Emarat Al Youm

توظيفات إقليمية ودولية لمق

- صنعاء – الإمارات اليوم ووكالات

وذلك في إطار عملية تأمين المناطق المحررة على الشريط الساحي الغربي لليمن، والممتد من باب المندب جنوباً حتى مدينة الحديدة شمالاً.

ووفقاً للمصادر، فإن العشرات من عناصر الحوثي قتلوا وأصيب آخرون في العملية المستمرة على محاور عدة ممتدة على مسافة 10 كيلومرات، والهادفة إلى تدمير مخازن الأسلحة الثقيلة للميليشيات والتي تم الدفع بها، أخيراً، إلى محيط المناطق المحررة في الساحل الغربي، خصوصاً الواقعة شرق مدينة المخاء، وعلى رأسها البرح التي تضم تجمعات ومواقع عسكرية عدة للميليشيات، والتي يربطها طريق إمداد ممتد من البرح حتى محافظة إب.

وأكدت المصادر تدمير مخزن أسلحة ومنصات إطاق صواريخ، وأخرى خاصة بالطيران المسير، وكلها أسلحة إيرانية الصنع، تم إرسالها إلى المنطقة، واستخدمت في عمليات تهدد الماحة الدولية في باب المندب والبحر الأحمر، مشيرة إلى أن العملية مستمرة، حتى تأمين المناطق التي تتمركز فيها الميليشيات بالبرح وأطراف الوازعية ومقبنة، وصولاً إلى الكدحة.

ثمة تساؤلات عدة يطرحها الإعان عن مقتل زعيم تنظيم «داعش»، أبوبكر البغدادي، تبدأ بماهية الدلالات المرتبطة بالعملية، وتنتهي بمستقبل التنظيم الإرهابي. فالعملية التي نفذتها القوات الأمركية الخاصة داخل الأراضي السورية تداخلت مع سياقات إقليمية ودولية متشابكة، ربما تدفع العديد من الأطراف إلى توظيف عملية استهداف البغدادي لخدمة مصالح بعينها، ناهيك عما أنتجته هذه العملية من إشكاليات متعلقة باستشراف مستقبل «داعش»، وقدرته على الاستمرار.

الإعلان الأميركي

خرج الرئيس الأمركي، دونالد ترامب، في خطاب تلفزيوني، يوم الأحد 27 أكتوبر 2019، ليؤكد نجاح عملية استهداف البغدادي، وقال: «الليلة الماضية اقتصّت الولايات المتحدة من زعيم الإرهاب الأول في العالم»، في إشارة إلى العملية التي نفذتها القوات الأمركية الخاصة داخل الأراضي السورية ضد الموقع الذي كان يختبئ فيه أبوبكر البغدادي. وأضاف ترامب أن «البغدادي وصل إلى نهاية النفق بينما كانت كابنا تاحقه. فجّر سرته، فقتل نفسه وأطفاله الثاثة. شوهت الانفجارات جثته، وانهار النفق فوقه.»

ووفقاً لما نقلته صحيفة «نيويورك تايمز»، فقد تم الحصول على المعلومات حول موقع وجود واختباء البغدادي بعد اعتقال واستجواب إحدى زوجاته، وحاملة رسائله في الصيف الماضي. وأضافت الصحيفة أنه استناداً إلى هذه المعلومات، عملت وكالة الاستخبارا­ت المركزية مع مسؤولي المخابرات العراقية والكردية في العراق وسورية لتحديد مكان البغدادي بصورة أكثر دقة.

وتذكر الصحيفة أيضاً أن أولى الخطط لتنفيذ العملية بدأت في الصيف الماضي، عندما شرعت وحدة «كوماندوز» تابعة لقوة دلتا الخاصة في وضع خطط للتدريب على القيام بمهمة سرية لقتل زعيم «داعش» أو القبض عليه.

ويشر العديد من التقارير إلى

أن عملية استهداف البغدادي تمت على مرحلتين، حيث بدأت في حدود الساعة ال12 بمنتصف الليل، حينما استهدفت ثماني مروحيات أمركية وطائرتان مسرتان نقطة قريبة من قرية باريشا بمحافظة إدلب السورية، على مدى 90 دقيقة تقريباً، وبعد نحو نصف ساعة عادت وبدأت بالقصف مجدداً. وفي هذه الأثناء، أجرت المروحيات إنزالًا لعناصر يُعتقد أنهم من القوات الخاصة، وبعد ذلك كانت هناك مرحلة ثانية من الاشتباكات دامت ساعتين ونصف الساعة تقريباً.

دلالات رئيسة

تُشر المعلومات المتاحة عن عملية استهداف البغدادي والسياقات المصاحبة لها إلى عدد من الدلالات الرئيسة، المتمثلة فيما يلي:

الاحتفاء والوصم

فقد احتفى الرئيس الأمركي بعملية استهداف البغدادي، وحتى قبل أن يخرج في الخطاب التلفزيوني كتب تغريدة على «توير» يقول فيها: «حدث للتو أمر هائل،» وطرح «ترامب» خال الخطاب التلفزيوني تفاصيل عملية استهداف

البغدادي، باعتبارها جزءاً من سياسة الرويج لإنجاز الإدارة الأمركية. وبموازاة هذا الطابع الاحتفائي لخطاب الإدارة الأمركية، انطوى خطاب ترامب على وصم للبغدادي، وتوصيفه بصفات سلبية، وهو ما يعكس سعي ترامب لتقويض صورة البغدادي لدى أتباعه.

وفي هذا السياق، قال ترامب: «السفاح الذي حاول كثراً ترويع الآخرين، قى لحظاته الأخرة في قلق وخوف وذعر مطبق، خشية أن تنقض عليه القوات الأمركية.» وكرر ترامب كلمة الجبن ومرادفاتها لتوصيف اللحظات الأخرة في حياة البغدادي، وذكر أنه «قُتل وهو يبكي ويصرخ مثل الكلب الجبان.»

موقع العملية

إذ تم استهداف البغدادي في مكان اختباء داخل قرية باريشا بمحافظة إدلب السورية، وهو أمر يثر عدداً من التساؤلات حول كيفية وصول البغدادي إلى هذه المنطقة، لاسيما أنها تشهد وجوداً لعدد من الفصائل غر المتوافقة مع تنظيم «داعش»، ومعادية له.

ثمة تفسرات عدة لوجود البغدادي في المنطقة، ومنها افراض البغدادي أن الوجود في تلك المنطقة سيكون مستبعداً من قبل القوى المناوئة له، خصوصاً أن العديدين اعتقدوا، خال الأشهر الماضية، أن البغدادي كان يختبئ مع عدد صغر من الكوادر، سواء في محافظة الأنبار غرب العراق، أو في صحراء البادية الشاسعة في حمص بوسط سورية. وربما لجأ البغدادي أيضاً إلى هذه المنطقة المستبعدة، لأنها منطقة غر واضحة النفوذ، ومن ثم يمكن التحرك فيها بقدر من السهولة، لغياب السيطرة الكاملة والمطلقة لأي طرف من الأطراف. عاوة على الاعتقاد بأن المنطقة بعيدة عن مناطق سورية انتشرت فيها قوات أمركية دعماً للقوات الكردية، في سياق الحرب على تنظيم «داعش».

الشراكة الاستخبارا­تية

تشر المعلومات والتقارير المتاحة عن شراكة عملياتية في استهداف البغدادي، وعرّ عن هذه الشراكة الرئيس الأمركي ترامب، حينما أشاد بتعاون تركيا وروسيا والأكراد وسورية والعراق في تنفيذ العملية، وأشار ترامب إلى أن روسيا سمحت للمقاتات الأمركية بالتحليق في مناطق سيطرتها، كما ذكر أن

سورية سمحت له بالتحليق فوق أراضيها. وأكد أيضاً أن المقاتلين الأكراد زودوا قواته بمعلومات «حيوية»، في حين سمحت تركيا لواشنطن بالتحليق فوق أراضيها.

وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع الركية عن دورها في العملية، حيث ذكرت في بيان «قمنا، اعتماداً على مبادئ التعاون وتجنب التدخات المتبادلة مع العناصر الأمركيين، بتوجيه تحذيرات لقواتنا، واتخذنا إجراءات في الوقت الازم لضمان أمن العمليات والكوادر». وأعلن العراق أيضاً عن دوره في عملية استهداف البغدادي، حيث نشر الجيش العراقي بياناً، مفاده «بعد متابعة مستمرة، وتشكيل فريق عمل مختص، وعلى مدار سنة كاملة، تمكن جهاز المخابرات الوطني العراقي من تحديد الوكر الذي يختبئ فيه رأس )داعش( الإرهابي، المجرم أبوبكر البغدادي ومن معه في محافظة إدلب السورية.»

التشكيك الروسي

على الرغم من إشادة الرئيس الأمركي بالدور الروسي في العملية، والتيسرات التي قدمتها موسكو للقوات الأمركية، إلا أن روسيا

تساعد سياسة اللامركزية التنظيمية التي تبناها «داعش» في السنوات الأخيرة في تعزيز احتمالية استمرار تهديده، إذ استدعت الضغوط العسكرية على «داعش» التوجه المتزايد نحو اللامركزية في العمليات القتالية، وتشكيل خلايا نائمة في كل من سورية والعراق في إطار استراتيجية حرب العصابات.

 ??  ??
 ??  ??
 ??  ?? التنظيم إذا تنامى تأثير التيار الأكثر تطرفا وراديكالية داخل التنظيم، لاسيما ذلك المحسوب على ما يعرف بتيار «الحازمية»، خصوصا أن الفترة التي سبقت مقتل البغدادي كشفت عن خلافات داخل التنظيم، وسعي تيار «الحازمية» إلىالسيطرة­على
التنظيم وقراراته.
مقتل البغدادي سيكون له تأثيرات عميقة في بنية التنظيم. أرشيفية
التنظيم إذا تنامى تأثير التيار الأكثر تطرفا وراديكالية داخل التنظيم، لاسيما ذلك المحسوب على ما يعرف بتيار «الحازمية»، خصوصا أن الفترة التي سبقت مقتل البغدادي كشفت عن خلافات داخل التنظيم، وسعي تيار «الحازمية» إلىالسيطرة­على التنظيم وقراراته. مقتل البغدادي سيكون له تأثيرات عميقة في بنية التنظيم. أرشيفية

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates