Emarat Al Youm

فقدان الرعاية األبوية يعرض األطفال لالنحراف واإلدمان

دراسات علمية: غياب األب الكلي أو الجزئي يصيب شخصية الطفل بخلل ويقوده الحتماالت خطرة.

- هنادي أبو نعمة

يصف خرباء اجتماعيون تحميل األم مسؤولية وأعباء تربية األبناء بشكل كـــــــام­ـــــــل بـــــــــ­ـــ«اآلفــــــ­ـــــة الـــــثــ­ـــقـــــا­فـــــيـــ­ــة املـــــــ­ـدمـــــــ­ـرة» وتــــــــ­ـحــــــــ­ـتــــــــ­ـاج إىل مـــــــــ­واجـــــــ­ــهـــــــ­ــة وتـــــصــ­ـــحـــــي­ـــــح وإعـــــــ­ــــــــاد­ة تـــــأهــ­ـــيـــــل نـــــحـــ­ــو اعـــــتــ­ـــنـــــا­ق ثـــقـــاف­ـــة تـــــــــ­ـــؤمـــــ­ـــــــن بـــــــــ­ـــــوجـــ­ــــــــــ­ـوب تــــــــح­ــــــــمـ­ـــــــل األبــــــ­ــــــويــ­ــــــــــ­ن مـسـؤولـيـ­ة مـشـركـة ومـتـسـاوي­ـة حتى يف أدق الــــــتـ­ـــــفــــ­ــاصــــــ­يــــــل الـــــــي­ـــــــومـ­ــــــيـــ­ــــة الـــــتــ­ـــي يحتاجها الطفل منذ لحظة الوالدة، وذلك بعدما تطابقت نتائج دراسات عـــلـــمـ­ــيـــة أجــــــري­ــــــت يف دولـــــــ­ــة اإلمــــــ­ــــــارات، تحت إشراف خرباء اجتماعيني، مع دراســـات أجـريـت يف بـلـدن أخـــرى، أن فقدان األطفال للرعاية األبوية خالل املـــرحــ­ـلـــة األوىل مـــن أعـــمـــا­رهـــم، يـــؤدي إىل خـــلـــل يف شــخــصــي­ــتــهــم ويـجـعـلـه­ـم أكــــــــ­ــــــر عـــــــــ­رضــــــــ­ـه مـــــــــ­ــن غـــــــــ­رهــــــــ­ـم لــــــلــ­ــــوقــــ­ــوع ضــــــحــ­ــــيـــــ­ـة لـــــــــ­النـــــــ­ــحـــــــ­ــراف واالنـــــ­ــــــــــ­جـــــــــ­ــــــراف يف طريق اإلدمان.

ووفـــــــ­ــــقـــــ­ــــــا لــــــخــ­ــــبـــــ­ـر قــــــــط­ــــــــاع الــــتـــ­ـنــــمـــ­ـيــــة والـــــرع­ـــــايـــ­ــة االجــــتـ­ـــمــــاع­ــــيــــة بـــهـــيـ­ــئـــة تــنــمــي­ــة

املـــجـــ­تـــمـــع يف دبــــــــ­ي، الـــطـــب­ـــيـــب الـــنـــف­ـــي حـــــــسـ­ــــــني املـــــــ­ــســـــــ­ــيـــــــ­ــح، الــــــــ­ـــــــــذ­ي شـــــــــ­ــــــــار­ك يف الـــــدرا­ســـــة الـــتـــي أجــــريــ­ــت يف اإلمــــــ­ــارات، فإن نتائج تلك الدراسات جزمت بأن الـــــــش­ـــــــبــ­ـــــاب الــــــــ­ـذيـــــــ­ــن يـــــــفـ­ــــــقـــ­ــــدون الــــــرع­ــــــايــ­ــــة األبوية قبل سن الـ41، لديهم قابلية كبرة للجنوح وتعاطي املخدرات.

وأكد لـ«اإلمارات اليوم» أن أحد أهــــــــ­ــم الـــــــع­ـــــــوام­ـــــــل الـــــــت­ـــــــي تـــــجـــ­ــعـــــل الـــــفــ­ـــرد

عرضة للتعاطي تتعلق بشكل رئيس بـــــــــ­ـعــــــــ­ــدم الــــــــ­ــتـــــــ­ـــواصــــ­ــــــل مـــــــــ­ــع األب خــــــــا­لل الــســنــ­وات األوىل مـــن حــيــاتــ­ه بالشكل الـــــــص­ـــــــحــ­ـــــيــــ­ـــح ومـــــــع­ـــــــايـ­ــــــشـــ­ــــتـــــ­ــه لـــــــــ­ــه بــــشــــ­كــــل لصيق يجعله يتلقى رعاية واهتماماً مـــــــبـ­ــــــاشــ­ـــــراً ومـــــكــ­ـــثـــــف­ـــــاً ويـــــــو­مـــــــيـ­ــــــاً مــــــــن قـــبـــل والـــــــ­ده، فــيــمــا يـــــؤدي فـــقـــدا­ن ذلــــك إىل خــــــــل­ــــــــق فـــــــــ­ــــــــــ­ـراغ وخــــــــ­ــلـــــــ­ـــل يف شـــــخـــ­ــصـــــيـ­ــــتـــــ­ه واضطراب يف بنيته النفسية.

وأفـــــــ­ـاد بـــــأن غــــيــــ­اب األب الــــكـــ­ـي أو وجوده الهاميش وغر املؤثر يف حياة األبـــــن­ـــــاء خـــــالل الــــســـ­ـنــــوات الـــتـــي تـسـبـق ســـن الــــــــ­41، يـــــؤدي بـشـخـصـيـ­ة الـطـفـل نحو احتماالت خطرة، وذلك حسب مــا أظــهــرت الــدراســ­ة الـتـي كشفت أن األفراد الذين جنحوا نحو االنحراف، جميعهم فاقدون للرعاية األبوية.

وتــــــاب­ــــــع أن الــــــــ­ـدراســـــ­ــــات أثــــبـــ­ـتــــت أن

وجـــــــو­د األب يف األســــــ­ــرة بـــشـــكـ­ــل فــعــال مع األوالد يبني عالقة تمثل نوعا من الـــحـــص­ـــانـــة الــنــفــ­ســيــة واألخــــا­لقــــيـــ­ـة الــتــي تـــصـــد عــنــهــم مـــخـــاط­ـــر االنـــــح­ـــــراف خـــالل ســـــــــ­ــــنـــــ­ــــــــوا­ت املـــــــ­ـــــراهــ­ــــــــــ­قـــــــــ­ـــة والـــــــ­ــــــبـــ­ــــــــــ­لـــــــــ­ــــوغ، ألن الـــــــت­ـــــــحــ­ـــــامـــ­ــــه بـــــــأب­ـــــــنــ­ـــــائـــ­ــــه خـــــــــ­ـــــالل الــــــطـ­ـــــفــــ­ــولــــــ­ة يـسـمـح لــهــم بـالـتـعـل­ـم مــنــه كــمــا يـرسـخ داخـــــــ­ــلـــــــ­ــهـــــــ­ــم أهــــــــ­مــــــــي­ــــــــة وجــــــــ­ــــــــــ­ود مـــــرجــ­ـــعـــــي­ـــــة أخالقية يف حياتهم تؤسسها السلطة األبوية والنموذج األخالقي لألب.

وعــــــــ­ـــــــن جـــــــــ­ـــــــــذ­ور وجــــــــ­ــــــــــ­ود مــــشــــ­كــــلــــ­ة غـــيـــاب الـــرعـــ­ايـــة األبـــــو­يـــــة، قـــــال حـسـني املـــــــ­ـســــــــ­يــــــــح إن ذلــــــــ­ــــــــك مــــــــر­تــــــــب­ــــــــط بــــــثــ­ــــقـــــ­ـافــــــة مـــجـــتـ­ــمـــعـــ­يـــة ســـــائــ­ـــدة تــــعــــ­د بـــمـــثـ­ــابـــة آفــــة فــــكــــ­ريــــة يــــجــــ­ب مـــكـــاف­ـــحـــتــ­ـهـــا والــــتــ­ــصــــدي لـــــــهـ­ــــــا، والـــــــ­ــتـــــــ­ــي مـــــــفـ­ــــــادهـ­ــــــا أن األب غـــر مسؤول عن تفاصيل الحياة اليومية للطفل ورعـايـتـه، فيما الحقيقة هي أن األب يــــجــــ­ب أن يـــــقـــ­ــوم بـــــــــ­دور مــهــم وحـــــيــ­ـــوي وبـــــنــ­ـــاء وعــــمـــ­ـيــــق إزاء الـــطـــف­ـــل منذ اللحظة األوىل من والدته.

وأضـــــــ­ــــاف أنـــــــه يــــجــــ­ب الــــعـــ­ـمــــل عــى الـتـوعـيـ­ة بـــدور األب املــحــور­ي يف حياة الـــــــط­ـــــــفــ­ـــــل ألن الــــــــ­شــــــــا­ئــــــــع الــــــــ­خــــــــا­طــــــــئ أن الربية دور األم وأنها هي التي يجب أن تربي وتتعب وتضحي، فيما يتم إعــــــــ­ـــفــــــ­ـــــاء األب مـــــــــ­ــن تــــــــل­ــــــــك املـــــــ­ســـــــؤو­لـــــــيـ­ــــــة وإغـــفـــ­ال دوره الــــذي يــعــد أســـاســـ­يـــا يف كـــــــل املـــــــ­ـراحــــــ­ــل الـــــعــ­ـــمـــــر­يـــــة مـــــنـــ­ــذ الــــــــ­ــوالدة ويـــعـــت­ـــرب حـــاســـم­ـــاً ومــــحـــ­ـوريــــاً يف عـمـلـيـة تطور الطفل النمايئ.

وأكد أن هذه الثقافة تحتاج إىل تـعـديـل يـلـغـي فــكــرة أن األم هــي الـتـي تــــربـــ­ـي بـــشـــكـ­ــل رئــــيـــ­ـس وكـــــامـ­ــــل، لــيــحــل محلها ثقافة تعي حقيقة أن الطفل بـحـاجـة إىل رعــايــة مـتـسـاويـ­ة مــن قبل األم واألب مـــعـــا، وأن األب يــجــب أن يتوىل املهمات اليومية التي يحتاجها الـــــطــ­ـــفـــــل مـــــــن مــــــأكـ­ـــــل ومـــــلــ­ـــبـــــس ولــــعـــ­ـب واســــتــ­ــحــــمــ­ــام ونـــــــو­م ومــــــا إىل ذلــــــك مــن تـــــفـــ­ــاصـــــي­ـــــل يـــــــوم­ـــــــيــ­ـــــة، وذلـــــــ­ـــــــك ألن تـــلـــك الـــتـــف­ـــاصـــيـ­ــل هــــي الـــتـــي تـــخـــلـ­ــق االرتــــب­ــــاط وتسمح بالتعلم وتبني أسسا متينة يف شــــخــــ­صــــيــــ­ة الـــــطــ­ـــفـــــل قـــــوامـ­ــــهـــــ­ا الـــثـــق­ـــة بــــــــا­لــــــــن­ــــــــفـ­ـــــــس واالنـــــ­ــــــــضـ­ــــــــــ­ــبـــــــ­ــــــاط واالمـــــ­ــــــــتـ­ــــــــــ­ــالء العاطفي واالستقرار النفي.

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates