Emarat Al Youm

روسيا تتفوق إلكترونيا في حرب أوكرانيا

- ⬛ أرشيفية غابريل هونرادا* *مراسل أمني في «آسيا تايمز» ترجمة: حسن عبده حسن ⬛ عن «آسيا تايمز»

يبدو أن روسيا كان لها اليد العليا في الحرب الإلكتروني­ة على أوكرانيا، حيث تمكنت من إسقاط طائرات «درون» استخدمتها هذه الأخرة، وعلى الأرجح أنها تمكنت من التشويش على الإحداثيات التي كان يستخدمها سلاح المدفعية الأوكراني، الأمر الذي يؤدي إلى عدم قدرته على إصابة أهدافه.

وفي مقالة نشرت هذا الشهر في مجلة «فوربس» الأمركية، تحدث فيها المراسل العسكري الأمركي، ديفيد إكس، عن تقرير صدر في نوفمر الماضي من قبل معهد الخدمات الملكية المتحدة الريطاني، يتحدث عن أن قدرات الحرب الإلكتروني­ة الروسية تمكنت من إسقاط غالبية طائرات «الدرون» الأوكرانية، وانخفض عمر الدرون الأوكرانية إلى ثلاث رحلات فقط، في حين أن الدرون ذات الأجنحة الثابتة إلى ستة فقط.

تدمير آلاف الدرونز

ووفق تقرير المعهد الملي، فإن 90% من آلاف طائرات الدرون الأوكرانية التي جمعتها أوكرانيا قبيل اندلاع الحرب في فراير الماضي تم إسقاطها أو تحطمت بحلول الصيف، ما أجر أوكرانيا على طلب بديل لهذه الطائرات، إضافة إلى طائرات مقاتلة من الولايات المتحدة، وحلف شمال الأطلي «ناتو». وأشار إكس أيضاً إلى أن الحرب الإلكتروني­ة الروسية أدت إلى إفساد الميزات الاستخبارا­تية لأوكرانيا، وهي التي ساعدت القوات المدفعية الصغرة على لعب دور أكر من حجمها في بداية الحرب.

سلاح المدفعية الأوكراني

وفي مقالة نشرت في شهر مايو في مجلة «فوربس»، أشار الصحافي والكاتب الريطاني في المجال العلمي، ديفيد هامبلنغ، إلى أن طواقم المدفعية الأوكرانية كانوا يستخدمون نماذج متنوعة من الدرون لإصابة المواقع الروسية بدقة، والاستفادة إلى أقى حد من مخزونات ذخرة المدفعية المحدودة لديهم عن طريق ضرب أهداف مهمة لإنزال أكر قدر ممكن من التأثر الاستراتيج­ي عليها.

ويمكن أن تكون هذه الميزة قد أنقذت مدينة كييف خلال الأيام الأولى من الحرب. لكن في مقالة نشرت نهاية الشهر الماضي قال الصحافي في مجلة «فوربس»، مايكل بيك، إن قصف المدفعية الأوكرانية قديمة العهد هو الذي كان يصد الهجوم ضد كييف وليس الدرون العالية التقنية أو الصواريخ المضادة للدبابات الموجهة.

ولكن إكس يقول إن طائرات الدرون الأوكرانية كانت تتساقط من السماء بأعداد كبرة، الأمر الذي أدى إلى تعقيد السيطرة على نران المدفعية، وأبعد أي استفادة من دقة الرمي المدفعي، وزاد من احتمال قدرة القوات الروسية على النجاة، وسمح لها بإعادة توحيد صفوفها من أجل مزيد من الهجمات.

وإضافة إلى ذلك، بدأت بطاريات المدفعية الأوكرانية تقصف على غر هدى، ما يضاعف مشكلات نقص الذخرة ويزيد من تعقيد الوضع بالنسبة للولايات المتحدة وحلف الناتو لإمداد أوكرانيا بالسلاح من أجل استمرارها في القتال.

وكانت القوات الجوية الأوكرانية تتأرجح تحت تأثرات قدرات الحرب الإلكتروني­ة المتطورة لروسيا. ويقول إكس إن طياري المقاتلات الأوكرانية كانوا أول من يشعر بتأثرات قدرات الحرب الإلكتروني­ة الروسية المتطورة، مشراً إلى أن الطيارين اكتشفوا في كثر من الأحيان أن اتصالاتهم الجو جو، والجو أرض، كانت تتعرض للتشويش، وأن تجهيزات الملاحة لديهم لا تعمل جيداً، وأن راداراتهم معطلة.

حرب الدرون

ونظراً إلى هذه التقارير، فربما تكون حرب الدرون في أوكرانيا قد غرت مسار الحرب. وذكرت صحيفة «آسيا تايمز» في تقارير سابقة النجاحات التي حققتها طائرات درون «برقدار تي بي-2» والتي سببت خسائر كبرة جداً ضد القوات الروسية، وربما تكون مسؤولة عن أهم الإصابات التي وقعت في الحرب، مثل خسارة الطراد «موسكفا» والفرقاطة «أدمرال آيسن » التي تضررت على نحو كبر.

ولكن هذه النجاحات المبكرة ربما ترجع إلى عيوب في الجيش الروسي نفسه وليس بتأثر درون «تي بي-2 .»

ويقول هذا المصدر إن القوات الروسية كانت تتحرك وفقاً لتكتيكاتها القياسية، وتقنياتها، وإجراءاتها التي تطلبت منها العمل تحت غطاء دفاعي جوي شامل، وبقدرات حرب إلكترونية، ما يجعلها عرضة لضربات الدرون «تي بي-2» التي لم تكن معروفة إبان الاتحاد السوفييتي. وإضافة إلى ذلك، ينص التقرير على أن روسيا لم تتمكن من تحقيق التفوق بصورة شاملة على أوكرانيا، وربما يرجع ذلك إلى أن هذه الأخرة لاتزال تمتلك الكثر من شبكة الدفاع الجوي القوية من العصر السوفييتي.

90% من آلاف طائرات الدرون الأوكرانية التي جمعتها أوكرانيا قبيل اندلاع الحرب في فبراير تم إسقاطها أو تحطمت بحلول الصيف، ما أجبر أوكرانيا على طلب بديل لهذه الطائرة، إضافة إلى طائرات مقاتلة من الولايات المتحدة، وحلف شمال الأطلسي )ناتو(.

عصر الاتحاد السوفييتي

ويقول المصدر إن التنسيق الضعيف والحركة اللوجستية والصيانة السيئة جعلت القوات الروسية عرضة للهجمات وضربات الدرون. ويقول أيضاً: «الدفاعات الجوية الروسية من عصر الاتحاد السوفييتي لم يتم تطويرها بصورة مناسبة كي تتعامل مع )تي بي-2(، بالنظر إلى صغر حجمها، وهدوء حركتها، ولا تظهر أثراً حرارياً كبراً، وتطر على ارتفاعات أقل من الارتفاعات التي تكتشفها الرادارات، وإضافة إلى ذلك فإن قلة التنسيق بين القوات الهجومية الروسية ووحدات الحرب الإلكتروني­ة يمنع الأخرة من استخدام قدراتها إلى أعلى مستوى ممكن ضد درون )تي بي-2( خلال المراحل الأولى من الحرب في أوكرانيا».

ولكن مجلة «أي سبكترم» الأمركية نشرت مقالة في شهر يوليو الماضي بقلم الكاتب الأمركي بريان كلارك، تشر إلى أن الحرب الإلكتروني­ة الروسية استفادت من قيام أوكرانيا بتحويل الصراع إلى حرب استنزاف.

وكتب كلارك أيضاً أنه أثناء المراحل المبكرة من الصراع، كانت القوات الروسية تتحرك على طول محاور متعددة باتجاه أوكرانيا، ولم تتمكن من إرسال طائرات درون الحرب الإلكتروني­ة في الأفق، ما جعل الوحدات الأوكرانية تتغلغل بينها. ونتيجة لذلك - وفق ما يقوله كلارك - فإن عمليات التشويش التي كان يستخدمها الروس ضد أوكرانيا كانت تؤثر عليهم أيضاً، الأمر الذي أجرهم على تقليل استخدام الحرب الإلكتروني­ة.

وإضافة إلى ذلك، فقد أشار كلارك إلى أن المناطق الكثيفة بالسكان حول كييف أدت إلى خلط إشارات الإرسال المدنية مع العسكرية، الأمر الذي منع الروس من استخدام قدرات الحرب الإلكتروني­ة لتحديد واستهداف الجنود الأوكرانيي­ن.

التنسيق الضعيف والحركة اللوجستية والصيانة السيئة؛ جعلت القوات الروسية عرضة للهجمات وضربات الدرون.

 ?? ?? الروس تمكنوا بقدراتهم الإلكتروني­ة من التشويش على سلاح المدفعية الأوكراني وإضعاف قدراته على إصابة أهدافه.
الروس تمكنوا بقدراتهم الإلكتروني­ة من التشويش على سلاح المدفعية الأوكراني وإضعاف قدراته على إصابة أهدافه.
 ?? ?? درون «تي بي-2» التي سببت خسائر كبيرة للقوات الروسية ربما تكون مسؤولة عن خسارة الطراد موسكفا الروسي. ⬛
أرشيفية
درون «تي بي-2» التي سببت خسائر كبيرة للقوات الروسية ربما تكون مسؤولة عن خسارة الطراد موسكفا الروسي. ⬛ أرشيفية

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates