رس.. حلم «المد الأحمر» يتحوّل إلى كابوس
منتصف ولاية بايدن بأنها كانت تصويتاً ضد ترامب وداعميه أكر من كونها تصويتاً عى إنجازات إدارة بايدن.
انبهار حجب الحقيقة
لو لم يتدخل ترامب في الانتخابات التمهيدية للجمهورين، لكان هناك المزيد من الجمهورين «العادين» في بطاقة الاقراع، ولربما كانت التوقعات بموجة حمراء أكر دقة، لكن الانبهار أو الهوس برامب دفع الكثرين إلى التغاضي عن حقيقة أن هناك حزباً جمهورياً خارج معسكر ترامب، يعمل بشكل جيد.
فخال الانتخابات كان أداء الجمهورين غر الداعمن لرامب جيداً، وحققوا مكاسب انتخابية كبرة، مقارنة بمعسكر مؤيدي ترامب، أو ما يمكن أن نسميهم ب«الرامبين».
قد تكون العودة إلى حزب جمهوري من دون ترامب أكر طبيعية، وأمراً مفيداً لأمركا، ولكنها قد تشكل مشكلة لبعض الديمقراطين الذين يحتاجون إلى بناء منطق أقوى لحزبهم من «نحن لسنا ترامب.»
انقسام واضح
الحزب الجمهوري أصبح يعاني انقساماً واضحاً وفجاً، بعد أن نجح ترامب في شق صفوفه، ولينقسم إلى معسكرين متناحرين داخل الحزب، أحدهما الجناح التقليدي الذي يحافظ عى قيم وأدبيات الحزب، الذي نالته العديد من الشائعات حول دعم البعض فيه للمرشحن الديمقراطين في الانتخابات الأخرة، نكاية في «الرامبين» في محاولة لإضعاف ترامب، وقطع الطريق عليه للفوز برشيح الحزب في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024، وإضعاف معسكره داخل الحزب.
والجناح الثاني الذي يمثله ترامب وداعموه، والذي يتبنى قضايا أكر تطرفاً، ويثر أزمات تهدد العملية السياسية بشكل خاص، والديمقراطية الأمركية، كما يحلو لبايدن ومعسكره التحذير منها.
أضرار «المد الأحمر»
ويبدو أن كرة الحديث أيضاً عن «المد الأحمر» قد أضرت بشكل كبر بالحزب الجمهوري، ليتحول إلى كابوس وخيبة أمل لدى الجمهورين بشكل عام، ولدى ترامب ومعسكره بشكل خاص، حيث إن معسكر الأخر هو الخاسر الأكر في تلك الانتخابات.
والثابت أن نتائج تلك الانتخابات ستكرس المكايدة السياسية بن الحزبن، إذ من المتوقع أن يستغل الجمهوريون سيطرتهم عى مجلس النواب من خال الركيز عى قضية المعامات التجارية المشبوهة للرئيس ونجله، هانر بايدن، في أوكرانيا والصن، وتحجيم أو إغاق القضايا القانونية المتعلقة برامب، وعى رأسها الهجوم عى مبنى «الكابيتول».
فيما ستمنح الأغلبية الضئيلة للحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ الفرصة للحزب بتعين قضاة في المحكمة الدستورية العليا والفيدرالية، ممّن يعتنقون أفكار الحزب، مقابل المحافظن الذين يسيطرون عليهما حالياً، إلى جانب إفشال محاولات الجمهورين فتح ملفات المعامات التجارية المشبوهة للرئيس ونجله هانر، وإحباط مخططات بعض الجمهورين لعزل الرئيس. كما سيتمكن الديمقراطيون من وضع جدول الأعمال، وتعطيل مشروعات القوانن.
ربّما يمكن اختزال نتيجة انتخابات التجديد النصفي خلال منتصف ولاية بايدن، بأنها كانت تصويتاً ضد ترامب وداعميه، أكثر من كونها تصويتاً على إنجازات إدارة بايدن.