Emarat Al Youm

فنان من جنوب إفريقيا يستخدم البلاستيك في أعماله الفنية

كشفت دراسة أجريت عام 2015 أن البلاد كانت من أكبر 20 مساهما في العالم في التلوث البلاستيكي البحري.

- ترجمة: عوض خيري ⬛ عن «سي.إن.إن»

في حن يستخدم فنانون آخرون الألوان المائية أو الزيتية، يستخدم موبينغيني بوثيليزي نفايات البلاستيك، لرسم صور ذات زخارف عالية الدقة في الاستوديو الخاص به بمنطقة بويزينز، بمدينة جوهانسرغ. ويجمع بوثيليزي القمامة البلاستيكي­ة من مكبات القمامة المحلية وشوارع المدينة. ويقول: «تموت الحيوانات في الر، والأسماك في البحر بسبب هذه المادة وبسببنا نحن البشر، وعلينا أن نتحمل المسؤولية.»

واكتشف الفنان والناشط بوثيليزي، )56 عاماً(، موهبته في الإبداع عندما كان صبياً يعيش مع أسرته في ريف كوازولو ناتال، بجنوب إفريقيا، وكان يصنع تماثيل من الفخار عى شكل أبقار وخيول وماعز. ويقول: «لقد نشأت مع حيوانات والدي، كانت الماشية تمثل جزءاً مهماً من حياتي»، لكن لم يكن كل شيء في هذا المكان الريفي طبيعياً، ويقول إن القمامة البلاستيكي­ة كانت شائعة جداً في مناطق الرعي، لدرجة أنها أصبحت جزءاً غر مرحب به في النظام الغذائي المعتاد لأبقار، ويضيف: «كنا نرى هذه الأبقار تموت لأنها تأكل البلاستيك .»

مشكلة تلوث خطيرة

بعد مرور خمسة عقود، لاتزال جنوب إفريقيا تعاني مشكلة تلوث بلاستيي خطرة. في عام 2018 انتهى الأمر بما وصل إلى 107 آلاف طن متري من النفايات البلاستيكي­ة من جنوب إفريقيا إلى داخل البحر، وكشفت دراسة أجريت عام 2015 أن البلاد كانت من أكر 20 مساهماً في العالم في التلوث البلاستيي البحري، ومع تزايد حجم النفايات البلاستيكي­ة في جميع أنحاء العالم بدأ بوثيليزي يستخدم عمله لتسليط الضوء عى هذه المشكلة ومكافحتها.

لم يكن استخدام بوثيليزي للنفايات دفاعاً عن البيئة دائماً،

فقد بدأ أولاً في استخدام هذه النفايات في فنه لأنه لم يكن يستطيع تحمل كلفة المزيد من الوسائط التقليدية. في سن ال22 عندما كانت البلاد لاتزال تحت نظام الفصل العنصري، التحق بفصول دراسية بدوام كامل في مدرسة فنون مجتمعية في سويتو بجوهانسرغ، وعاش في غرفة صغرة، وعمل في وظائف شتى لدفع الإيجار والطعام، ولم يكن لديه مال لشراء المواد التي يستخدمها في أعماله الفنية.

ويقول: «كان الوقت خلال الثمانينات، وكانت جنوب إفريقيا تواجه مرحلة انتقالية من السياسة المتقلبة للغاية». والمناخ السياسي لم يوفر الكثر من الفرص للشباب السود في جنوب إفريقيا الذين يحاولون بناء حياتهم المهنية، خصوصاً في البلدات الصغرة، حيث كانت المشكلة الرئيسة هي نقص التمويل، ولا يوجد تعليم رسمي في البلدات، والمؤسسات المجتمعية، مثل كليته التي لم تتلق أي دعم من الدولة.

ويضيف أنه تعلم في المدرسة أشياء مثل الكولاج باستخدام المجلات القديمة، لإنشاء عمل فني عندما لا يتوافر المال لشراء الألوان، «ومن خلال هذه الأساليب التقليدية الرائعة في صنع الفن، قمنا بتوسيع طريقتنا في النظر إلى الفن والحياة.»

ويتذكر قائلاً: «بجوار الاستوديو الخاص بي في الكلية كان هناك مكب نفايات، ورأيت كل هذه الألوان الرائعة، وتساءلت: ما الذي يمكنني فعله للاستفادة من هذه المواد البلاستيكي­ة الموجودة في كل مكان ؟».

بدأ في جمع القمامة البلاستيكي­ة لاستخدامها بدلاً من الدهانات الزيتية باهظة الثمن، وطور تقنية باستخدام مسدس حراري كهربائي ينتج الهواء الساخن لإذابة البلاستيك ثم

بعد مرور خمسة عقود، لاتزال جنوب إفريقيا تعاني مشكلة تلوث بلاستيكي خطيرة، وفي عام 2018 انتهى الأمر بما وصل إلى 107 آلاف طن متري من النفايات البلاستيكي­ة من جنوب إفريقيا إلى داخل البحر.

يضعه عى قماش معاد تدويره، ويعتقد أن هذه التقنية هي أكر ملاءمة للبيئة من استخدام اللهب لإذابة البلاستيك وإطلاق أبخرة ضارة في الغلاف الجوي.

بعد أن أكمل دراسته في المعهد الإفريقي للفنون ثم في مؤسسة جوهانسرغ للفنون، واصل دراسته للحصول عى دبلوم متقدم في الفنون الجميلة من جامعة ويتواترسرا­ند، ومع تقدم حياته المهنية، فكر مرة أخرى في تجارب طفولته مع البلاستيك والدور الذي لعبه التلوث البلاستيي في موت العديد من أبقار والده. وبحلول التسعينات، كان بوثيليزي فناناً محترفاً، وظل مصمماً عى استخدام هذا الابتكار في الفن لمصلحة الكوكب.

إذابة النفايات

ولايزال بوثيليزي يصنع أعماله الفنية باستخدام طريقة إذابة نفايات البلاستيك، ووظف طوال حياته المهنية فنه للتثقيف والتوعية بالنفايات البلاستيكي­ة في العالم، وأقام معارض وشارك في مهرجانات، وقاد ورش عمل، وأقام معارض فنية في دول مثل ألمانيا، والولايات المتحدة الأمركية، وبربادوس، ومصر، وأستراليا، والمملكة العربية السعودية.

ويقول: «أنا مرآة مجتمعي، ومن المفترض أن أفكر في ما يحدث عى الأرض التي أعيش عليها». وبالنسبة له فإن ما عى الأرض هو البلاستيك. في مارس تحدث في منتدى العلوم والتكنولوج­يا الوطني في جنوب إفريقيا حول هذا الابتكار التشكيي، وفي نهاية العام شارك في مهرجان للفنون والبيئة في أبوظبي، وعى الرغم من أن جهوده حظيت بإشادة واسعة النطاق فإنه يعتقد أنه لم يجد الدعم الكافي.

 ?? ⬛ من المصدر ?? وبينغيني بوثيليزي أمام إحدى لوحاته الفنية.
⬛ من المصدر وبينغيني بوثيليزي أمام إحدى لوحاته الفنية.
 ?? ⬛ من المصدر ?? بوثيليزي في الأستوديو الخاص به في جوهانسبرغ.
⬛ من المصدر بوثيليزي في الأستوديو الخاص به في جوهانسبرغ.
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates