Emarat Al Youm

دعم انضمام السويد لعضوية الحلف األطلسي يرافقه شعور بالتسرع

لم تشهد الدولة االسكندناف­ية حربا على أراضيها منذ أن تخلت عن التحالفات العسكرية في أوائل القرن التاسع عشر، بعد عصر نابليون.

- استوكهولم ⬛ أ.ف.ب

أســــــــ­ــفـــــــ­ـــرت الــــــــ­ــحـــــــ­ـــرب يف أوكـــــــ­ـــرانــــ­ــــــيـــ­ـــــــا عــــن مــــوجـــ­ـة دعـــــم لـــانـــض­ـــمـــام إىل عــضــويــ­ة حـــــــلـ­ــــــف شــــــــم­ــــــــال األطــــــ­ــــلـــــ­ـــــي (نـــــــــ­ـــاتـــــ­ـــــــو) يف الــــــــ­ــســـــــ­ـــويـــــ­ـــــد، يف حـــــــــ­ــن يـــــــــ­تـــــــــ­وقــــــــ­ـع إعــــــــ­ـــان الـــــرشـ­ــــح يف األيــــــ­ــــام املــــقــ­ــبــــلــ­ــة. لــــكــــ­ن عــــر الــــعـــ­ـديــــد مــــن الـــــنــ­ـــواب واملــــوا­طــــنــــ­ن عــن شعور بالتسرع.

وقــــــال رئـــيـــس الــــــــ­ـوزراء االشــــــ­رايك الــــــــ­ديــــــــ­مــــــــق­ــــــــرا­طــــــــي الــــــــ­ـســــــــ­ـابـــــــ­ــق، ســـــتـــ­ــيـــــفـ­ــــان لــــــــو­فــــــــن، لـــــــوك­ـــــــالـ­ــــــة فــــــــر­انــــــــ­س بـــــــــ­ــرس إن «الــجــمــ­يــع كـــان يـتـمـنـى لـــو حــصــل عى مــزيــد مـــن الـــوقـــ­ت ألن املــســأل­ــة مـهـمـة. يف الوقت نفسه، نعلم أنه ال يتوافر لــــديـــ­ـنــــا دائــــــم­ــــــا الـــــوقـ­ــــت الــــــــ­ذي نــــرغـــ­ـب يف الحصول عليه».

يف مـــســـرت­ـــهـــا نــــحــــ­و حــــلــــ­ف شـــمـــال األطـلـي، بـدت استوكهولم وكأنها ال تتحى بحس املبادرة. إذ لم ترسخ فـــكـــرة الـــرشـــ­ح حـــقـــا إال عــنــدمــ­ا أصـبـح واضحا أن فنلندا املجاورة ستبادر إىل ذلك.

وقــــــــ­ــــــــــ­ـالـــــــ­ــــــــــ­ــت وزيـــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ـــــــــر­ة الــــــــ­ـــخــــــ­ـــــارجــ­ـــــــــي­ــــــــــ­ـة الــــــــ­ـــــســــ­ـــــــــو­يـــــــــ­ــــديــــ­ـــــــــة الــــــــ­ـــــســــ­ـــــــــا­بـــــــــ­ــــقـــــ­ــــــــة، مـــــــــ­ـــارغــــ­ــــــــو والـــــــ­ســـــــرو­م، لــــوكـــ­ـالــــة فـــــرانـ­ــــس بـــــرس: «أنــــــا أيــــضـــ­ـا تــمــنــي­ــت أن تــتــمــك­ــن فــنــلــن­ــدا مــــن االنــــتـ­ـــظــــار». وأضــــافـ­ـــت والــــســ­ــروم الـــتـــي بـــدلـــت رأيــــهــ­ــا بـــعـــد أن

كـــانـــت لــفــرة طويلة مناهضة النضمام بادها إىل الــــــحـ­ـــــلــــ­ــف: «إنــــــــ­ــــه ســـــــــ­ـــؤال يــــــــط­ــــــــرح أثـــــنــ­ـــاء املــــنــ­ــاقــــشـ­ـــات، وهـــــــو مــــثــــ­ر لـــلـــقـ­ــلـــق، كــنــا نــــرغـــ­ـب يف أن يــــكــــ­ون لــــديـــ­ـنــــا املـــــزي­ـــــد مــن الــــوقــ­ــت لـــلـــمـ­ــنـــاقــ­ـشـــة، واالســــت­ــــمــــا­ع إىل املشرعن والحجج املطروحة».

وأعـــــــ­ـلــــــــ­ن حـــــــــ­ــزب رئــــــيـ­ـــــســــ­ــة الــــــــ­ــــــــوز­راء مـاغـدالـي­ـنـا أنـــدرســ­ـون، األحــــد، تغير خّطه، بعد أن كان تاريخياً مناهضاً لانضمام، ما يمهد طريق العضوية أمــــــــ­ـام الـــــــد­ولـــــــة االســــكـ­ـــنــــدن­ــــافــــ­يــــة، الـــتـــي ظـــلـــت خــــــارج الـــتـــح­ـــالـــفـ­ــات الــعــســ­كــريــة ألكرث من قرنن من الزمن.

ولــــــــ­ــــــــــ­كـــــــــ­ـــــــــن يف املـــــــ­ــــــــــ­ــــــــشـ­ــــــــــ­ــــــــــ­ــــاورات الـــــــد­اخـــــــل­ـــــــيــ­ـــــة، وكــــــذل­ــــــك عـــــــــ­ــــى املـــــــ­ـــســــــ­ــــتـــــ­ـــــوى الــــــــ­ـــوطـــــ­ــــــنـــ­ــــــــي، ظـــــــهـ­ــــــرت انــــــــ­ــتـــــــ­ـــقــــــ­ــــادات لـــــــــ­خـــــــــ­وض نـــــــــ­قـــــــــ­اش ســـــريــ­ـــع ومشحون بهدف التمايش مع القرار الفنلندي.

ويــــــــ­ــؤكــــــ­ــــد الــــــــ­كــــــــا­تــــــــب الــــــــ­ســــــــي­ــــــــاي­س يف صحيفة أفـتـونـبـ­اديـت، واملــقــر­ب من االشراكين الديمقراطي­ن، أندرس لــــيــــ­نــــدبـــ­ـرغ، أن «الــــســـ­ـويــــد لـــيـــسـ­ــت مــن يتحكم بـالـتـقـو­يـم، بــل فـنـلـنـدا، ألنها تمتلك حدودا بطول 1300 كلم مع روسيا». ويشر املحلل إىل أن التغير يـكـتـسـب أهــمــيــ­ة كـــبـــرة، ألن الــســويـ­ـد «بنت هويتها عى حيادها» ثم عدم انحيازها.

لم تشهد الدولة االسكندناف­ية حربا عى أراضيها منذ أن تخلت عن الــــــتـ­ـــــحــــ­ــالــــــ­فــــــات الــــــعـ­ـــــســــ­ــكــــــر­يــــــة يف أوائــــــ­ــــــل الــــــــ­ـقــــــــ­ـرن الـــــــت­ـــــــاسـ­ــــــع عـــــــشـ­ــــــر، بــــــعــ­ــــد عـــصـــر نــــــــا­بــــــــل­ــــــــيـ­ـــــــون. وكــــــــ­ــــــــان عـــــــــ­ـى الــــــــ­ــبـــــــ­ـــاد الـــــتــ­ـــي اعــــــــ­ــــــــــ­ــــــتـــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ـادت اتــــــــ­ــــــخـــ­ــــــــــ­ـاذ قرارات، والـــــــ­ــــــــتـ­ــــــــــ­ــــوصــــ­ــــــــــ­ـل إىل تـــــــــ­ــــــــــ­ـــــوافــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ــق بــــــــع­ــــــــد لجان حكومية طـــــــوي­ـــــــلــ­ـــــة، أن

ترد بشكل عاجل هذه املـرة. ونشرت أحــــــــ­ـــزاب الـــــــر­ملـــــــا­ن، الــــجـــ­ـمــــعـــ­ـة، تــــقــــ­ريــــراً بـشـأن االنــضــم­ــام إىل عـضـويـة الحلف األطلي بعد أسابيع قليلة من العمل.

ويــــرى خــــراء األمــــن الــعــســ­كــري، أنه ال يمكن للمسؤولن السويدين أن يـــــــــ­ـلــــــــ­ــومــــــ­ــــوا إال أنـــــــف­ـــــــســ­ـــــهــــ­ـــم بـــــســـ­ــبـــــب تجنبهم عـى نحو كبر طـرح مسألة «الناتو» عى الطاولة.

وتــــــــ­ــــــؤكــ­ــــــــــ­ــد خـــــــــ­ـــبــــــ­ــــــرة الــــــــ­ــــدفــــ­ــــــــاع لدول الشمال يف معهد

أمركان إنربرايز، إلىزابيث براو، أنه «يف الــــــــ­ــســـــــ­ـــابـــــ­ـــــق، كـــــــــ­ـــــان االشــــــ­ــــراكـــ­ـــــــيــ­ــــــــون الـديـمـقـ­راطـيـون الــســويـ­ـديــون يـقـولـون دائما: (سنفكر يف األمر عندما تنضم فــــنــــ­لــــنــــ­دا)، وذلـــــــ­ـك ألنــــهــ­ــم اعـــــتــ­ـــقـــــد­وا أن فنلندا لن تنضم أبدا».

لكن فنلندا طرحت نظريا «خيار الــــــــ­نــــــــا­تــــــــو»، وإمــــــك­ــــــانــ­ــــيـــــ­ـة االنــــــ­ـضـــــــم­ـــــــام إىل الــــحـــ­ـلــــف بــــســــ­رعــــة إذا لـــــــزم األمــــــ­ـــر، ويف ظل توافر توافق سيايس.

وقــــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ــــال الــــــــ­ـــــــبــ­ــــــــــ­ـــاحـــــ­ــــــــــ­ث يف املـــــــ­ــعـــــــ­ــهـــــــ­ــد الــــســـ­ـويــــدي ألبــــحــ­ــاث الـــــدفـ­ــــاع، روبـــــرت دالــــشــ­ــو: «املـــســـ­ؤولـــيـــ­ة يف هـــــذا الـــوضـــ­ع تقع عى عاتق األشخاص واملنظمات الذين رفضوا النقاش بشأن (الناتو) حتى وقت قريب جدا».

وأضـــــــ­ـــاف «لــــــــذ­ا نـــــعـــ­ــم، إنـــــهــ­ـــا تــســر بـــــســـ­ــرعـــــة. لـــكـــنـ­ــهـــا تــــســــ­ر بــــســــ­رعــــة ألنـــهـــ­ا قضية أمــن قـومـي. ال يمكننا التأخر إىل أجـــل غـــر مــســمــى، ألن أشــخــاصـ­ـاً لم يهتموا بهذه القضية من قبل».

ويرى آخرون، أن فنلندا قدمت أفضل خدمة ممكنة إىل السويد من خال تسريع التحرك.

الـــســـو­يـــديـــو­ن، الـــذيـــ­ن يـــحـــبـ­ــون أن يـــطـــلـ­ــقـــوا عــــى الــــبـــ­ـلــــدان االســكــن­ــدنــافــ­يــة األقل كثافة سكانية تسمية «اإلخوة الصغار»، وجدوا أنفسهم هذه املرة يف دور الصبي الصغر.

وعــنــونـ­ـت صحيفة «إكــســرسـ­ـن» الـــــيــ­ـــومـــــ­يـــــة، الــــخـــ­ـمــــيـــ­ـس املـــــــ­ــــايض، «لــــــوال فنلندا، ما كانت السويد لتنضم إىل حلف (الناتو). شكرا لك أيتها األخت

الكرى!».

في مسيرتها نحو حلف شمال األطلسي، بدت استوكهولم وكأنها ال تتحلى بحس المبادرة، إذ لم تترسخ فكرة الترشح حقا إال عندما أصبح واضحا أن فنلندا المجاورة ستبادر إلى ذلك.

السويديون، الذين يحبون أن يطلقوا على البلدان االسكندناف­ية األقل كثافة سكانية تسمية «اإلخوة الصغار»، وجدوا أنفسهم هذه المرة في دور الصبي الصغير.

 ?? ?? تظاهرة أمام البرلمان في استوكهولم ضد االنضمام لـ«الناتو». ⬛ أ.ف.ب
تظاهرة أمام البرلمان في استوكهولم ضد االنضمام لـ«الناتو». ⬛ أ.ف.ب
 ?? ?? رئيسة وزراء السويد ماغدالينا أندرسون غيرت
خطتها فجأة. À أ.ف.ب
رئيسة وزراء السويد ماغدالينا أندرسون غيرت خطتها فجأة. À أ.ف.ب

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates