Emarat Al Youm

تل البغدادي

-

كانت التوترات السياسية الداخلية بين «ترامب» والحزب الديمقراطي حاضرة في خلفية عملية استهداف البغدادي، حيث ذكر الرئيس الأميركي أنه تعمّد حجب المعلومات عن عملية استهداف البغدادي عن بعض أعضاء «الكونغرس»، بمن في ذلك كبار الديمقراطي­ين في اللجان المشاركة في التحقيق في قضية عزله، خوفا من تسريب المعلومات.

شككت في العملية، إذ قال وزير الدفاع الروسي، إيغور كوناشينكوف، في بيان أصدره بعد وقت وجيز من كلمة الرئيس الأمركي، إن الجيش الروسي لم يمتلك «معلومات موثوقة» حول قيام القوات الخاصة الأمركية في إدلب بذلك. وأضاف كوناشينكوف أن «الأعداد المتزايدة للدول والجهات التي يُزعم مشاركتها في هذه العملية بشكل مباشر، وكل منها يعطي تفاصيل متناقضة، يُثر أسئلة وشكوكاً مشروعة حول حدوثها حقاً ومستوى نجاحها على وجه الخصوص .»

وحاول وزير الدفاع الروسي تقويض الخطاب الأمركي في هذا الصدد، من خال تأكيده أن القوات الروسية لم تسجل غارات جوية أمركية أو من قبل ما يُسمى بالتحالف الدولي في منطقة خفض التصعيد بإدلب، يوم السبت 26 أكتوبر 2019 أو خال الأيام السابقة لذلك.

ولا يمكن إغفال أن هذا السعي الروسي لتقويض السردية الأمركية قد يكون مرتبطاً بمحاولة موسكو التقليل من شأن العملية، وتجنب احتسابها إنجازاً غربياً في خضم الصراع القائم بينها وبين القوى الغربية. وربما يعكس هذا الموقف الروسي امتعاض موسكو من مسارعة تنفيذ واشنطن لعملية استهداف البغدادي. دعم ترامب

من المرجّح أن يكون توقيت عملية استهداف البغدادي مرتهناً بسعي ترامب لتحقيق إنجاز سياسي يساعده في تخفيف الضغوط الداخلية المفروضة عليه، والمساعي التي يبذلها الحزب الديمقراطي لعزله من منصبه، ناهيك عن الانتقادات التي تعرض لها ترامب عقب قراره بسحب القوات الأمركية من سورية، وهو القرار الذي اعتره العديدون تمهيداً لإحياء «داعش» مجدداً، والتهديدات التي يمثلها. ومن ثمّ، قد يعوّل ترامب على مقتل البغدادي ليدعم قراره بالانسحاب من سورية.

لقد كانت التوترات السياسية الداخلية بين ترامب والحزب الديمقراطي حاضرة في خلفية عملية استهداف البغدادي، حيث ذكر الرئيس الأمركي أنه تعمد حجب المعلومات عن عملية استهداف البغدادي عن بعض أعضاء «الكونغرس».

في المقابل، انتقدت رئيسة مجلس النواب الأمركي، ناني بيلوسي، ترامب، لأنه أبلغ روسيا بالعملية، وفقاً لتصريحات الرئيس الأمركي، قبل إباغ «الكونغرس» بالأمر. ولم تكتفِ بيلوسي بذلك، بل اتهمت ترامب ضمنياً بعدم الكفاءة، حينما قالت: «تستحق قواتنا المسلحة والحلفاء قيادة قوية وحكيمة واسراتيجية من جانب واشنطن.»

التوظيف التركي المحتمل

ربما توظف أنقرة عملية استهداف البغدادي لخدمة مصالحها، ومواجهة الانتقادات التي تعرضت لها على خلفية تدخلها العسكري في سورية من خال عملية «نبع السام». فقد سارعت وزارة الدفاع الركية، بعد الإعان عن مقتل البغدادي، لتؤكد أنه جرى تبادل معلومات بين السلطات الركية والأمركية، قبل العملية.

وصرّح الرئيس الركي، رجب أردوغان، أيضاً بأن مقتل البغدادي «يمثل نقطة تحول في حربنا المشركة ضد الإرهاب»، وهذا الأمر ربما يدلل على احتمالات استخدام تركيا في الأيام المقبلة للعملية لتحسين صورتها السلبية.

وقد أثار هذا التوظيف الركي المحتمل للعملية هواجس قوات سورية الديمقراطي­ة، ذات الغالبية والقيادة الكردية، التي سارعت هي الأخرى لتؤكد أن عملية «نبع السام» الركية أخرت عملية قتل البغدادي. ولم تكتفِ قوات سورية الديمقراطي­ة بذلك، ولكنها أشارت إلى أن عملية استهداف البغدادي تمت بمشاركة «مؤثرة» من جانب مخابراتها، وكانت العملية نتاج خمسة أشهر من العمل المشرك والتنسيق مع الاستخبارا­ت الأمركية، لكنها أُجلت بسبب «العدوان الركي .» عن مركز المستقبل للدراسات والأبحاث المتقدمة - أبوظبي

 ?? إي.بي.إيه ?? ترامب قال إن العالم تخلص من زعيم الإرهاب الأول في العالم.
إي.بي.إيه ترامب قال إن العالم تخلص من زعيم الإرهاب الأول في العالم.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates