Emarat Al Youm

المفكر السوداني حيدر إبراهيم: إطاحة «الإخوان» يجب أن تشمل «الوطني» و«الشعبي»

-

الدكتور حيدر إبراهيم: «ما حدث بالسودان في سبتمبر ٢018 ثورة سياسية واجتماعية وفكرية.»

مواجهة النظام «الإخواني»دعا إبراهيم إلى مواجهة أكر جذرية للنظام «الإخواني» البائد في السودان، مشدداً عى أن هذه المواجهة، يجب أن تشمل حزب «المؤتمر الوطني» الذي كان يرأسه الرئيس المخلوع عمر البشير، وحزب «المؤتمر الشعبي» الذي أسسه الدكتور حسن الرابي. واستطرد: «المؤتمر الشعبي بقيادة الرابي هو الذي قاد انقاب 1989 العسكري )الإخواني( ضد الديمقراطي­ة الثالثة، وهو الذي تبنى كل الممارسات الفاشية الاديمقراط­ية، التي شهدها السودان في عشرية الانقاب الأولى، كالتعذيب الوحي والاحتجاز في بيوت الأشباح، وفصل الألاف من وظائفهم تحت مسمى الصالح العام، وغير ذلك. كما أن قيادة )المؤتمر الشعبي( ظلت، حتى الليلة الأخيرة، تجدد ولاءها لنظام البشير ضد ثورة كل الشعب السوداني، رغم انساخ قواعدها عنها، وانضمام هذه القواعد لجموع شعبها».

وأشار إبراهيم إلى أن «الإسامين السودانين يتسمون بوقاحة وقوة عن، فهم لم يكتفوا بما فعلوه في السابق، وإنما يريدون أن يتصدروا المشهد الحالي أيضاً، رافعن شعار: )عدم الإقصاء(، وهم الذين أقصوا الشعب السوداني كله عى مدى 30 عاماً، وهم لديهم قدرة عى ابتزاز الآخرين، من خال دغدغة العواطف الدينية، كما نرى ذلك في تحريض الداعية عبدالحي يوسف،

وقوله بأن الحكومة السودانية قد جاءت لهدم الدين، واتهامه صراحة وزيرة الشباب، ولاء البوسي، بالردة لتشجيعها الكرة النسائية، مع أن هذا الداعية نفسه، عبدالحي يوسف، لم ينتقد الفساد الذي كان سائداً طيلة 30 عاماً، ولم يدن التطهير العرقي في دارفور، ولا انتهاكات حقوق الإنسان التي مارسها النظام الأمني في عهد البشير».

وطالب إبراهيم ب«محاكمات ثورية» للنظام القديم، مؤكداً أن ما يدعو إليه ليس إقصاء، لأن ما يقصده هو «إنشاء محاكم ذات صاحيات قانونية» من جهة، ولأن من يدعون إلى «نموذج مانديا» ينسون أن «عناصر نظام الأبارتاهي­د العنصري قامت - بعد انتصار في جنوب إفريقيا - بالاعراف بجرائمها أولاً، ثم الاعتذار للشعب وطلب السماح ثانياً، بينما فلول النظام )الإخواني( في السودان لاتزال تبرر ما فعلته من جرائم في الماضي، ولا تكتفي بذلك بل تحشد قواها في مسعى لعمل ثورة مضادة، وتخريب ثورة الشعب في الحاضر».

وختم إبراهيم هذه النقطة، بالقول: «ما ندعو إليه ليس إقصاء

مفتوحاً، وإنما هو عزل سياسي قانوني عبر تضمن نص في قانون الانتخابات بحرمان أي شخص ارتكب جرائم بحق الشعب في العهد البائد، من الرشيح والانتخاب وممارسة العمل السياسي، عى أن يشمل تعريف هذه الجرائم تجلياتها المختلفة، بدءاً من الانقاب عى الدستور في انقاب 1989، مروراً بالاشراك أو التواطؤ عى التعذيب، أو الاشراك، أو التواطؤ عى نهب المال العام، ونهاية بالجرائم ضد الشعب وثورته منذ ثورة ديسمبر 2018، وحتى اليوم، وأيضاً ما سبقها من انتفاضات ضد الحكم الإنقاذي .»

وفي ما يخص رؤيته لأحزاب التقليدية التاريخية بعد الثورة، قال إبراهيم إن «الأحزاب التقليدية بحاجة إلى تجديد جذري لهياكلها وبرامجها وأدائها بعد ثورة ديسمبر، فهذه الأحزاب قائمة عى الولاء الديني، وعبادة الفرد، ولابد أن تتحول إلى أحزاب سياسية، تمارس الديمقراطي­ة داخلها قبل كل شيء، وتطرح برامج سياسية. وهي لاتزال - حتى الآن - تستمد جماهيريتها من الريف، مستغلة التخلف الاقتصادي وقلة الوعي، ودليل ذلك أن قيادتها حتى الآن لا تستطيع أن تنزل الانتخابات في دوائر العاصمة المثلثة».

وتابع إبراهيم: «الأحزاب الكبرى والتقليدية لازالت تتعامل مع حكومة الثورة الانتقالية ب)نصف قلب(، ولم تساندها بصورة كاملة وصادقة، ولم تحشد جماهيرها مع قوى الثورة والحكومة الثورية الانتقالية، كما لم تتحمل مسؤوليتها القومية والوطنية لاحتضان هذه الحكومة».

وحول الاتهامات التي وجهتها قيادات تقليدية إلى شباب الثورة بأنهم «با خبرة»، وأنهم «نشطاء أكر من كونهم سياسين»، تقودهم «الرومانسية» لا «الواقعية»، وأن أداء حكومة حمدوك يتسم ب«الضعف»، قال إبراهيم إن «الخبرة هي مجرد ذريعة تسوقها القوى التقليدية هنا، لنزع حق السلطة من الشباب، فالخبرة ليست حالة ذهنية أو عقلية، فقد يكرر الشخص الواحد خبرة سنة واحدة لمدة 80 عاماً، فهي بهذا المعنى ليست ظاهرة إيجابية، والسياسة والحكم تحتاجان إلى التجديد، والإبداع خشية الجمود والتكلس والتخلف عن العصر. أما في ما يخص اتهام الحكومة الانتقالية بالضعف، فإن مشكلة هذه الحكومة في وجود أطراف كثيرة تتجاذبها وتمنعها من الانطاق بما يضع أمامها الكثير من العقبات».

الفرصة سانحة

وأعرب إبراهيم عن اعتقاده أن الفرصة سانحة عى أي حال أمام الحكومة الحالية، لوضع مقدمات إقرار السام في الباد، وقال إن «الحرب الأهلية طوال فرة حكم البشير خلقت أمراء حرب، يريدون استمرار الحرب إلى ما لا نهاية، لكن في تقديري إن القوى المتحاربة لم تعد لديها القدرة أو الإمكانات لاستمرار الحرب، حتى لو رفعت شعارات الاستمرار، لذا فأنا أعتقد أنه يمكننا أن نطوي صفحة الحرب الأهلية إلى الأبد .»

 ?? أرشيفية ?? الثورة السودانية تملك آفاقا
أبعد بكثير من مجرد إطاحة النظام الديكتاتور­ي واسترداد الشعب ديمقراطيته.
أرشيفية الثورة السودانية تملك آفاقا أبعد بكثير من مجرد إطاحة النظام الديكتاتور­ي واسترداد الشعب ديمقراطيته.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates