انتخابات التجديد النصفي للكونغ

شهد شهر نوفمر الماضي انتخابات التجديد النصفي للكونغرس بغرفتيه، النواب والشيوخ، حيث فاز الحزب الجمهوري بالسيطرة عى مجلس النواب بنصر هامي، بأغلبية تقل عن 10 مقاعد، وأخفق في استعادة مجلس الشيوخ، كما خسر في سباق حُكام الولايات.

في المقابل، لدى الرئيس جو بايدن كل الأسباب لاحتفال بنتائج الانتخابات النصفية، خصوصاً بعد أن أضاف الديمقراطيون العضو ال51 في مجلس الشيوخ، مع إعادة انتخاب السناتور رافائيل وارنوك.

جاء ذلك في ضوء النتيجة التاريخية لانتخابات النصفية، حيث كان من المتوقع أن تكون النتيجة المتوقعة لحزب الرئيس قاتمة، فماذا حدث ليحقق بايدن نتائج تاريخية، رفعت أسهمه ومنحته هامشاً لاتخاذ المزيد من القرارات في قضايا كرى داخلية،

مثل الإجهاض، والديمقراطية التي كانت عى رأس جدول أعمال الناخبن، حتى مع تصدّر التضخم لتلك الأجندة، بالإضافة إلى قضية دعم الحرب في أوكرانيا؟

خال تلك الانتخابات تمتع بايدن بأقوى أداء في انتخابات منتصف المدة للولاية الأولى لأي رئيس خال 88 عاماً.

فهو الرئيس الثالث فقط في أول فرة انتصاف له يفوز بمقاعد في مجلس الشيوخ، أو لا يخسرها، بينما يخسر أقل من 10 مقاعد في مجلس النواب )جنباً إلى جنب مع جون كنيدي بعد أزمة الصواريخ الكوبية، وجورج دبليو بوش بعد 11 سبتمر(.

حقيقة أخرى

لكن هناك حقيقة أخرى، وهي أن هذه الانتخابات كان كثر من الأمركين يرونها أشبه ما تكون بالاستفتاء عى دونالد ترامب،

بقدر ما كانت تتعلق بالاستفتاء عى إدارة بايدن، وهذا ما كشفت عنه نتائج الاستطاعات التي سبقت هذه الانتخابات.

بعبارة أخرى، يمكن القول إن ترامب قد حيّد تأثر معدلات نتائج الاستطاعات المنخفضة، في ما يتعلق بتأييد بايدن، حتى أن الكثر من الأمركين يصعب عليهم تقييم بايدن ورئاسته، دون الرجوع إلى ترامب، الذي يُنظر إليه من قبل العديد من أنصاره عى أنه الرئيس المنتخب.

ترامب أضر بمرشحي الكونغرس الجمهورين في الانتخابات النصفية، خصوصاً من دعمهم في الانتخابات وأيدوا آراءه، فقد ظهر جلياً أن أداءهم كان أقل نجاحاً بشكل واضح من المرشحن الجمهورين الآخرين، إلى جانب أنهم واجهوا مرشحن ديمقراطين أقوياء.

ربما يمكن اختزال نتيجة انتخابات التجديد النصفي خال

كثرة الحديث عن «المد الأحمر» أضرّت بشكل كبير بالحزب الجمهوري، ليتحول إلى كابوس وخيبة أمل لدى الجمهوريين بشكل عام، ولدى ترامب ومعسكره بشكل خاص.

الحزب الجمهوري أصبح يعاني انقساماً واضحاً وفجّاً، بعد أن نجح ترامب في شق صفوفه، وتقسيمه إلى معسكرين متناحرين.

ترامب وأنصاره كانوا يعوّلون على «المد الأحمر» لكن النتائج كانت مخيبة لآمالهم.