Emarat Al Youm

إدارة بايدن تستعد لحرب مقبلة ضد ثقافة موقد الغاز

بحلول عام 2030 لن يكون مسموحا لسكان نيويورك باستبدال مواقدهم الغازية بأخرى جديدة إذا تعطلت.

- ترجمة: حسن عبده حسن ⬛ عن «وول ستريت جورنال»

إحدى مميزات العصر الإعامي، هي مدى سرعة حشد أجهزتنا التقدمية الرائدة من أجل إنكار أن الديمقراطي­ن يقومون فعاً بما يفعلونه عى أرض الواقع. والمثل التقليدي عى ذلك الاندلاع المفاجئ للحرب المناخية المقبلة، والمتعلقة بحظر مواقد الغاز.

وهدد ريتشارد ترومكا، وهو الموظف الذي عيّنه الرئيس الأمركي، جو بايدن، رئيساً ل«لجنة سامة المنتجات الاستهاكية»، عانية بحظر مواقد الغاز استناداً إلى الدليل المشكوك به الذي يفيد بأنها تسبب ضرراً للصحة العامة. وقال ترومكا: «إنه خطر خفي»، مضيفاً «أي خيار معروض عى الطاولة، أو منتجات لا يمكن أن تكون آمنة سيتم حظرها .»

وانتقد كثرون هذه الفكرة، وكان رد الإعام عليها هو الاندفاع نحو إلقاء اللوم عى أنصار البيئة، لأنهم بدأوا بها أصاً. وقال موقع «اكسيوس» الأمركي الذي يبذل قصارى جهده من أجل أجندة تحذيرية تتعلق بالمناخ: «الحرب الجديدة هي مواقد الغاز». وأكدت صحيفة «واشنطن بوست» لقرائها أن «المنظمن ليست لديهم خطط لحظر مواقد الغاز، ولكن الجمهورين ينتقدون لجنة سامة المنتجات الاستهاكية، لإعانها أنها ستدرس الآثار الصحية لهذه الأجهزة .»

انتقادات الجمهور

ولكننا لم نختلق كلمات ترومكا، بل قمنا مع الآخرين بالرد عليها. وبعد انتقادات الجمهور الساخنة، بما فيها ما قاله السيناتور الديمقراطي، جو مانشن، أنكر رئيس لجنة سامة المنتجات الاستهاكية، وجود خطط لحظر مواقد الغاز، وقال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن أيضاً لا يريد حظر مواقد الغاز. ولكن ذلك بمثابة مواساة بسيطة لأن المتشددين في الدفاع عن المناخ، يريدون حظر هذه المواقد، كما أن المدن والولايات التقدمية تنوي حظرها فعاً.

وقامت مدن تقدمية مثل بركي، وسان فرانسيسكو، ومدينة نيويورك، بحظر مواقد الغاز فعاً، وكذلك مواقد الغاز الأخرى في المباني الصغرة. واقترحت حاكمة ولاية نيويورك، كاثي هوتشول، هذا الأسبوع، حظر المعدات التي تعمل بالغاز، بما فيها المواقد الموجودة في المباني الصغرة بحلول عام 2025، والمباني الضخمة في عام 2028.

وبحلول عام 2030 لن يكون مسموحاً لسكان نيويورك باستبدال مواقدهم الغازية بأخرى جديدة إذا تعطلت، وقال أحد المسؤولن في الولاية موضحاً «عندما تبدأون بالانتقال سيتعن عى الجميع تغير مواقدهم الغازية. وبهذه الطريقة سيتم التحول نحو الطاقة الخضراء في كل شيء. وبحلول عام 2035، لن يكون سكان ولايتي نيويورك وكاليفورني­ا قادرين عى شراء سيارات تعمل بالبنزين

أيضاً.

مواقد الغاز

وتساعد إدارة بايدن وتشجع أيضاً قضية رفض مواقد الغاز. وفي العام الماضي أرسلت مذكرة ودية وقصرة إلى محكمة الدائرة التاسعة لاستئناف تدعم حظر الغاز في مدينة بركي، في ولاية كاليفورنيا. وترى وزارتا العدل والطاقة أن المدن والولايات يجب أن تكون قادرة عى ممارسة سلطات تخولها حظر استخدام «مواد خطرة وغر آمنة»، وليس من الضروري أن تتدخل الحكومة الفيدرالية في قضية تنظيمية محلية، ولكنها يمكن أن تتضامن مع القضايا المتعلقة بحماية المناخ.

ويدّعي التقدميون أن مواقد الغاز تنتج الغازات الملوثة التي تضر

بصحة البشر. ولكن التلوث يأتي من الطبخ في مكان ذي تهوية سيئة، وليس من الغاز الطبيعي. وتحوي المواقد الكهربائية أيضاً «مخاطر مخفية» تتمثل في حدوث احتراقات محتملة، وفق الكلمات التي قالها ترومكا.

وبالمناسبة، نشرت وزيرة الطاقة، جينيفر غرانهولم، تغريدة الأسبوع الماضي، ذكرت فيها رابطاً لدراسة تربط مواقد الغاز بمرض الربو وقالت في تغريدتها: «ولهذا علينا إصاح هذا الأمر»، وقالت في التغريدة: «من خال قانون خفض التضخم، سيكون لدى الأمركين وصول أكر إلى المواقد الكهربائية»، ويشتمل قانون خفض التضخم خصومات تصل إلى 840 دولاراً للمواقد الكهربائية.

وستكون فعاً حرباً ثقافية مقبلة بشأن مواقد الغاز، وكل شيء له عاقة بالوقود الأحفوري، لأن المناخ أصبح بالنسبة لليسارين قضية جوهر الهوية الثقافية. ويرغب التقدميون في فرض قيمهم عى أسلوب حياة الجميع، بما فيها العمل في المطابخ. وإذا لم تنجح المساعدات، يتم اللجوء إلى الإجبار. وعندما يعجزون عن الفوز في الجدل السياسي، سيلجأون إلى قوة الحكومة. وسيأتون فعاً إلى مواقد الجميع. ويجب الاستعداد لذلك.

 ?? ⬛ أرشيفية ?? البيت الأبيض يقول إن مواقد الغاز تضر البشر ويجب تغييرها.
⬛ أرشيفية البيت الأبيض يقول إن مواقد الغاز تضر البشر ويجب تغييرها.
 ?? ?? إدارة بايدن تتضامن مع القضايا المتعلقة بحماية المناخ. ⬛ أ.ب
إدارة بايدن تتضامن مع القضايا المتعلقة بحماية المناخ. ⬛ أ.ب

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates