إضرابات واعتصامات مع اتساع دائرة الاحتجاجات في العراق

اتسعت دائرة الاحتجاجات في العراق، أمس، بتظاهرات طابية واعتصامات في جنوب الباد، بعدما كسرت بغداد، ليلة أمس، بالسيارات والأبواق والأناشيد، حظر التجول الذي فرضه الجيش، فيما رهن رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، استقالة حكومته بحصول اتفاق بن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وزعيم كتلة الفتح البرلمانية هادي العامري.

وتوافدت حشود المتظاهرين، أمس، إلى ساحة التحرير في وسط بغداد، التي يحتلها المحتجون منذ مساء الخميس الماضي، وعلت الهتافات ضد حكومة عادل عبد المهدي، وواصلت القوات الأمنية إطاق قنابل الغاز المسيل للدموع، لثني المتظاهرين الموجودين في ساحة التحرير عن التقدم باتجاه المنطقة الخضراء القريبة، التي تضم المقار الحكومية والسفارات.

وفي أنحاء أخرى من الباد، طالب عشرات الآلاف من المتظاهرين لليوم السادس عى التوالي ب «إسقاط النظام »، ووضع دستور جديد، وإنهاء نظام تأسس قبل 16 عاماً، إثر سقوط صدام حسن.

وامتنع آلاف الطاب والطالبات عن الذهاب إلى المدارس، فيما أقفلت جميع الدوائر في الحلة والديوانية والكوت والناصرية، والتحقت نقابات مهن مختلفة بينها نقابة المعلمن ونقابة المحامن، التي أعلنت إضراباً لمدة أسبوع، ونقابة المهندسن ونقابة أطباء الأسنان بالاحتجاجات، رغم الإجراءات الأمنية التي تعرقل الوصول إلى أماكن الاعتصامات والتظاهرات.

وشهدت مدينة كرباء، التي تبعد نحو 100 كيلومر إلى جنوب بغداد، ليلة احتجاجات عنيفة، إذ أفاد مراسلون من وكالة فرانس برس، بسماع إطاق رصاص حي في محيط مبنى مجلس المحافظة، وتضاربت الأنباء بشأن سقوط قتى ومصابن.

وبدأ الحراك الشعبي في أول أكتوبر احتجاجاً عى غياب الخدمات الأساسية، وتفي البطالة، وعجز السلطات السياسية عن إيجاد حلول للأزمات المعيشية، وقد قتل 240 شخصاً، وأصيب أكثر من 8000 بجروح، أكثرهم بالرصاص الحي.

ومن جانبه، صرح رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، أمس، بأن أفضل طريق لتغير الحكومة العراقية الحالية هو حصول اتفاق بن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وزعيم كتلة الفتح البرلمانية هادي العامري، عى تغير الحكومة من دون الذهاب إلى انتخابات مبكرة مجهول أمرها.

وقال عبدالمهدي، في رسالة إلى الصدر: «إذا كان هدف الانتخابات المبكرة تغير الحكومة الحالية، فهناك طريق أكثر اختصاراً، وهو أن تتفق مع العامري لتشكيل حكومة جديدة، وعندها يستطيع رئيس مجلس الوزراء تقديم استقالته، وتتسلم الحكومة الجديدة مهامها خال أيام، إن لم نقل ساعات من تحقق هذا الاتفاق.»

وأضاف: «أعتقد أن الكتل السياسية ستتعاون بشكل واسع لتحقيق التصويت الازم، أما الانتخابات المبكرة فمجهول أمرها، فمتى سيتسنى أجراؤها، وهل سيتم الاتفاق عى كامل شروطها، وهل ستأتي نتائجها حاسمة وغرها من أمور قد تركنا أمام مجاهيل كبرة». وتابع: «صناديق الاقراع هي الوسيلة الأفضل للتعبر عن رأي الشعب .»

أ.ب متظاهرون بالقرب من مبنى مجلس محافظة البصرة.