Emarat Al Youm

منى القحطاني.. سيدة أعمال إماراتية بدرجة «نائب قنصل»

- شيماء يحيى - أبوظبي الإمارات اليوم

جذبها العمل الدبلوماسي، وعشقت هذا العمل، ما جعلها تنجح في خدمة وطنها لأكر من 16 عاماً، أثناء عملها نائباً للقنصل العام في قنصلية الإمارات بمدينة ميونيخ الألمانية.

منى القحطاني، التي تعد واحدة من الإماراتيا­ت الاتي أثبن قدراتهن عى تقلد المناصب في الدولة، استطاعت تسخير إمكاناتها العلمية الكبيرة، لتحقيق طموحاتها ذات العاقة بتحديات وطنها، في كل المجالات التي خاضت تجربة العمل بها.

تقول القحطاني، ل«الإمارات اليوم»: «منذ صغري وأنا أعشق التعلم والعمل، ما دفعني لمرافقة والدي - رحمة الله عليه - لأتابع مهام عمله، وحرصه عى استقطاب ذوي الكفاءة وتدريبهم وتأهيلهم، ليكونوا قادرين عى أداء المهام التي تسند إليهم».

وتضيف: «تربيت في بيئة تؤمن بأهمية العلم، وغرست بداخي مبادئ الوطنية التي عمادها أن حياة الإنسان ليست ملكاً له وحده، ولكن هي أمانة في عنقه يجب أن تكون رسالة سامية، وهدفاً نبياً يسخّر عمره كله لتحقيقه».

مشيرة إلى أن نشأتها في أسرة تحب العلم، أثّرت كثيراً في تكوينها الفكري، إذ كانت وهي في مرحلة مبكرة من العمر تستمع إلى والدها، وهو يتحدث مع أشقائها الأكبر منها سناً عن عناوين جديدة ضمها إلى مكتبته، فتسارع إلى تصفحها دون أن تفهم كلماتها كما ينبغي، وكلما تجاوزت مرحلة من العمر، عادت إلى تلك الكتب التي قرأتها واستمتعت بها من أجل استيعابها

بشكل أفضل، مؤكدة أنها تدين أيضاً بفضل كبير لوالدتها التي كانت توجهها إلى الاستماع للبرامج التلفزيوني­ة الفكرية المتنوعة، ما أتاح لها أن تنظر بعمق إلى مستقبلها وتستشرف المقبل.

التمثيل الدبلوماسي

التحقت منى القحطاني بجامعة الإمارات، لتجد في تخصص العلوم السياسية بغيتها، وبمجرد تخرجها عام 2002، وقع الاختيار عليها للعمل في السلك الدبلوماسي، وتدرجت في مناصب عدة، حتى أصبحت نائب القنصل العام بقنصلية الإمارات في ميونخ، ومثَّلت الدولة في اجتماعات عدة بالأمم المتحدة، خال دورات مختلفة، لتقي أكر من 16 عاماً من حياتها في خدمة وطنها وتمثيله بالخارج.

وتكمل : «لم يحُلْ عمي بالسلك الدبلوماسي دون استكمالي دراستي العليا، فحصلت عى درجة الماجستير في العاقات الدولية من جامعة القاهرة عام 2010، عن دراستي )مفهوم الأمن النووي في منطقة الخليج العربي(، وحالياً أستعد لنيل درجة الدكتوراه في المجال ذاته .»

مقومات النجاح

التشجيع الدائم والدعم غير المحدود، من أهم العوامل التي أسهمت في دفع منى

القحطاني إلى تطوير قدراتها لخدمة الوطن وتمثيله بالشكل المناسب، لافتة إلى أن «المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قد أكد منذ بدايات قيام الاتحاد عى إشراك المرأة وإعطائها الثقة بالنفس، لتكون عضواً منتجاً في المجتمع، لها حقوق وعليها واجبات ومسؤوليات».

وتعتبر أن «هناك عاماً آخر لا يقل أهمية عن دعم القيادة الرشيدة لبنات الوطن، هو التركيز عى تعليم المرأة، الذي كان من أولى الخطوات التي قامت بها الدولة، وأسهم في رفدها بالعديد من الخريجات بمختلف التخصصات»، وبحكم تجربتها في الخارج، والاختاط مع ممثي دول مختلفة، تشعر القحطاني بالفخر كلما تطرقت إلى موضوع المرأة الإماراتية، والمكانة المرموقة التي وصلت إليها، إذ تقول: «الكثير من الدول تركز عى توظيف الرجال فقط في المناصب العليا بحكوماتها، في حن تشغل المرأة الإماراتية ما يقارب ال30% من التشكيل الحكومي، وهو ما يقابل بالكثير من الإعجاب».

مهارات وخبرات

حول المهارات التي اكتسبتها خال رحلة عملها في السلك الدبلوماسي، تقول الدبلوماسي­ة الإماراتية

السابقة: «تجربتي كانت مفيدة وممتعة، وأكسبتني المرونة والقدرة عى العطاء وبذل قصارى جهدي لتحقيق مصلحة الوطن والمواطن، وتكريس كل الجهود والإمكانات المتاحة لتوظيفها عى النحو المطلوب بما يخدم الصالح العام، فأدركت أن المسؤولية ليست تشريفاً، وليست كرسياً ومنصباً، وإنما هي أمانة نُسأل عنها، ما دفعني لاحتكاك المباشر بمشكات المواطن، ومحاولة إيجاد حلول سريعة وجذرية لها.» مضيفة : «تعلمت المعنى الحقيقي للقيادة الإيجابية، وكيفية أن أكون شخصية قيادية لا انقيادية، عندما يتعلق الأمر بالمصلحة العامة، خصوصاً عند تزاحم واختاف الآراء .»

إلى ريادة الأعمال

في عام 2017، ودعت منى العمل بالسلك الدبلوماسي، بعد أن أنهت مهمتها في القنصلية الإماراتية بميونخ، لتطرق باب العمل بعالم الأعمال ومجال الاستثمارا­ت، محاولة أن تستغل خبراتها العلمية والاقتصادي­ة في أن تحقق ذاتها، وتواصل مسيرتها الطموحة.

وتقول هنا: «أشعر بالفخر لكوني حالياً واحدة من سيدات الأعمال الإماراتيا­ت، لاسيما أن المرأة

في بلدنا حققت إنجازات كبيرة، وأسهمت في التنمية، وهو اعتراف بدورها في الحياة العملية، إلى جانب كونها أماً مثالية». وتؤكد القحطاني: «عمي بالتمثيل الدبلوماسي أكسبني خبرات ومهارات عدة في إدارة المفاوضات، وعقد الصفقات الناجحة، والاستفادة من كل دقيقة في حياتي، واستثمارها في تحقيق إنجاز جديد يضاف لرصيد نجاحي، واكتسابي لفن التواصل مع الآخر وإدارة المخاطر، وابتكار حلول خاقة، ووضع الخطط لمواجهة وكيفية تقييم المنافسن، والأهم بناء عاقات عمل ناجحة مع الموظفن والعماء.»

«تربيت في بيئة تؤمن بأهمية العلم، وغرست بداخلي مبادئ الوطنية، التي عمادها أن حياة الإنسان ليست ملكا له وحده.»

 ??  ??
 ??  ?? القحطاني مثلت الدولة في اجتماعات عدة بالأمم المتحدة وقضت أكثر من 16 عاما من حياتها تمثل الدولة بالخارج.
القحطاني مثلت الدولة في اجتماعات عدة بالأمم المتحدة وقضت أكثر من 16 عاما من حياتها تمثل الدولة بالخارج.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates