تمكين خليفة وريادة محمد
عىل الرغم من مرور أيام عدة عىل رحيل الشيخ خليفة، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، إال أن الشوارع والبيوت والناس اليزالون يسكنهم األلم والحزن، فزعيمنا الراحل لم يكن قائدا فحسب، بل كان أبا راعيا لشؤون مواطنيه ورعيته، سعى لتسهيل حياتهم ورفعتهم وتحسني ظروف معيشتهم، كانت مرحلة حكمه عصراً للتمكني، استطاعت فيه اإلمارات أن تخلق لنفسها مكانة عاملية يف مختلف املجاالت واألصعدة، فالحزن واجب عىل رحيله وفراقه، وعزاؤنا إيماننا بقضاء الله وقدره، وأننا مطمئنون كشعب بأننا يف أيد أمينة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي عرفناه قائدا وبايعناه رئيسا، أينما حل حلت معه الخريات، برؤيته وحكمته يف التعاطي مع جميع األمور، فخالل السنوات املاضية كان له دور كبري يف حفظ األمن واالستقرار يف املنطقة، وكان شوكة يف حلق كل من يعمل ملصلحة أجنداتهالتخريبية،فوقفموقفالفارس ًاجوادهليحق
ًممتطي الحق ويزهق الباطل، وها هو اليوم رئيسا يحمل معه قضايا اإلمارات وقضايا األمة العربية بأكملها، لريتقي بها نحو آفاق جديدة، ال يصلها إال القادة الشجعان.
اإلمارات دولة قانون ومؤسسات، ولديها إرث املغفور له الشيخ زايد، رحمه الله، الذي سيبقى بيننا ما حيينا، فعالقتنا بقيادتنا عالقة استثنائية، يحكمها عرف اجتماعي وعقد يجمعنا بحكامها يف كل يشء، ال يختلفون عنا وال نختلف عنهم، نشعر بأوجاعهم وثقل مسؤولياتهم، ويشعرون بحاجاتنا وتطلعاتنا املستقبلية.
خالل األيام املاضية، ومع لحظة االنتقال السلس للسلطة، برهنت دولة اإلمارات العربية املتحدة للعالم بأنها نموذج لالستقرار والتنمية، وأن السالم والتعايش هو جذر متأصل فينا ويف حكامنا، وأن إرث االتحاد واجتماع الكلمة الذي بدأ قبل خمسني عامًا مازال باقيًا فينا، نحميه بأرواحنا ودمائنا، ونذلل من أجله كل الصعاب، وتلك الصورة التي جمعت اآلباء املؤسسني، أعادتها الذاكرة لنا ونحن نشاهد صورة حكام اإلمارات وهم يجتمعون وينتخبون باإلجماع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، ليكون امتدادا إلرث زايد فينا ويف مجتمعنا وعالقتنا مع العالم. النجاح املستقبيل حليفنا يف ظل قيادة تؤمن بشعبها، وشعب يؤمن بقيادته، ويكن لها كل الحب واالحرتام، ونحن عىل ثقة بأن خربات رئيس الدولة، حفظه الله، ستنعكس إيجابيا عىل مستوى حياتنا ومشروعاتنا املستقبلية، فهو خريج مدرسة والده زايد، وجدناه سندا وعضدا إلخوانه حكام اإلمارات، وأبا روحيا لجيلنا بأكمله، وصديقا وشريكا موثوقا به من القيادات العاملية بشكل عام، والعربية عىل وجه الخصوص، فسموه قائد صادق الجميع من أجل رفعة اإلمارات، وتحقيق السالم واالستقرار والحياة الكريمة لشعبها، بايعناه وكلنا ثقة بأننا ماضون معه إىل الخمسني القادمة، وطريقنا رفعة وعلو شأن.
مع تويل الشيخ محمد رئاسة الدولة، سنميض قدما يف التنمية واالزدهار، وندشن مرحلة الريادة، لتكون دولتنا رائدة عامليا يف الكثري من املجاالت، لنكون يف مصاف الدول العاملية بجودة الصناعة والفكر، ويف وجهة نظري أننا سنبلغ هذه املكانة الرائدة تحت ظل قيادة سموه، فدولتنا بات لديها تاريخ يف الريادة والتطلع باستمرار لتحقيق املكاسب وخلق الفرص، حتى نكون متميزين يف جوانب عدة، وأن تكون دولتنا حاضنة للمشروعات واألفكار والشركات الريادية يف مجاالتها، ومتبنية للمواهب وأصحاب األفكار املتميزة، التي تخلق تغيريات جذرية يف قطاعات مهمة، خصوصا أننا نركز عىل العلوم املتقدمة والتكنولوجيا والذكاء االصطناعي، وعلوم وتقنيات الجيل الرابع والخامس، وعلوم الفضاء والرقمنة الحكومية، وهذا سيخلق لنا فرصًا رياديًة، تكون فيها اإلمارات العبًا أساسيًا يف قطاعات مهمة مثل الصناعة والتجارة، وقطاع الخدمات والسياحة والضيافة، والقطاع املايل واملصريف، وبعهد سموه القادم، سنحقق ونصل إىل أهدافنا املنشودة، فكلنا ثقة بذلك، وكلنا ثقة بأن سموه يشاطرنا الفكر، ويشاركنا الرؤى املستقبلية.