Emarat Al Youm

«فورد ضد فيراري»... الكليشيهات تقوّض السرعة في الحلبة

يصحب شيلبي معه فورد في تجربة قيادة السيارة الجديدة، فيصاب الأخير بالرعب، ثم ينهار في موجة بكاء تهز كيانه، قد يكون بكاء خوف أو فرح بولادة السيارة الجديدة.

- عرض: عبدالله القمزي

يقال إن صيغة الأفام الرياضية تصنع فيلماً جيداً لو كانت القصة حقيقية. غادر المخرج الأمركي جيمس مانغولد عالم «إكس من» بعد إخراجه «ذا وولفرين ولوغان»، وعاد إلى العالم الحقيقي لإخراج فيلم بقيادة نجمن سينمائين من الصف الأول.

فيلم ‪Ford VS Ferrari‬ «سباق فورد ضد فراري» يتناول قصة نوع آخر من البطولات، يقوده مات ديمن وكريستيان بيل. عندما يتعلق الأمر بأفام سباقات السيارات، فإن السينما لم تعطها حقها، غالباً لأن منظر السيارات وهي تلف الحلبة دورة تلو الأخرى ليس بالمشهد السينمائي.

كان هذا أهم تحدٍ أمام مانغولد الذي قلص مشاهد السباق إلى أقل حد ممكن، ووزع تركيز الفيلم بالتساوي بن العناصر الرياضية وتحديات بناء سيارات السباق التي تواجهها الشخصيات. الفيلم مستوحى من قصة هري فورد الثاني الحقيقية )تريسي ليتس(، وكيف دخل سباقاً لمنافسة إنزو فراري )ريمو غروني(، والذي انتهى بمواجهة في حلبة لا مون عامي 1965 و1966.

تحسين مسار الدراما

تم تغير الكثر من الحقائق لصالح تحسن مسار الدراما في الفيلم، يبدأ الفيلم بالضغوط التي يشعر بها فورد لمنافسة البطل المعتاد فراري، يقرر فورد تكليف موظفيه لي لاكوكا )جون برنثال( وليو

بييب )جوش

لوكاس( لاستعانة بالفائز السابق في سباقات لا مون كارول شيلبي )مات ديمن( لتصميم سيارة سباق. للعلم، لاكوكا هذا يستحق قصة لوحده، لأنه له الفضل في إنعاش سيارات شركة كرايزلر الأمركية في

عقد

الثمانينات، وبسبب ذلك صنع لنفسه اسماً. يتسلم شيلبي شيكاً مفتوحاً لمهمته ويوافق. يتضمن فريقه روي لن )جي جي فيلد( وفيل ريمنغتون )راي مكينون( والسائق الإنجليزي البارع كن مايلز )كريستيان بيل(، صاحب المزاج العصبي والمعادي لروح العمل الجماعي الذي يجلب عليه غضب بييب، فيقنع فورد بتضييق مشاركة مايلز في العمل لتقتصر عى التطوير واختبارات القيادة. بالطبع لأن هذا فيلم رياضي، فإنه يتبع معادلة محددة لا تتحرر منها هذه النوعية من الأفام، والكل يعرف كيف سينتهي الفيلم، خصوصاً عندما يقول فورد: أريد أن أكون في الحلبة وانظر إلى وجه فراري لحظة خسارته.

نهاية مختلفة

يأخذ مانغولد الفيلم بعيداً عن الحلبة، وبعيداً عن عالم صنف الأفام الرياضية، لكن ذلك يأتي بثمن. بداية، يتورط مانغولد في نطاق معادلة ضيق، فا يختلف فيلمه في هذه الحالة عن عشرات الأفام التي تناولت قصص شخصيات رياضية طموحة.

مثاً، تبدأ القصة بفورد يحاضر عمال مصنعه، ويهددهم بإقالتهم لو لم يتقدم أحدهم بفكرة جديدة تأخذ سيارة فورد إلى آفاق جديدة. يتبع ذلك رغبة فورد الطموح في تحطيم المنافس بعبارته الشهرة: «أريد رؤية وجهه لحظة الخسارة»، ويتبعها سيناريو قهر الشخصيات تحدياتهم في مشاهد لا تخلو من الميلودرام­ا والصراع العائلي والكليشيها­ت المزهقة.

ثم بالطبع يختلف بطا القصة ويتفقان ويتعاونان، ونرى مونتاج بناء وتطوير السيارة وتدريبات مايلز تحضراً للسباق الكبر وقيادته إلى أن يفوز بالسباق.

الجديد أن شيئاً يحدث في النهاية، لا نود ذكره كي نرك للمشاهد تجربة استكشاف الفيلم بنفسه، هو ما يعطي الفيلم نهاية مختلفة، لأنه يحدث بشكل غر تقليدي، وربما هذه لمسة مانغولد الفنية واضحة في النهاية أكر من

بقية الفيلم.

بوسعنا القول إن شرير الفيلم ليس فراري، وليس سائق السيارة 21 لكنه فورد وبييب وقراراتهما التجارية.

مشهد ساخر

يوجد انسجام جيد بن ديمن بلهجة تكساسية وبيل ربما بلهجته الإنجليزية الأصلية، ديمن ذكي ومرن وبراغماتي، وبيل غاضب ومنفعل حتى وهو فائز. هناك مشهد ساخر يتعارك فيه الاثنان أمام منزل مايلز، وعندما تراهما مولي )كاترينا بالف( زوجة مايلز، تحضر كرسياً من داخل المنزل وتجلس أمامهما متفرجة. أداء بيل جيد، لكنه كان أفضل في «نائب» العام الماضي، وأداء ديمن جيد هو الآخر، لكن شاهدناه في أدوار أفضل، أما بالف فمجرد تكملة عدد. يخفف مانغولد التوتر في المشهد السابق، لكن يوظّفه لأجل الضحك، كما يحدث في المشهد الذي يأخذ شيلبي معه فورد في تجربة قيادة السيارة الجديدة، فيصاب الأخر بالرعب، ثم ينهار في موجة بكاء تهز كيانه، قد يكون بكاء خوف أو فرح بولادة السيارة الجديدة. ما يفعله مانغولد هو تهميش السباق في القصة لركز عى الشخصيات والأداء، وهنا تحدث مشكلة. المشكلة في الاعتماد عى الأداء، وتهميش سباق سيارات في فيلم رياضي في المقام الأول، ينتج عنه بطء في الفيلم عن السرعة. مشهد حوار ثم مونتاج بناء سيارة، ثم مشهد ميلودراما بن مايلز ومولي، يليه مشهد تخطيط للسيارة، وتفاصيل مواصفات محركها، ثم مشهد حوار مايلز وابنه الذي يظهر مرة كل خمسة مشاهد لمجرد إبداء ردة فعله يليه مشهد سريع.

بكلمات أخرى، الفيلم لا يعطينا فرصة لاهتمام وتشكيل رابط عاطفي مع الشخصيات،

وهذا الشعور قد لا يجده عشاق سباقات السيارات أو المهندسون والميكانيك­يون الذين سيفهمون حتماً التفاصيل التقنية وسيستمتعون بها، والتي تهيمن كثراً عى الحوارات. مشاهد السباق جيدة وصوّرها مانغولد بشكل يضع المشاهد داخل السيارة مع مايلز، لكن هناك مواضع ميتة لا ينتبه إليها مانغولد، أو ربما لم يعرف كيف يتجنبها، أو ربما أجر عى التخلص منها كي لا يتجاوز الفيلم الساعتن ونصف الساعة.

وصلنا إلى مرحلة مع الأفام وجدنا فيها أن الفيلم السينمائي ليس المعروض في الصالات، وإنما هو ذلك الذي يتضمن اللقطات الإضافية التي لم يتمكن المخرج من ضمها لفيلمه بسبب قيود المدة الزمنية، فوضعها في نسخته ‪Extended Director’s Cut‬ عى أقراص فيديو عالية الجودة.

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates