الهبوط الاضطراري في المياه، حيث خضع المشركون أولاً لبعض التدريبات والتعليمات قبل بداية التحدي من ناحية اتباع سلسلة من الخطوات للخروج من الكبسولة، التي سيتم أولاً إنزالها بشكل عمودي في حوض سباحة خاص، ثم قلبها بزاوية 180 درجة، وذلك لاختبار قدرة المشركين على الهروب منها، مع المحافظة على تركيزهم وهدوئهم خلال هذه الظروف الصعبة.

وأعلن سعود كرمستجي، عضو لجنة التحكيم، عن تقسيم المشركين إلى خمس مجموعات، ضمت في المجموعة الأولى كلاً من المشرك الإماراتي ناصر الغافري، والمشركة اللبنانية رنا نقولا، حيث أثبت كل منهما قدرته على السيطرة على ردود أفعاله، على عكس المشرك السعودي سعيد الزهراني، الذي أبدى تخوفه القديم من الغرق، وعمد إلى اصطحاب نظارته التي لم توافق لجنة التحكيم على ارتدائها أثناء تنفيذ التحدي، كما لم

يفلح في الخروج من الكبسولة إلا بمساعدة خاصة من الغواصين المرافقين، على عكس المشرك اللبناني محمد عباس، الذي جاءت ردة فعل جيدة على حد تعبر أعضاء لجنة التحكيم، كذلك الحال بالنسبة للمشرك العراقي بدر لفتة، صاحب الخرة السابقة في مجال الغوص، في الوقت الذي لم يلتزم فيه المشرك اللبناني إميليو ساسين بمجموعة التعليمات الخاصة بهذا التحدي، كما لم يستطع حبس أنفاسه في الثواني السبع التي سبقت غمر المياه للكبسولة المعدة لهذا الغرض.

اختبارات نفسية

وتم إخضاع المتسابقين لمقابلة مع لوما نقاش، الاختصاصية النفسية التي تعمدت جمع معلومات إضافية عن تاريخهم العائي، وحياتهم الاجتماعية، والمناصب التي شغلوها في السابق، إلى جانب عدد من الأسئلة عن الطموحات والخوف والآمال، وغرها من الاختبارات الشاملة للشخصية، حيث تحدث المشرك الإماراتي ناصر الغافري عن امتلاكه صفات القيادة وروح الفريق، فيما تحدثت المشركة السعودية مشاعل الشميمري عن صفة الإصرار والتحدي في شخصيتها، إلى جانب شعورها بالحزن الدائم لابتعادها عن والدتها منذ أن كانت في الثامنة من العمر، على عكس المشرك العراقي فريد لفتة، الذي بدا متحفظاً بعض اليء في إجاباته، بينما كشف المشرك اللبناني إميليو ساسين عن سعيه إلى الكمال، كذلك الحال بالنسبة إلى المشركة السعودية رها محرق، التي كشفت كذلك عن امتلاكها العزيمة والقدرة على مواصلة التحديات لتحقيق أهدافها.

ولدى سؤال الاختصاصية النفسية جميع المشركين عن مدى تقبلهم لفكرة الذهاب في رحلة علمية إلى المريخ دون عودة إلى الأرض، أجمع المشركون على رفض الفكرة، باستثناء المشرك السعودي سعيد الزهراني، الذي أبدى تقبله لهذه الفكرة العلمية الافراضية، فيما بذل الجميع جهوداً كبرة لتذكر السؤال الأول الذي تم طرحه في بداية الاختبار النفسي.

أماكن ضيقة

وبعد فاصل قصر، عاد المشركون إلى المقر الرئيس لرواد الفضاء، حيث كان بانتظارهم التحدي الأخر في هذه الحلقة، لمعرفة مقدرة كل مشرك على تخطي الخوف من الأماكن الضيقة والمغلقة، في محاكاة لأماكن وجود رواد الفضاء على المحطة الفضائية، وذلك من خلال جلوس كل مشرك داخل كرة لمدة 20 دقيقة، يقوم خلالها بفك وتركيب أشرطة حذائه، إلى جانب تقديره للوقت بالشكل الصحيح اعتماداً على مهاراته الخاصة، ودون الاستعانة بأجهزة قياس الوقت.

ومع إعلان رائد الفضاء الكندي «كريس هادفيلد»، عن تزويد كل مشرك بأجهزة استشعار لنبضات القلب وضغط الدم، بدأ التحدي مع انطفاء الأنوار وسط حالة من ترقب أعضاء لجنة التحكيم، التي فوجئت بخروج المشرك العراقي فريد لفتة من الكرة بعد نحو 13 دقيقة فقط، فيما أبدت المشركة اللبنانية رنا نقولا حالة من الانسجام مع الوضع الراهن من خلال التحكم بضربات قلبها، وحقق المشرك الكويتي بدر الموله نتائج ممتازة مع خروجه في الوقت المقرر بزيادة ثوانٍ معدودة، كذلك الحال بالنسبة للمشركة السعودية رها محرق التي حققت الوقت بزيادة 39 ثانية فقط، فيما حقق المشرك اللبناني محمد عباس الوقت بزيادة 47 ثانية، بينما بقي المشرك الإماراتي محمد أهي مدة 29 دقيقة، وحققت المشركة السعودية مشاعل الشميمري أطول مدة في البقاء داخل الكرة.

«تحدي الهروب» محاكاة للظروف نفسها التي قد تواجه رواد الفضاء في حالة الهبوط الاضطراري في المياه.

تم إخضاع المتسابقين لمقابلة مع اختصاصية نفسية، جمعت معلومات عن تاريخهم العائلي، وحياتهم الاجتماعية.

من المصدر المشتركون في برنامج «رواد الفضاء» من مختلف الدول العربية.