رية في مواجهة التحديات الأمنية
وتحدد الوثيقة الثالثة، وهي خطة مشريات مدتها خمس سنوات، أولويات تنفيذ خطة الدفاع. وسيتم إنفاق ما يقدر بنحو 320 مليار دولار في هذه الفرة الأولية، التي تبدأ في السنة المالية المقبلة، وتستمر حتى عام 2027 .
وتقول سميث إن أبرز جوانب الاسراتيجية الأمنية الجديدة لليابان تتمثل في نقاط عدة:
أولاً، والأكر وضوحاً، هو إدخال خيار الضربة التقليدية بعيدة المدى، فمنذ سنوات عدة، تعمل اليابان عى تطوير ما تسميه قدرتها عى «المواجهة»، أو القدرة عى الرد عى التهديدات في البحر والمجال الجوي المحيط بالأرخبيل الياباني. فالصواريخ التي استخدمتها للدفاعات الساحلية لها مدى محدود، نحو 200 كيلومر، لكن صواريخ جو-جو الجديدة المشراة من الرويج، سيكون مداها أكر من 480 كيلومراً. وستتطلع اليابان الآن إلى
إدخال صواريخ يبلغ مداها 1610 كيلومرات.
قدرات جديدة
ومن المحتمل أن تكون هذه صواريخ كروز )توماهوك( أمركية الصنع، حتى تتمكن اليابان من بناء صواريخ جديدة بمفردها. وستسمح هذه القدرات الجديدة لليابان بضرب أهداف في عمق آسيا القارية، وتهدف إلى جعل المعتدين المحتملن يعيدون التفكر قبل مهاجمة اليابان.
وتؤكد الاسراتيجية الجديدة أيضاً عى تطوير التكنولوجيا المحلية في اليابان. وستشمل حصة الميزانية الوطنية الممنوحة للابتكار لأول مرة التقنيات اللازمة لدفاعات البلاد، وستكون المنافسة الاسراتيجية أحد محركات الاستثمار الوطني في البحث والتطوير. وستتطلع وزارة الدفاع أيضاً إلى دعم زيادة الاستثمار في تطوير الأسلحة، سواء في الإنتاج المحي أو من خلال الاتحادات الدولية. وسيكون تطوير الصواريخ أولوية.
اهتمام جديد
وأخراً، أولى مخططو الدفاع اهتماماً جدياً لقدرة قوات الدفاع الذاتي عى القتال كقوة متماسكة، والحفاظ عى العمليات عى مدار أزمة أو صراع. وتشمل الأولويات تطوير التخطيط التشغيي المتكامل، بما في ذلك قيادة مشركة جديدة، والاستثمار في قدرة القوات عى الصمود، إذ إن جعل المطارات والموانئ المدنية في متناول قوات الدفاع الذاتي، بما في ذلك أحدث منصاتها مثل الطائرة المقاتلة )إف 35(، وكذلك المدمرات، سيقطع شوطاً طويلاً لضمان الاستعداد. كما غرست الحرب في أوكرانيا إحساساً بالإلحاح في اليابان، عندما يتعلق الأمر بتأمن المتطلبات اللوجستية الأساسية مثل الوقود والذخرة
وغرهما من الإمدادات الحيوية.
قفزة
وتتساءل سميث لماذا تجري اليابان هذه التغيرات؟ وتقول إن هذه القفزة في تسليح قوات الدفاع الذاتي هي نتاج عوامل عدة، أكرها وضوحاً هو الوجود المتزايد للجيوش الأجنبية في اليابان وحولها. وتعر الصواريخ الكورية الشمالية المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان وأراضيها بشكل متكرر ودون سابق إنذار. ويعمل الجيش الصيني بانتظام بالقرب من المياه والمجال الجوي الياباني. ويجتذب النزاع الإقليمي بن اليابان والصن حول جزر سينكاكو/ دياويو في بحر الصن الشرقي قدراً كبراً من اهتمام خفر السواحل، واهتمام الجيش. وتزايدت هذه التهديدات الواضحة منذ نهاية الحرب الباردة، ولطالما دافع مخططو الدفاع عن العديد من التحسينات الواردة في الخطة الجديدة.
وفي الوقت نفسه، تتسارع وترة التغر التكنولوجي بن الجيوش في المنطقة، وتراجعت اليابان عن الركب. والواقع أن ترسانات الصواريخ المتنامية في شمال شرق آسيا، والتي أصبحت الآن أسرع وأكر دقة ويصعب اكتشافها، كانت سبباً في تعميق شعور اليابان بالضعف. وأكدت طوكيو لبعض الوقت عى الدفاعات الصاروخية البالستية للتعامل مع هذا الانتشار، لكن الكمية الهائلة من الصواريخ في المنطقة تجعل من غر الواقعي الاعتماد عى تلك الدفاعات وحدها.
قدرات غير متماثلة
علاوة عى ذلك، أدت تقنية صواريخ الهايرسونيك التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، إلى تفاقم الوضع من خلال جعل الصواريخ القادمة غر قابلة للكشف فعلياً إلا بعد فوات الأوان. كما تهدد القدرات غر المتماثلة الجديدة التي طورتها الصن بتقويض قدرة الولايات المتحدة عى مساعدة اليابان.
وترى سميث أن التغير قادم بسرعة وقوة في جميع أنحاء العالم. والرسالة التي يتم إرسالها من طوكيو هي أن اليابان ستستعد للتحرك والتصرف دون تردد، إذا احتاجت إلى الدفاع عن نفسها.
ترسانات الصواريخ المتنامية في شمال شرق آسيا، والتي أصبحت الآن أسرع وأكثر دقة ويصعب اكتشافها، كانت سبباً في تعميق شعور اليابان بالضعف.