Emarat Al Youm

محمد العيدروس: من أندر مرض في العالم إلى أكبر حدث في العالم

- ديانا أيوب - دبي

يرى المواطن الإماراتي محمد العيدروس أن «إكسبو 2020 دبي» كان فرصته لطرق باب العمل والاندماج بشكل فاعل في المجتمع، حيث أتاح له الانتقال من متطوع في «إكسبو»، الى موظف في مجال الاستدامة.

يعمل العيدروس عى الاستدامة، لاسيما المرتبطة بحياة أصحاب الهمم، اذ واجه الكثر من التحديات في حياته، كونه ينتمي الى هذه الفئة، ويعمل لتقديم كل ما يساعدهم في اختبار تجارب حياتية طبيعية. ويطمح العيدروس في حديث ل«الإمارات اليوم»، الى استحداث وزارة خاصة لأصحاب الهمم، تعنى بشؤونهم، لاسيما إدماجهم في المجتمع وتقديم تجاربهم عالمياً.

ويضيف العيدروس: «هناك مقولة أرددها دائماً: أنا من أندر مرض في العالم الى أكر حدث في العالم )إكسبو 2020 دبي)»، فالمرض الذي يعانيه العيدروس، مرض جلدي نادر، يصيب الجلد بالجفاف حتى بعد أن أجرى نحو 20 عملية جراحية، موضحاً أن سر نجاحه رغم هذه المعاناة يكمن في «دعم العائلة، فهي محرك نجاح الفرد، وإذا كان الأساس قوياً فكل تفاصيل الحياة ستكون بالقوة نفسها».

الدور الذي يلعبه العيدروس في «إكسبو 2020 دبي»، يكمن في كونه مساعداً لفريق العمل بجناح الاستدامة، ويسهم في رسم خطط واسراتيجيا­ت تتعلق بالجناح نفسه، ويركز عى كيفية رسم خريطة تسهل وصول أصحاب الهمم للجناح، اذ يهتم بأن يكون الجناح صديقاً لأصحاب الهمم، ويلفت الى أن البيئة عنصر مهم للبشرية وجناح الاستدامة، ويروي كيف يمارس الإنسان نشاطات سلبية في الحياة اليومية، ويقدم مقرحات لتغير هذه السلوكيات بهدف تأمن حياة ومستقبل أفضل للبشرية.

يركز العيدروس عى مبدأ إدماج أصحاب الهمم، ويرى أن

أبرز التحديات التي يواجهها هي في الأماكن العامة، اذ يلاحظ عدم ابتسام الناس له في الأسواق العامة، مشيداً ببيئة العمل في «إكسبو 2020 دبي» والتي تتميز بتقبل الموظفن لأصحاب الهمم، فهم «أصحاب قلوب كبرة، ولا يصدرون أحكاماً عى الناس، كما أنهم يقدمون المساعدة» لجعله يحقق طموحاته، ويؤكد أن «الابتسامة سر نجاح الإنسان،» وهذا ما لا يجده في الأماكن العامة، منوهاً بأنهم عملوا في «إكسبو 2020 دبي» عى تنظيم أسبوع خاص بأصحاب الهمم، تولّى التوعية بكيفية الرحيب بالزوار من هذه الفئة، الى جانب تطوير برامج مساعدة لهم، شارك خلالها بتقديم قصة نجاحه.

تخرج العيدروس في جامعة زايد في تخصص الموارد البشرية، وكان التحدي الأساسي بالنسبة اليه العمل في الاستدامة، فهو لم يتلقّ دراسته في هذا المجال، مشراً الى أنه يقتدي بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي يقول فيها: «رأيتُ في التحديات فرصاً»، لافتاً الى أنه من المهم أن يتعلم الإنسان كيف يحوّل كل التحديات الى فرص يتعلم منها، ويتابع: «وجدت في )إكسبو( المنزل الآخر، وأعتر هذا العمل فرصتي لرد الجميل للدولة التي قدمت لي الكثر، فقد عالجوني أكثر من مرة، ومن واجبي أن أردّ لهم الجميل .»

لم يستلم العيدروس أي وظيفة قبل «إكسبو»، فهو المكان الأول الذي احتضنه، لكنه حضر مجموعة من الرامج التدريبية، منوهاً بأن «إكسبو مختلف في بيئته وفي كل تفاصيله، وأن الموظفن وكل من في المعرض يقدمون للمرء الشعور بأنه شخص طبيعي». ويحمل العيدروس الكثر من الشغف والطموح والإصرار عى إثبات نفسه في «إكسبو»، كما أنه يتمتع بالكثر من الإيجابية، مؤكداً أن «الإنسان يجب أن يبدأ بذاته، وتقبله لنفسه هو الذي يؤدي لتقبّل الكثرين له»، موضحاً أن رحلته في هذه الوظيفة تعتر استثنائية.

العيدروس الذي يلقب ب«سفر السعادة»، يتمتع بالكثر من الإيجابية، يقرأ الكتب والمقولات التحفيزية، يحضر من أبوظبي الى وظيفته في دبي كل يوم، وخلال الطريق يستمع الى الموسيقى والرامج الإيجابية، ويقول إن رسالته لأصحاب الهمم الذين لم يدخلوا معرك الحياة ، « لا تسمحوا للتحديات التحكم في حياتكم، فالعمر قصر والحياة واحدة، ولابد من الثقة بالنفس والقدرات، لأنه من خلالها تتحقق الأحلام»، مشراً الى أهمية دعم الأسرة لهم، لأن بعض الأسر يعتر أصحاب الهمم عبئاً عليها، في حن أن بعض أصحاب الهمم يحملون الكثر من المهارات، فالإعاقة ليست إعاقة الجسد وإنما إعاقة العقل. ويقرح العيدروس استحداث وزارة لأصحاب الهمم، وإشراكهم في مشاركات عديدة بالخارج تجعلهم يخرون قصة نجاحهم للعالم.

«العاملون في )إكسبو دبي( أصحاب قلوب كبيرة، ولا يصدرون أحكاما على الناس، كما أنهم يقدمون المساعدة .»

 ?? تصوير : أحمد عرديتي ?? يعمل العيدروس في جناح الاستدامة ويسهم في رسم خطط واستراتيجي­ات تتعلق بالجناح نفسه.
تصوير : أحمد عرديتي يعمل العيدروس في جناح الاستدامة ويسهم في رسم خطط واستراتيجي­ات تتعلق بالجناح نفسه.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates