Emarat Al Youm

آباء ينكرون اضطرابات أبنائهم العقل من «الوصمة الاجتماعية»

إنكار الآباء معاناة أبنائهم يحرمهم من الخضوع لجلسات علاجية تمكنهم من تخطي الصعوبات التي تواجههم في المدرسة.

- سمية الحمادي ⬛ المنطقة الشرقية

قد يكون من الصعب عى الآباء التعرف عى المرض العقي عند الأطفال. ونتيجة لذلك، لا يحصل كثر من الأطفال - الذين يمكن أن يستفيدوا من العلاج - عى المساعدة التي يحتاجون إليها.

كيف يمكن لآباء التعرف عى العلامات التحذيرية عند الأطفال، وكيف يمكن تقديم المساعدة لهم؟

يُعرَّف اضطراب الصحة العقلية بأنه أنماط أو تغرات في التفكر أو الشعور أو السلوك، تسبب الضيق أو تعطل قدرة الشخص عى العمل. كما يعرَّف بأنه تأخرات أو اضطرابات في تطوير التفكر أو السلوكيات أو المهارات الاجتماعية أو تنظيم العواطف الملائمة للعمر.

وهذه المشاكل مزعجة للأطفال وتعطل قدرتهم عى العمل بشكل جيد في المنزل أو المدرسة أو المواقف الاجتماعية الأخرى.

قد يكون من الصعب فهم اضطرابات الأطفال، لأن النمو الطبيعي للطفولة عملية تنطوي عى التغير. إضافة إلى أن أعراض الاضطراب تختلف تبعاً لعمر الطفل، وقد لا يتمكن الأطفال من شرح شعورهم أو سبب تصرفهم بطريقة معينة. فيما يتجاهل كثر من الآباء قدرة معلم الربية الخاصة عى تمييز الطلبة الذين يواجهون صعوبات في التعلم، أو إعاقة بسيطة أو اضطراب التآزر الحركي، عى الرغم من الخبرة التي يمتلكونها في هذا المجال. ويفضلون تشخيص اضطرابات أبنائهم «فروقاً فردية»، هرباً من «الوصمة الاجتماعية» أو من كلفة العلاج، أو من المظهر الاجتماعي.

وقال معلمو تربية خاصة إنه بمجرد إبلاغ ولي الأمر بضرورة عرض ابنه عى الفريق الطبي المختص

لتشخيصه المبكر، يرفض ما يتلقاه من ملاحظات ويصرّ عى أن لدى طفله فروقاً فردية فقط، محذرين من النتائج التي ترتب عى الإنكار والرفض وتجاهل الواقع.

وتفصيلاً، حذرت معلمة تربية خاصة، فضلت عدم نشر اسمها، من عدم الاستجابة لتشخيص المختصين من الكوادر المؤهلة، الذين يركز دورهم في تحديد قدرة الطالب في مراحله الدراسية الأولى عى تلقي التعليم الأكاديمي بالطرق المناسبة، بما يتضمن إلحاق الطلبة الذين يعانون اضطرابات التعلم وبعض الإعاقات البسيطة بجلسات علاجية تمكنهم من تخطي الصعوبات التي تواجههم في المدرسة وتخفيف نتائج الإعاقات البسيطة التي لديهم.

وأكدت وجود أطفال يحتاجون إلى تأهيل وتدريب قبل دخول التعليم الأكاديمي، لما يعانونه من مشكلات قد تبدو غر واضحة لذويهم، أو قد يعتبرونها فروقاً فردية، يتميزون بها عن أقرانهم، مشرة إلى أن «إهمال هذه الإعاقات البسيطة والاضطرابا­ت التي يعاني منها بعض الأطفال، تتسبب لهم مستقبلاً بالتأخر الدراسي وضعف العلاقات الاجتماعية، وقد تصل في بعض الأحيان إلى الاضطراب النفسي.

وقالت معلمة رياض أطفال في إحدى المدارس الحكومية في عجمان، مريم أحمد، إن «طبيعة الصعوبات التي يعاني منها الطفل قد لا تكون واضحة بالنسبة لوالديه، نظراً لقلة خبرتهما في الفصل بين الفروقات الفردية وبعض الإعاقات الطفيفة، إذ عادةً ما تكون غر واضحة»، مؤكدة أن «بعض أولياء الأمور يرفضون تقييم المعلم أو المختص من الكوادر المؤهلة، نتيجة الصدمة التي تنتابهم بعد تقييم أبنائهم من ضمن الطلبة الذين يحتاجون إلى تشخيص مبكر للتأكد من حالتهم الصحية ونوع الاضطراب الذي يعانونه، بهدف تأهيلهم ومراعاة حالتهم الصحية، وتمكينهم من الانتقال من مرحلة دراسية إلى أخرى دون تعرهم الدراسي وتعرضهم لمشكلات نفسية نتيجة عدم تكافؤ القدرات بينهم وبين أقرانهم في الفصل.»

وأكد الأخصائي النفسي، حسن عيى، أن الفروق الفردية بين الأطفال تتمثل في السمات التي تميز كل طفل عن الآخر، سواء في الشكل أو السلوك أو التفكر، ولا يعني أن هذا الطفل أفضل من الآخر، كفروق النوع التي تقوم بقياس صفة الطول التي تقاس بالمر أو الوزن، ففي بعض الأحيان مثلاً يعاني الطفل من قصر قامة نتيجة مشكلات صحية تؤثر سلباً في أدائه في الفصل، وتمنعه من مجاراة معلم المادة، ما يجعله محتاجاً لتدريب مختلف عن أقرانه في الفصل وتهيئته قبل تلقيه التعليم الأكاديمي، الأمر ذاته في الصعوبات التي يعانيها بعض الطلبة، وتتمثل في التحكم بالركيز وغرها ما يجعل الطفل محتاجاً إلى تشخيص طبي لتوضيح نوع الإعاقة التي لديه، وتحديد طبيعة التدريبات التي سيتلقاها بخطط مدروسة وفعالة تمكنه من استيعاب الدروس.

وأضاف أن عدم تقبل بعض أولياء الأمور لتشخيص المختصين لأبنائهم سترتب عليه بعض المشكلات التي سيواجهها الطفل مع مرور الوقت، وتتمثل في صعوبة التعلم وعدم القدرة عى استيعاب المعلومات التي يشرحها المعلم في الفصل أو سماعها بصورة واضحة في حال كان يعاني من إعاقة سمعية، مما سينتج عنه ضعف التحصيل الدراسي، إضافة إلى ضعف الشخصية والإحساس

بالإحباط.

وطالب أولياء الأمور بإدراك أهمية عدم التأخر في تشخيص أبنائهم، وعدم إهمال ملاحظات المعلم، ومراجعة المختصين والأطباء للمعرفة الدقيقة بكيفية التعامل مع طبيعة أبنائهم، واحتوائهم بدلاً من إنكار الحقيقة التي ستتطلب جهداً مضاعفاً مستقبلاً حين يصبح الطالب في مراحل التعليمية متقدمة. وذكر أن بعض الآباء يظنون أن

أبناءهم

يحتاجون إلى دروس خصوصية فقط لإزالة الفروق الفردية بين أبنائهم وأقرانهم في الفصل وحقيقة الأمر أن الحل الذي يقومون به غر مناسب، حتى إن تمكن الطالب من التخرج بمعدلات ضعيفة، إلا أنه لن يتمكن من كسب المهارات التي تؤهله للانتقال للتعليم الجامعي. وبالتالي، فلن يتمكن من الحصول عى الوظيفة المناسبة نتيجة عدم توافر المهارات المطلوبة التي تميزه من بين مهارات الباحثين عن العمل الآخرين. وذكرت معلمة تربية خاصة في إحدى المدارس الحكومية في إمارة الفجرة، )فضلت عدم ذكر اسمها( أن الطفل الذي يعاني من إعاقات بسيطة مثل اضطراب التآزر البصري والحركي والضعف الشديد في السمع، أو يعاني من صعوبات في التعلم، يحتاج إلى الاعراف بنوع الإعاقة التي يعانيها من خلال التشخيص المبكر والتقييم السيكولوجي الصحيح ليتمكن من تلقي التدريب المناسب والمستمر الذي يعينه عى تخطي الصعوبات التي يواجهها أثناء تلقي التعليم الأكاديمي. وأضافت أن معلمي الربية

 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates