«التملك عن بعد».. ميزة نتمنى عودتها إلى القطاع العقاري
يف بداية عام ،2020 وبالضبط مع بداية الربع الثاين من هذا العام، أعلنت دبي عن إتاحة خدمة إتمام معامالت الصفقات العقارية عن بعد، ومن بينها معامالت تملك العقارات. هذه الخدمة صنعت الحدث خالل فرتة الجائحة، واستحسنها الكثري من املستثمرين والعاملني يف القطاع العقاري، كونها تعد املبادرة أو الخدمة األوىل من نوعها التي توفرها سوق عقارية، إقليميًا وعامليًا، تتم عرب منظومة رقمية متطورة، تؤكد صدارة دبي عىل قائمة املدن الذكية من جهة، وقدرة القطاع العقاري باإلمارة عىل تجاوز تحديات الغلق الشامل وتوقف حركة السفر من جهة أخرى.
لكن مع الوقت، ومع عودة الحياة وحركة السفر إىل طبيعتها، يمكن القول إن هذه الخدمة اختفت تقريبا من السوق، ولم نعد نسمع عنها شيئا، كما كان معهودا من قبل، ما يوحي إىل املستثمر بأنها كانت خدمة مؤقتة فقط، يف الوقت الذي يجب فيه أن تستمر يف السوق، ويف جميع األحوال، ألنها تسهل عملية الشراء يف كل األوقات، خصوصا أن خيارات االتصال املريئ ظلت متاحة حتى يومنا هذا للتواصل مع العمالء املحتملني.
ومازالت منصات التواصل االجتماعي تأخذ الدور األكرب للتسويق العقاري لدى معظم الشركات العقارية، كونها الوسيلة املتاحة للوصول إىل أكرب شريحة من العمالء املستهدفني عرب العالم، دون اعتبار للحدود اإلقليمية، مع تبني تقنية الواقع االفرتايض ملعاينة العقار. وكون دبي مدينة ذكية، والقطاع العقاري بها أول قطاع بالعالم يملك محفظة تصرف عقاري ذكية (دبي ريست)، فهذا يشدد من ضرورة توافر خدمة تملك عقار عن بعد، لضمان تكامل الخدمات الذكية التي تنتهجها اإلمارة يف إنجاز مختلف املعامالت اليومية لألفراد، بل يجب تعزيز هذا الخدمة وتطويرها لتنتشر وتتوسع أكرث فأكرث، تماشيا مع التطورات الحديثة التي تشهدها األسواق العقارية العاملية والتكنولوجيا املتطورة.
اليوم نحن أمام عتبة التعامل بالعمالت املشفرة، والدخول يف العالم االفرتايض املوازي لعاملنا املادي، وهذا ما يستدعي توافر آليات أكرث سهولة لشراء العقارات عن بعد.. «التملك عن بعد»، صيغة أوجدتها جائحة «كوفيد- ،»19 ومن املفرتض أال تختفي، مثلها مثل «العمل عن بعد»، الذي أوجدت له الهيئات املعنية أطرا جديدة يف سوق العمل، لذا يجب تطويرها، وإعادة توظيفها يف القطاع العقاري، واستغاللها وفق ظروف السوق وعمالئها، وهي ميزة نتمنى عودتها إىل القطاع، باعتبار دبي مدينة عاملية وذكية.