Emarat Al Youm

ثوب نسائي سوداني اسمه «تسقط بس» يتصدر الموضة

توازيا مع حكايات «كاروهات الأصم» و «قميص حمدوك»

- خالد محمود - القاهرة

المجتمع السوداني قوي وحاضر في الحدث السياسي وغير معزول عنه، ويظهر ذلك بصورة جلية في تسمية الأشياء بالحدث.

تصدّر الثوب السوداني، الذي يحمل اسم «تسقط بس»، وهو الشعار المركزي الذي رفعته الثورة السودانية منذ انطاقتها في ديسمر 2018، قائمة الأزياء النسائية المنتشرة حالياً في السودان، وظهرت العبارة «تسقط بس» منقوشة بطرق مختلفة على الثوب السوداني الذي أخذ بدوره أشكالاً متباينة. تجيء هذه «الموضة» تتمة لموجات من الانشغال الاجتماعي بلقطات أخرى شبيهة، لفتت الأنظار في ذروة الأحداث السياسة، مثل «قميص كاروهات الأصم»، الذي كان مثار حديث وتعليقات في الأوساط الشبابية، و «قميص حمدوك ،» الذي ارتداه رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، أثناء استعراض عسكري، في ولاية دارفور، وكاد أن يتسبب في أزمة سياسية.

المجتمع حاضر

وقال الكاتب الصحافي، رئيس تحرير «أجراس الحرية» سابقاً، ومستشار تحرير موقع «التغير» حالياً، فايز السليك ل«الإمارات اليوم»، إن «التاريخ السياسي ونظره الاجتماعي الثقافي ملتحمان في السودان بطريقة يصعب فك الارتباط بينهما، فبمجرد أن يحدث تطور سياسي، ولو طفيفاً، نجده قد انعكس على الفور على الواقع الاجتماعي، لأن المجتمع السوداني قوي وحاضر في الحدث السياسي، وغر معزول عنه، ويظهر ذلك بصورة جلية في تسمية الأشياء بالحدث. ففي ما يخص الثياب، كان هناك ثوب اسمه «رسالة لندن»، والذي سمي على حدث سياسي، ثم ثوب «دقة كندا»، الذي سمي على واقعة قيام بطل الكاراتيه السوداني، هاشم بدر الدين، بالتعدي على أمين «الجبهة الإسامية» وقتها، الدكتور حسن الترابي، غيظاً منه لتدبر «الجبهة» لانقاب 1989، وإطاحتها بالديمقراط­ية الثالثة، كما أن السودانيين أطلقوا اسم )وداد( على سيارة، تيمناً باسم زوجة الرئيس السوداني المعزول عمر البشر، وأثناء وجوده في الحكم، في

إشارة إلى ثراء الطبقة الحاكمة، وابتعادها عن معاناة الشعب.»

وقالت الإعامية والناشطة النسوية السودانية المقيمة بالقاهرة، رشا حسين، إن «التسميات لم يتوقف دورها عند عكس الأحداث بشكل آلي، بل تعدت ذلك إلى التأثر فيها. مثال ذلك تسمية )ثوب الكادر(، الذي ارتبط بسياسات الشريف الهندي في الستينات .»

جدل اجتماعي

على صعيد متصل، شهد السودان جدلاً اجتماعياً واسعاً حول «اللباس»، لكن هذه المرة في ما يتعلق بالأزياء الرجالية، وارتبط الجدل برمزين بارزين في هرم السلطة السياسية الحالية، هما

رئيس الوزراء الحالي عبدالله حمدوك، والقيادي في «الحرية والتغير» محمد ناجي الأصم.

فقد تسبب القميص «الأبيض نصف الكم»، الذي ارتداه حمدوك في استعراض عسكري للقوات في دارفور، بإثارة ضجة واسعة، وقادت فلول النظام البائد حملة شرسة على صفحات «السائحون» ومواقع أخرى ضد «القميص»، معترة ارتداء حمدوك للقميص في مناسبة رسمية نوعاً من الاستخفاف.

في الإطار ذاته، وفي وقت سابق، شهدت الساحة السودانية جدلاً طريفاً حول «قميص كاروهات الأصم»، وهاجمت الناشطة المثرة للجدل، تراجي مصطفى، زي قيادي «الحرية والتغير»، وقالت موجهة كامها إلى الأصم «حتكتشف أن اليانغ ليدرز )القادة الصغار( يرتدون قمصان سادة ما كاورهات. إيه الناس الشعبية دي، والي عاملة فيها راقية»، لكن الأصم رد على تراجي ومن في موقعها في حملة «قميص الكاروهات»، قائاً إنه «ليس منزعجاً من الأمر، وإن لديه كمية من القمصان الكاروهات، لكن في ظل العمل الكبر والكثيف الذي يقوم به، فإنه ليس من أولوياته الاهتمام بالمظهر، خصوصاً أنه غر مقيم في منزله في الوقت الراهن.»

 ?? أرشيفية ?? «تسقط بس» لباس يحقق انتشارا واسعا.
أرشيفية «تسقط بس» لباس يحقق انتشارا واسعا.
 ?? أرشيفية ?? كاروهات الأصم.
أرشيفية كاروهات الأصم.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates