مدارس خاصة تحجُب نتائج امتحانات عن طلبة بسبب «المصروفات المتأخرة»
«التعليم والمعرفة» شدّدت على أهمية التزام المدارس توفير نظام دفع معقول للمصروفات المدرسية.
أقدمت مدارس خاصة في أبوظبي عى حجب نتائج وعامات امتحانات الفصل الدراسي الأول، للعام الأكاديمي الجاري، لعدد من الطلبة، بسبب تخلّف ذويهم عن سداد المصروفات المدرسية في المواعيد المحدّدة لأقساط، فيما أكد أولياء أمور أن هذا الإجراء يسبّب لهم ولأبنائهم حرجاً بالغاً أمام زمائهم، خصوصاً عند سؤالهم عن نتائجهم، مطالبين باتخاذ إجراءات أخرى بديلة تضمن للمدارس الحصول عى مستحقاتها، وتكون أقل حرجاً في الوقت ذاته.
بدورها، شدّدت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي عى أهمية التزام المدارس توفير نظام دفع عادل ومعقول للمصروفات المدرسية، وعدم فرض جزاءات مالية كوسيلة عقاب، مشددة عى ضرورة أن تتعامل المدارس مع الأمور المتعلقة بعواقب تأخر أو عدم دفع الرسوم المدرسية بطريقة سرية وذلك لحماية الطلبة من الإحراج.
وتفصياً، أبلغ أولياء أمور وذوو طلبة «الإمارات اليوم» بقيام مدارس خاصة في أبوظبي بحجب نتائج وعامات امتحانات الفصل الدراسي الأول للعام الأكاديمي الجاري 2023 )2022 ) للمنهاجين الريطاني والأميركي، لعدد من الطلبة في الصفوف 12(، 1( بسبب تأخّرهم وعدم التزامهم سداد المصروفات المدرسية في المواعيد المحدّدة لأقساط، مؤكدين أن هذا الإجراء يتسبّب لهم ولأبنائهم الطلبة في حرج بالغ أمام زمائهم، خصوصاً عند سؤالهم عن نتائجهم.
وطلب ذوو الطلبة، فضّلوا عدم ذكر أسمائهم، من دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، ومسؤولي المدارس، اتخاذ ما يلزم من ضمانات لسداد المستحقات بعيداً عن قرار حجب نتائج الامتحانات، لأنه يقلل من شأن أولياء الأمور أمام أبنائهم، وكذلك يقلل من شأن الطلبة أمام زمائهم، لاسيما وأن الأمور المتعلقة بإعان النتائج وإجراءات الدراسة أصبحت متداولة بشكل موسّع عى مجموعات أولياء الأمور بتطبيق «واتس أب»، ما يُشكّل ضغطاً وعبئاً نفسياً عى الأسرة التي حالت ظروفها الاقتصادية دون سداد المصروفات في الأوقات المحدّدة.
في المقابل، أكد مديرون ومسؤولون في مدارس خاصة، فضلوا عدم نشر أسمائهم، أن إجراء حجب نتائج الطلبة بسبب المصروفات، هو أحد الخيارات الأخيرة التي تلجأ إليها الإدارة المدرسية، وليس بقصد التقليل من دور أبنائها الطلبة، ولكن لحث وتذكير ذويهم عى سرعة سداد المستحقات المتأخرة.
وقالوا ل«الإمارات اليوم»: «كل المدارس تلتزم بشكل مطلق سياسة دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، التي تشجّع عى دعم أولياء الأمور والتعامل معهم بمرونة فيما يتعلق بسداد الرسوم المدرسية، ولذلك وجّهنا قبل بدء امتحانات الفصل الأول، إشعاراً عاماً لذوي الطلبة بضرورة سداد المستحقات المالية المتعلقة بقسطين من أصل ثاثة أقساط للرسوم المدرسية، لاسيّما وأن البعض تأخر عن سداد القسط الأول الذي كان مستحقاً قبل انطاق العام الدراسي، كما تأخروا عن سداد استحقاق القسط الثاني في شهر ديسمر الجاري، وهو ما يمثل إشكالية مالية حقيقية للمدارس التي عليها التزامات وأعباء كبيرة، مثل رواتب الكوادر التعليمية والعاملة والمستلزمات الأخرى».
وذكروا أن عدم التعامل بجدية مع إشعارات سداد المتأخرات المالية من قبل بعض أولياء الأمور، أدى إلى اتخاذ القرار بحجب نتائج امتحانات أبنائهم للفصل الدراسي الأول، لحين تسوية المتأخرات الدراسية، منوهين بأن الإدارات المدرسية تُبدي الكثير من المرونة في تحصيل المتأخرات في حال تعر ذوي الطلبة.
في المقابل، أكدت دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، عى ضرورة التزام المدارس نشر سياسات واضحة وشفافة متعلقة بآثار وعواقب عدم دفع الرسوم المدرسية أو التأخر في دفعها، مع ضمان توفير المدرسة نظام دفع عادل ومعقول، وعدم فرض جزاءات مالية كوسيلة عقاب، مشددة عى ضرورة أن تتعامل المدارس مع الأمور المتعلقة بتأخر أو عدم دفع الرسوم المدرسية بطريقة سرية، وذلك لحماية الطلبة من الإحراج.
وأشارت الدائرة، في دليل سياسات المدارس الخاصة وإرشاداتها، إلى أنه تم تنظيم كل الإجراءات والإشكالات المتعلّقة بالرسوم والمستحقات المدرسية في بنود واضحة ومعلنة لإدارات المدارس كافة.
وبحسب الدليل، لا يجوز لإدارات المدارس فصل الطالب بسبب التأخّر عن دفع الرسوم، كما لا يجوز حرمان أي طالب دخول امتحان آخر العام لسبب عدم دفع الرسوم، بينما يُمكن للمدرسة اللجوء لإيقاف الطالب )مؤقتاً( عن الدراسة، بعد إنذار ولي أمره ثاث مرات، كما يجوز لها حجب النتيجة عن الطالب، وكذلك الامتناع عن صرف شهادات الانتقال لحين إجراء التسوية الخاصة بالأقساط.