Emarat Al Youm

ب وجمهوريّي «ماجا»

-

الانتخابات الأخيرة أثبتت بجلاء أن البعد عن ترامب يشكل مكسبا انتخابيا لأي مرشح جمهوري، والقضايا المتورط فيها التي تتوالد بمرور الزمن تعطي مبررات قوية لكبار الشخصيات الجمهورية للابتعاد عن الرجل لتجنّب الشبهة، خصوصا بعد إحالة العديد من ملفاته لوزارة العدل بشكل رسمي. عى الحزب، وعاماً رئيساً في الانتكاسات الانتخابية للجمهورين في انتخابات منتصف الدورة، ولم تكن هذه هي المرة الأولى لتسبّبه في خسارة كبرة للحزب.

فالرئيس السابق، الذي يحلو لبعض الجمهورين تسميته ب«الخاسر»، قاد حزبه إلى خسارة 42 مقعداً في مجلس النواب في عام 2018، ثم خسر الانتخابات الرئاسية بعد ذلك بسنتن أمام بايدن بأفضلية الأخر بسبعة ماين صوت، بأغلبية 74 صوتاً في الهيئة الانتخابية، إذ انتقلت خمس ولايات فاز بها الجمهوريون في عام 2016 إلى العمود الديمقراطي.

بالتالي، أصبح لقطاع كبر في الحزب وجهة نظر منطقية بضرورة إزاحة ترامب خارج الحزب أو عى الأقل منعه من الرشح باسم الجمهورين، نتيجة تلك السلسلة من الفشل والانهيار في نفوذ الحزب وشعبيته بسبب ترامب.

هل انتهى ترامب سياسيا؟

لكن هل كل ما سبق يعني أن ترامب انتهى سياسياً؟ الحقيقة أن القول بنهاية ترامب من السابق لأوانه، فرغم كل ما سبق، فليست الصورة بتلك القتامة التي تمهد لنهاية تعيسة للرجل، صحيح أن حاكم فلوريدا الجمهوري، رون دي سانتيس، الذي ينافس ترامب عى ترشيح الحزب لانتخابات الرئاسة في 2024، ويحظى بقبول جمهوري كبر ولديه شعبية كبرة، إلا أنه من الممكن أن يكسب ترامب تلك المنافسة بسبب الانقسام الكبر في الحزب، تماماً كما حدث في عام 2016، حيث تفتتت أصوات المعسكر الجمهوري، ليفوز ترامب بالرشح، ومن ثم فاز في الانتخابات.

كما أن سن الرئيس الحالي جو بايدن يثر مخاوف الديمقراطي­ن، وكثر من الأمركين، حول قدرة الرئيس مع كر سنه عى خوض معركة الانتخابات الرئاسية، أو نائبته كامالا هاريس، التي لا تملك الخرة الكافية، أو التأثر الكبر، لحسم الانتخابات لصالح الديمقراطي­ن.

منذ أن دخل ترامب معرك السياسة في أواخر حياته وأصبح رئيساً، لم يكن أحد يتخيل أن يحقق الرجل ما حققه، ليصبح رئيساً لأكر دولة في العالم، بعد أن انحسر نشاطه في العقارات، وأعمال أبعد ما تكون عن السياسة، ليفاجئ الجميع.

العودة من الفضائح

هذا الرجل لديه قدرة عجيبة عى العودة من الفضائح التي من شأنها أن تدمر الحياة المهنية لأي شخص آخر، لدرجة أنهم يرون الآن ترامب يتمتع بقوى أشبه بالمعجزة.

صحيح أن هناك اتجاهاً قوياً داخل الحزب ضده، إلا أن الحقيقة عى أرض الواقع تقول إن معظم الجمهورين مرددون في التحرك ضده بغض النظر عما فعله أو قاله.

كما أن الفريق المناهض له داخل الحزب مازال حتى اللحظة يخى الموالن لرامب )الرامبين( إلى حد كبر، بعد أن زاد نفوذه خال ولايته.

وفي ما يتعلق باستضافته كانيه ويست وفوينتيس، لم تكن الانتقادات والهجوم بالشكل الكبر الذي يشكل خطراً عى مستقبل الرجل السياسي، فلم يُحدث له شيئاً، والأمر نفسه بشأن دعوته لتعليق الدستور، رغم أن ذلك كان كفياً بإنهاء مسرته السياسية.

الانتخابات الأخرة أثبتت بجاء أن البعد عن ترامب يشكل مكسباً انتخابياً لأي مرشح جمهوري، والقضايا المتورط فيها التي تتوالد بمرور الزمن تعطي مررات قوية لكبار الشخصيات الجمهورية لابتعاد عن الرجل لتجنّب الشبهة، خصوصاً بعد إحالة العديد من ملفاته إلى وزارة العدل بشكل رسمي.

الثابت أنه لن يتم إبعاد ترامب عن الحزب إلا عندما تكون كلفة بقائه في الحزب باهظة سياسياً، وهو ما أسرع ترامب في تحقيقه خال الأسابيع القليلة الماضية.

فرصة كبيرة ومواتية

لذا فقد أصبح الرئيس السابق بالفعل عبئاً ثقياً عى الجمهورين لا يمكن تحمله، ولوائح اتهامه تزداد يوماً بعد يوم، ربما يتحرك الجمهوريون في مجلس النواب لإنقاذه وانتشاله من مستنقع ملفاته، لكن باشك ستكون فرصة كبرة ومواتية للجناح المضاد في الحزب للقول بصوت عالٍ: لقد حان الوقت للتخلص من هذا الرجل.

وهنا يمكن القول إن ترامب يقرأ هذا التوجه المستقبي الذي تلوح عاماته في الأفق الجمهوري، لذلك بذل جهوداً محمومة لجذب الانتباه، فما كان منه إلا أن زاد الطن بلة، والآن يسرع بنفسه الخطى إلى خط النهاية.

ولكن كما سبق القول، الرجل

لديه قدرة عجيبة عى الرجوع من الفضائح، والنجاة من ملفاته المراكمة، والكرة بملعب الجمهورين وكبارهم الآن، إما التخلص من ترامب في أسرع وقت، أو تكرار تجربة الحزب في 2016، وهنا سيتحول الحزب إلى الرامبية بشكل أكر، لتسيطر عليه، حتى

وإن رحل ترامب ذاته. كما أن الرجل ارتكب سوابق مشينة في الديمقراطي­ة الأمركية يمكن أن تدوم آثارها طوياً وتشكل خطراً حتى بعد رحيله، ومنها عدم القبول بنتائج الانتخابات والتداول السلمي للسلطة، وسوء التعامل مع وثائق سرية.

 ?? ⬛
أرشيفية ?? هجوم أنصار ترامب على مبنى «الكابيتول» في 6 يناير 2021.
⬛ أرشيفية هجوم أنصار ترامب على مبنى «الكابيتول» في 6 يناير 2021.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates