Emarat Al Youm

روسيا وأوكرانيا من «الطلاق الحض اري» إلى شبح حرب عالمية ثالثة

لم تقبل روسيا مطلقا استقلال أوكرانيا، وقد أمضت الوقت منذ عام 1991 في محاولة عكسه أو تقييده بطرق مختلفة. مع مرور الوقت، أصبح هذا الخلاف جزءا لا يتجزأ من خلاف أكبر بكثير بين روسيا والغرب، حول القواعد والحدود في أوروبا ما بعد الحرب الباردة.

- سمير سعيد ⬛ دبي

في 24 فراير 2022، أعلنت روسيا الحرب على أوكرانيا في تصعيد كبير للحرب الروسية الأوكرانية، التي بدأت في عام 2014، ليشكل هذا اليوم يوماً من أيام التاريخ، التي لن ينساها الروس والأوكران، وربما العالم أجمع، نتيجة الآثار السلبية والمدمرة للبلدين، وما تسببت فيه من أزمات إنسانية، وأزمات في مجال الطاقة والغذاء، وما نتج عنها من اضطرابات في العديد من دول العالم.

فقد تسببت هذه الحرب في سقوط عشرات الآلاف من القتلى على كا الجانبن، وأنتجت أكر أزمة لاجئن في أوروبا، منذ الحرب العالمية الثانية، مع نزوح ما يقدّر بثمانية ماين شخص داخل الباد بحلول أواخر مايو، بالإضافة إلى 7.8 ماين أوكراني فروا من الباد حتى 8 نوفمر 2022. وتسببت الحرب والأوضاع الداخلية الروسية في فرار أكثر من 300 ألف روسي، ما يشكل أكر هجرة جماعية من روسيا منذ ثورة أكتوبر عام 1917، إلى دول مثل دول البلطيق وفنلندا وجورجيا وتركيا وآسيا الوسطى.

جذور الأزمة

عندما وقّعت أوكرانيا وروسيا معاهدة جديدة لحل الاتحاد السوفييتي في عام 1991، أشار البعض إليها على أنها «طاق حضاري». ومع ذلك، لم تقبل

روسيا مطلقاً استقال أوكرانيا، وقد أمضت الوقت منذ عام 1991 في محاولة عكسه، أو تقييده بطرق مختلفة. مع مرور الوقت، أصبح هذا الخاف جزءاً لا يتجزأ من خاف أكر بكثير بن روسيا والغرب، حول القواعد والحدود في أوروبا ما بعد الحرب الباردة. في عام 2014، ضمت روسيا شبه جزيرة القرم، ورعت تمرّداً انفصالياً في شرق أوكرانيا مستمراً حتى اليوم.

بدء الحرب

بدأت الحرب في أوكرانيا رسمياً في صباح يوم 24 فراير 2022، عندما أعلن الرئيس الروسي فاديمير بوتن «عملية عسكرية خاصة» تهدف إلى «نزع الساح من

أوكرانيا واجتثاث النازية منها»، لحماية أولئك الذين تعرّضوا لما وصفه بثماني سنوات من التنمر والإبادة الجماعية من قبل الحكومة الأوكرانية.

كان هدف بوتن الأول هو اجتياح أوكرانيا والإطاحة بحكومتها، وبالتالي القضاء على أي احتمال لانضمامها إلى حلف شمال الأطلسي )الناتو(، لتنطلق الضربات العسكرية على أوكرانيا، بما في ذلك العاصمة كييف، تاها اجتياح بري كبير من اتجاهات متعددة. في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسي، الأحكام العرفية والتعبئة العامة.

في 18 أبريل، شنت روسيا هجوماً متجدداً على منطقة دونباس، وواصلت قصف أهداف عسكرية ومدنية بعيدة عن خط المواجهة، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه، فيما شنت القوات الأوكرانية هجمات مضادة في الجنوب في أغسطس، وفي الشمال الشرقي في سبتمر.

رد الفعل الدولي

لاقت الحرب الروسية على أوكرانيا إدانة دولية واسعة النطاق، حيث أصدرت الجمعية العامة لأمم المتحدة قراراً يدين الحرب ويطالب بالانسحاب الكامل للقوات الروسية، فيما أمرت محكمة العدل الدولية روسيا بتعليق العمليات العسكرية، بينما تم طرد روسيا من مجلس أوروبا.

وفرضت العديد من الدول عقوبات على روسيا، وكذلك على حليفتها بياروسيا، ما أثر على اقتصادات روسيا والعالم، فيما قدم الغرب مساعدات إنسانية وعسكرية لأوكرانيا، وسط تحذيرات لاتزال متواصلة من شبح حرب عالمية ثالثة، أو نووية مدمرة، يلوح في الأفق.

في 21 سبتمر 2022، أعلن بوتن تعبئة جزئية، فيما صرح وزير الدفاع سيرغي شويغو، أنه سيتم

تسببت الحرب والأوضاع الداخلية الروسية في فرار أكثر من 300 ألف لاجئ روسي، ما يشكل أكبر هجرة جماعية من روسيا منذ ثورة أكتوبر عام 1917، إلى دول مثل دول البلطيق وفنلندا وجورجيا وتركيا وآسيا الوسطى.

انسحبت أكثر من 1000 شركة من روسيا وبيلاروسيا رداً على الحرب، بينها عشرات الشركات العالمية، بما في ذلك يونيليفر وماكدونالد­ز وكوكاكولا وستاربكس وهيرميس وشانيل وبرادا، التي توقفت عن التجارة في روسيا.

استدعاء 300 ألف من جنود الاحتياط على أساس إلزامي.

في أواخر سبتمر 2022، نظم المسؤولون الموالون لروسيا استفتاءات حول ضم الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها روسيا، بما في ذلك جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية، وكذلك الإدارات العسكرية التي عينتها روسيا في خيرسون وزابوريجيا. وأظهرت النتائج الرسمية، التي استنكرتها الحكومة الأوكرانية وحلفاؤها أنها انتخابات زائفة، أغلبية ساحقة تؤيد الضم.

في 30 سبتمر 2022، أعلن فاديمير بوتن ضم مناطق دونيتسك، ولوغانسك، وخيرسون، وزابوريجيا الأوكرانية، في خطاب إلى مجلسَي الرلمان الروسي. وأدانت أوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة الضم.

في 8 أكتوبر، تعرض جسر كيرتش، الذي يربط شبه جزيرة القرم بروسيا، لانفجار كبير أدى إلى انهيار جزء من الطريق وألحق أضراراً بخط السكة الحديد. ألقت روسيا لاحقاً باللوم على أوكرانيا في الانفجار، وشنت ضربات صاروخية انتقامية على المناطق المدنية الأوكرانية.

التهديدات النووية

بعد أربعة أيام من بدء الحرب، وضع بوتن القوات النووية الروسية

في حالة تأهب قصوى، ما أثار مخاوف من أن تستخدم روسيا أسلحة نووية تكتيكية ضد أوكرانيا، أو قد يحدث تصعيد أوسع للصراع.

وفي 19 سبتمر، رد الرئيس الأميركي، جو بايدن، عند سؤاله عما سيقوله لبوتن إذا كان يفكر في استخدام الساح النووي، قائاً: «لا تفعل. لا تفعل. لا تفعل.»

وفي 27 أكتوبر، قال بوتن إن باده لم تتحدث قط عن استخدام الأسلحة النووية، وأكد أن كييف لديها تقنيات تسمح لها بصنع «قنبلة قذرة» وتفجيرها في أوكرانيا، متهماً الغرب بالانخراط في «ابتزاز روسيا نووياً .»

المساعدات الغربية لأوكرانيا

رصد معهد كايل لاقتصاد العالمي 84.2 مليار دولار من 40 دولة في شكل مساعدات مالية وإنسانية

وعسكرية لأوكرانيا في الفترة من 24 يناير إلى 3 أغسطس 2022.

قدمت الولايات المتحدة أكر قدر من المساعدة العسكرية، حيث قدمت 16.8 مليار دولار منذ فراير 2022، فيما قدم الاتحاد الأوروبي لأول مرة في تاريخه أسلحة فتاكة، كما قدم 2.5 مليار يورو لأوكرانيا.

في 15 نوفمر، طلب مكتب الإدارة والميزانية بالبيت الأبيض من الكونغرس مبلغ 38 مليار دولار

إضافي في السنة المالية 2023 لمساعدة أوكرانيا.

التدخل العسكري الأجنبي

على الرغم من أن «الناتو» والاتحاد الأوروبي قد انتهجا علناً سياسة صارمة تتمثل في «عدم وجود جنود على الأرض» لدعم أوكرانيا عسكرياً، إلا أن الولايات المتحدة زادت بشكل كبير من المشاركة السرية للعمليات الخاصة العسكرية، وعماء وكالة المخابرات المركزية، لدعم القوات الأوكرانية منذ بداية الحرب.

بالإضافة إلى ذلك، سعت أوكرانيا بنشاط للحصول على متطوعن من دول أخرى، حيث كشف وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، في 6 مارس، تطوع نحو 20 ألف مواطن أجنبي من 52 دولة للقتال، انضم معظم هؤلاء المتطوعن إلى الفيلق الدولي للدفاع الإقليمي لأوكرانيا الذي تم إنشاؤه حديثاً.

العقوبات الخارجية وتداعياتها

فرضت الدول الغربية عقوبات على روسيا عندما اعترفت بانفصال إقليمَي لوغانسك، ودونتسيك، حيث استهدفت العقوبات الأفراد والبنوك والشركات والصادرات والواردات والمبادلات النقدية والتحويات المصرفية، حيث حرمت العقوبات البنوك الروسية الكرى من خدمة SWIFT للمدفوعات الدولية، لكنها تركت إمكانية الوصول المحدودة لضمان استمرار القدرة على دفع ثمن شحنات الغاز.

أثرت العقوبات الاقتصادية على روسيا منذ اليوم الأول للحرب، ووضعت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» روسيا تحت «تخلف انتقائي» عن ديونها الخارجية لإصرارها على الدفع بالروبل.

انسحبت أكثر من 1000 شركة من روسيا وبياروسيا رداً على الحرب، بينها عشرات الشركات العالمية، بما في ذلك يونيليفر وماكدونالد­ز وكوكاكولا وستاربكس وهيرميس وشانيل وبرادا، التي توقفت عن التجارة في روسيا.

وتشكل روسيا أكر مصدر للغاز الطبيعي في العالم، وأيضاً الحبوب والأسمدة، ومن بن أكر مورّدي النفط الخام والفحم والصلب والمعادن في العالم، بما في ذلك الباديوم والباتن والذهب والكوبالت والنيكل والألمنيوم، وبالتالي فإن تطبيق العقوبات سيضر باقتصادها، ولكن اقتصاد العالم في الوقت نفسه يدفع ثمناً باهظاً هو الآخر. وتسبّبت الحرب في أكر أزمة لاجئن في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ووصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسرع نمواً من هذا النوع منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك مع نزوح نحو ثمانية ماين شخص داخل الباد حتى أواخر مايو الماضي، بالإضافة إلى 7.6 ماين أوكراني فروا من الباد حتى 3 أكتوبر 2022.

 ?? ⬛ أ.ب ?? كلفة الحرب الأوكرانية امتدت إلى ما بعد حدود البلدين .
⬛ أ.ب كلفة الحرب الأوكرانية امتدت إلى ما بعد حدود البلدين .
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates