أبناء ميسورون يرفضون اإلنفاق على آبائهم المعسرين
أكـــــــــد املـــــســـــتـــــشـــــار الـــــــقـــــــانـــــــوين، الـــــدكـــــتـــــور يوسف الشريف، أن قـانـون األحــوال الــــــــــشــــــــــخــــــــــصــــــــــيــــــــــة يف اإلمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارات كــــــفــــــل لــــــــلــــــــوالــــــــديــــــــن األجـــــــنـــــــبـــــــيـــــــني املــــــقــــــيــــــمــــــني يف الـــــدولـــــة، الـــحـــق يف رفـــــع دعــــــوى نـفـقـة ضـــــد أبـــنـــائـــهـــمـــا الـــــــذكـــــــور، حــــتــــى لـــــو لــم يـــكـــن لـــهـــم مــــوطــــن أو مـــحـــل إقــــامــــة يف الدولة.
وعـــــرض الـــشـــريـــف، ضــمــن حلقة مصورة تبثها «اإلمارات اليوم»، عرب مــــــنــــــصــــــاتــــــهــــــا عــــــــــــى مــــــــــــواقــــــــــــع الــــــــتــــــــواصــــــــل االجــــــــتــــــــمــــــــاعــــــــي، إللــــــــــقــــــــــاء الــــــــــضــــــــــوء عــــى قــــــانــــــون األحـــــــــــــوال الــــشــــخــــصــــيــــة، قــصــة أبـــــــــــويـــــــــــن عــــــــربــــــــيــــــــني مـــــــــــن كـــــــــبـــــــــار الــــــــســــــــن، ويـــــــــــــرفـــــــــــــض أبــــــــــنــــــــــاؤهــــــــــمــــــــــا املـــــــــقـــــــــيـــــــــمـــــــــون يف الخارج، اإلنفاق عليهما.
وقـــــــــال األب إنـــــــه «ســــــــــوري ويـــبـــلـــغ مــــــــن الــــــعــــــمــــــر 73 ســـــــنـــــــة، وال يـــســـتـــطـــع العمل، وزوجته 67 سنة، ولديهما ثالثة من األبناء، األكرب مهندس 46 ســـــــنـــــــة، والـــــــثـــــــانـــــــيـــــــة طـــــبـــــيـــــبـــــة 44 ســـــنـــــة، والثالث محاسب 39 سنة، يعيشون ويـشـتـغـلـون يف كــنــدا وأمـــورهـــم طيبة كثرا».
وأضــــــــــــــــــــاف أنــــــــــــــه «بــــــــعــــــــدمــــــــا ســــــــــاءت الحالة األمنية يف سوريا منذ سنوات عــــــدة، أحــــضــــرنــــا أبــــنــــاؤنــــا لـــإقـــامـــة يف اإلمــــــــــــــــارات، واشـــــــــــــروا لــــنــــا اســــتــــوديــــو صغرا، كتبوه باسمي أنا وزوجتي، ورفــــــضــــــوا ســــفــــرنــــا لـــــإقـــــامـــــة والـــعـــيـــش معهم يف كندا، وذلك ربما ألسباب تتعلق بزوجاتهم».
وقـــــالـــــت األم إنـــــــه «خــــــــالل الــــفــــرة األوىل، كان أبناؤنا يرسلون أمـواال، تــــكــــفــــيــــنــــا لــــــألكــــــل واألدويـــــــــــــــــــــة، ثـــــــم بـــعـــد
مدة، انقطعوا عن إرسال أي يشء، وأحـــــيـــــانـــــاً يــــرســــلــــون مـــبـــالـــغ بـــســـيـــطـــة ال تكفي لتلبية طلباتنا، رغــم التحدث مـعـهـم واإللــــحــــاح عــلــيــهــم، خـصـوصـاً أن والـدهـم كبر يف الـسـن، وال يقدر عى العمل».
ويسأل األبوان، هل يستطيعان رفــع دعـــوى قضائية ضــد أبنائهما يف مـحـاكـم اإلمـــــارات إللــزامــهــم بـاإلنـفـاق عـــلـــيـــهـــمـــا، عـــــى الـــــرغـــــم مـــــن أنــــهــــم غــر مقيمني يف الدولة؟، مشرين إىل أن وضــــعــــهــــم املــــــــــايل ســـــيـــــئ، ويــــعــــتــــمــــدون عـــــــــــــــــى مـــــــــــــــســـــــــــــــاعـــــــــــــــدات أهــــــــــــــــــــــل الـــــــــخـــــــــر والــجــمــعــيــات الـــخـــريـــة يف تـلـبـيـة احتياجاتهما وسداد فواتر الكهرباء واألدوية.
وذكـــــــــــــــــر األب أنــــــــــــــه «يـــــــــخـــــــــى بــــيــــع االســـــتـــــوديـــــو، وال يــــعــــرف بــــعــــدهــــا أيــــن يـــــــــعـــــــــيـــــــــش هــــــــــــــــو وزوجـــــــــــــــــــــتـــــــــــــــــــــه، ويـــــــشـــــــعـــــــر بـــــــــــالـــــــــــكـــــــــــســـــــــــرة، كــــــــــيــــــــــف يــــــــــــكــــــــــــون أوالده يــــــعــــــيــــــشــــــون حــــــــيــــــــاة رغــــــــــــــــــدة، ويــــــــركــــــــون أبـــــــويـــــــهـــــــمـــــــا يــــــعــــــيــــــشــــــان عـــــــــى االقـــــــــــــــراض والدين؟».
وقال املستشار القانوين الدكتور يـوسـف الـشـريـف، إنــه يمكن لألبوين أو أحـــــــــدهـــــــــمـــــــــا، رفــــــــــــــع دعـــــــــــــــــوى بــــطــــلــــب الـنـفـقـة، ضــد أبـنـائـهـمـا الـــذكـــور ســواء االثنان أو أي واحد منهما، والقضاء يف الــــــــــــــــدولــــــــــــــــة مــــــــخــــــــتــــــــص بــــــــالــــــــحــــــــكــــــــم يف القضية، وذلك عى سند أن املدعني يف هـــــذه الـــحـــالـــة لــهــمــا مـــوطـــن ومــحــل إقــــامــــة بــــالــــدولــــة، وتـــعـــد دعــــــوى نـفـقـة األبــــــــويــــــــن مـــــــن ضـــــمـــــن الـــــــــدعـــــــــاوى الــــتــــي تختص بها محاكم الدولة حتى ولو كــــــان املـــــدعـــــى عـــلـــيـــه األجــــنــــبــــي لـــيـــس لــه موطن أو محل إقامة أو محل عمل بالدولة.
وأشــــار إىل أن الـبـنـد رقـــم )3( من املــــــــــــــــــــــــــــادة )6( مــــــــــــــن قــــــــــــــانــــــــــــــون األحـــــــــــــــــــــــوال الـــشـــخـــصـــيـــة اإلمــــــــــارايت يـــنـــص عــــى أن: «تـــــــــخـــــــــتـــــــــص مـــــــــحـــــــــاكـــــــــم الـــــــــــــــدولـــــــــــــــة بـــــنـــــظـــــر الـــــــــــــــــــــــدعـــــــــــــــــــــــاوى املــــــــــتــــــــــعــــــــــلــــــــــقــــــــــة بـــــــــــــــــاألحـــــــــــــــــوال الــشــخــصــيــة الـــتـــي تـــرفـــع عــــى األجــنــبــي الــــــــــــــــذي لـــــــيـــــــس لــــــــــه مــــــــــوطــــــــــن، أو مــــحــــل إقــــــامــــــة، أو مــــحــــل عــــمــــل يف الـــــدولـــــة، وذلك إذا كانت الدعوى متعلقة بــــــــطــــــــلــــــــب نــــــــفــــــــقــــــــة لـــــــــــــألبـــــــــــــويـــــــــــــن، أو الـزوجـة، أو القاصر، متى كان لـهـم مــوطــن أو مـحـل إقـــامـــة، أو مــــحــــل عــــمــــل يف الــــــــدولــــــــة»، وبــــنــــاء عى ذلك يمكنهما رفع الدعوى.
يمكن لألبوين المقيمين في الدولة أو أحدهما، رفع دعوى بطلب نفقة ضد األبناء الذكور غير الموجودين في الدولة.