Emarat Al Youm

التشريعات الإماراتية تنظم «تكنولوجيا الجينات»

«تأسيس استراتيجية وطنية للرعاية الصحية التي يتيحها علم الجينوم يمثل فرصة للاستفادة من إمكاناته الكبيرة».

- ناهد النقبي وجيه السباعي ⬛ دبي

«المشرع الإماراتي أصدر العديد من القوانين لتنظيم الإشكالات القانونية المترتبة على التطور التكنولوجي.» عائشة الملا:

«تحرير جينوم الخلايا الجسدية يخضع للتنظيم حالياً في مختلف دول العالم .» «تطبيقات التكنولوجي­ا أفرزت مجالات جديدة تتطلب تدخلا قانونيا لحمايتها.» خديجة الطنيجي:

«من المهم تثقيف الجمهور وإشراكه في المناقشات حول العلاج الجيني وفحوصه .» «التحرير الجيني له القدرة على التأثير في التراث الجيني الذي يشترك فيه البشر جميعا.» نادية عبدالرزاق:

«أي نشاط له تأثير على الإنسان يحتاج إلى إطار تشريعي ينظم عمله ويحكم ما ينجم عنه من آثار .» نادية الشايع:

«يجب أن تظل الأحكام التنظيمية حول التقنيات المثيرة للجدل والمتطورة باستمرار، مؤقتة، وخاضعة للتدقيق العام». محمد أحمد اللوز:

«عمليات التقييم التشاركي تهدف إلى دمج الرؤية العامة في الحوكمة وصنع القرار .»

خطت الإمارات خطوات كبرة في إطار تطبيقات مشروع الجينوم الحديثة والعلاج الجيني المرتبط به.

ونجحت في علاج أكر من شخص يحملون صفات جينية تسببت لهم في أمراض وراثية نادرة.

وحالياً، يتم تنظيم تكنولوجيا الجينات في الإمارات من خلال عدد من القوانين والممارسات، شملت:

أولاً: حظر عمليات الاستنساخ البشري وفق القانون الاتحادي رقم 10 لسنة 2008 في شأن المسؤولية الطبية، الذي حل محله القانون الاتحادي رقم )4( لسنة .2016

وثانياً: تشريعات حول الأنسجة البشرية مثل إجازة عمليات نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية وفقاً لأحكام المرسوم بقانون اتحادي رقم )5) لسنة 2016، بشأن تنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، ويسري هذه القانون على العمليات التي تتم داخل الدولة، أو في مناطقها الحرة.

وثالثاً: حظر عملية الاتجار بالأعضاء البشرية وفق القانون الاتحادي رقم )51( لسنة 2006 في شأن مكافحة الاتجار بالبشر، المعدل بالقانون الاتحادي رقم )1) لسنة 2015 .

ويعتر التنظيم القانوني للتدخلات الجينية على الأمشاج والأجنة في الإمارات صارماً بشكل مميز، بموجب التنظيم الجاري

لمشروع الجينوم الإماراتي، ومختلف القرارات والسياسة المتعلقة في امتثال الدولة للقيم المقبولة عالمياً عموماً )مثل احرام الطبيعة، وحماية التنوع البيولوجي، أو حتى حماية كرامة الإنسان الموجود في الدستور الوطني وميثاق حقوق الإنسان(، جنباً إلى جنب مع المفاهيم المماثلة.

وتُعد الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان والطب الحيوي )المعروفة على نطاق واسع باسم اتفاقية أوفييدو(، حالياً، الصك الوحيد للقانون الدولي، الذي ينظم مجال الطب الحديث.

وأشارت عضو المجلس الوطني الاتحادي، عائشة الملا، إلى أن تحرير جينوم الخلايا الجسدية

يخضع حالياً في مختلف دول العالم للتنظيم ويوضع في إطار العلاجات الجينية، كمنتج طبي علاجي متقدم.

وأكدت أن صنع السياسة الاستباقية هو إثبات لإطار الحوكمة، وأن تأسيس اسراتيجية وطنية للرعاية الصحية للجينوم يعد فرصة ممتازة للنظر في كيفية الاستفادة بشكل أفضل من الإمكانات الكبرة لتحسين الصحة العامة والرعاية السريرية والذكية.

وأفادت المحامية نادية عبدالرزاق بأن «التكنولوجي­ات الحديثة وما تشمله من تطبيقات للذكاء الاصطناعي تشكل تحدياً قانونياً معاصراً بما تحمله من طفرات .»

وأضافت أن «أي نشاط له تأثر على الإنسان وحياته يحتاج إلى إطار تشريعي ينظم عمله، ويحكم ما ينجم عنه من آثار، لذلك يواجه القانون بفروعه كلها حالياً العديد من التحديات التي تُنشئها التكنولوجي­ا الحديثة سواء في مجال العقود التي تنظم عمل تطبيقاتها أم في مجال المسؤولية بشقيها المدني والجنائي»، مشرة إلى أن «تطبيقات التكنولوجي­ا أفرزت مجالات جديدة تتطلب تدخلاً قانونياً لحمايتها».

وشهدت القوانين الإماراتية نقلة نوعية كبرة في الفرة الأخرة، ففي الفضاء الرقمي تؤدي سهولة إعادة إنتاج وتعديل ونشر الأعمال الفكرية إلى اختلال عميق في حق الملكية الفكرية، وعليه صدر المرسوم بقانون رقم 38 لسنة 2021 بشأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، كذلك أصدر المشرع العديد من القوانين لتنظيم كل الإشكالات القانونية المرتبة على التطور التكنولوجي. ومنها، على سبيل المثال المرسوم بقانون اتحادي رقم 45 لسنة 2022 بشأن حماية البيانات الشخصية وغرها.

التجربة الإماراتية أفرزت العديد من القصص لأسر مواطنة ومقيمة جربت العلاجات الجينية للتخلص من أمراض مستعصية، ووجدت فيها أملاً جديداً.

وقال والد طفلة كانت تعاني ضموراً في العضلات إن «العلاج الجيني لمساعدة ابنتي على الشفاء

مع التقدم في علم الجينوم.. حصلنا علىلىلى مشهد مختلف للرعاية الصحية، حي„ باتفيفيفيف­ي وسعنا الملمشاركة عملياًً فيفيفيفهم وتشكيل ملالامحنا الصحية الشخصية. ومع ذلك، فنحن نحتا7 إلىلى الموازنة بينين آفاق هذا العلم والتحديات التي تفرضها القيود التكنولوجي­ة والمالية والألأخلال­اقية والثقافية التي يخضع لها. «الإلإمارات اليوم» تفتح ملف التطورفيفه­م هذا الحدث، وفهم وجهات النظر العامة حول تحرير الجينوم البشري واستشراف الملمستقبل فيه من خلالال استطلالاع آراء الخبربربرب­راء والملململم­لمختصين من الإلإمارات ودول عربية، إلى جانب استطلاع رأي أولياء أمور لديهم أطفال من ذوي الهمم، من خلال الاستناد على دراسة استقصائية إلكترونية لاستكشاف مواقف الناس تجاه تأثير تكنولوجيا الجينات عليهم وعلى مجتمعاتهم. كان خياراً أخراً بالنسبة لنا، بعد معاناة طويلة من تجربة العلاجات والأدوية من دون فائدة.»

وأضاف أنه «في بعض الأحيان يكون اتخاذ القرار ضرورياً لتحقيق مصلحة صحية، على الرغم من وجود مخاوف من الآثار الجانبية لهذه النوعية من العلاجات الحديثة، ومن المحاذير الأخلاقية.» وقال: «أي خيار طبي يؤدي إلى نتائج إيجابية ويحسن جودة حياة أطفالنا، هو خيار إيجابي.»

وكانت الطفلة العراقية «لافين» من أولى الحالات التي خضعت للعلاج الجيني، لعلاجها من مرض ضمور العضلات الشوكي، حيث بدأت رحلتها العلاجية في مارس 2020.

وقالت أسرتها إن العلاج الذي حصلت عليه الطفلة بمكرمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وضع حداً لآلامها، خصوصاً أن مصابي هذا المرض عادة ما تتدهور حالتهم الصحية وتتعمق معاناتهم.

وقال الأب إن لافين حصلت على العلاج الجيني، وهي في عمر 19 شهراً، بعد أن كاد وأمها يفقدان الأمل في علاجها أو تحسن حالتها، واعتر هذه الطفرة العلاجية بمثابة أمل للبشرية في علاج أمراض لم يسبق علاجها من قبل.

وفي قصة إنسانية ثالثة، يروي أحمد الإبراهيم، وهو والد لطفلتين مصابتين بمرض الضمور العضي الفقاري الشوكي، أنه لم يتخيل أن يصبح الحلم واقعاً.

وشرح أن «الإمارات وفرت لابنتي منرة العلاج الجيني الذي يُعد الأغلى في العالم لعلاجها، من المرض الذي يهدد حياتها.»

وتابع: «لم تكن تجربة ابنتي الأولى في التعامل مع هذا المرض، فقد أصيبت به شقيقتها الكرى شذى، وتمكن منها.»

وذكر أن منرة أصيبت بمرض الضمور العضي الشوكي، منذ ولادتها، ما سبب لها عدم القدرة على الحركة نهائياً، وصعوبة في التنفس، وتسارعاً في نبضات قلبها، إلا أنها بعد حصولها على العلاج الجيني المتمثل في حقنة «Zolgensma» التي يبلغ سعرها نحو ثمانية ملايين درهم، بدأت في تحريك أجزاء من جسمها، مؤكداً أن التطور الملحوظ بدأ بعد أولى جلسات العلاج الطبيعي التي خضعت لها في أحد المراكز المتخصصة في أبوظبي، متمنياً أن تظل عملية التطور مستمرة في التدرج حتى الشفاء التام.

وطالب مواطنون ومقيمون في الدولة )سالم العامري، محمود عبدالرحمن، أحمد عبدالعظيم، الزهراء فتحي، ليلى جبار( الجهات الصحية بإخضاع الأمراض الجينية ضمن تغطية التأمين الصحي، لما تشكله من عبء مالي كبر.

وذكروا أن هذه الأمراض غر مشمولة بالتغطية التأمينية وتراوح أسعار أدويتها بين آلاف وملايين الدراهم.

وقالت )مدربة مجتمعية( خديجة الطنيجي، إنه «من المهم تثقيف الجمهور وإشراكه في المناقشات حول العلاج الجيني وفحوصه، والتحرير الجيني، وكذلك أخلاقيات وحوكمة تحرير الجينوم البشري المتوارث، ليكتسب أفراد المجتمع المعلومات الضرورية حول المخاطر والفوائد المتعلقة بتلك التقنيات».

وطالبت بأن تدرج هذه المعلومات في النقاشات المتعلقة بالمعاير المقبولة.

وتابعت: «يجب أن ندرك أن التحرير الجيني له القدرة على التأثر في الراث الجيني الذي يشرك فيه البشر جميعاً».

وقالت: «يجب ألا يكون العلماء وحدهم المسؤولين عن اتخاذ القرارات المتعلقة بالسماح أو عدم السماح بهذه التقنيات».

وشددت الطنيجي على ضرورة أن نتيح الفرصة لوضع إطار عمل تنظيمي للتحرير الجيني على الأجندة السياسية من خلال إشراك الناس في النقاش حول هذا الموضوع بواسطة وسائل مختلفة مثل وسائل الإعلام وحلقات النقاش وورش العمل. ودعت إلى إجراء استفتاء عام لجمع الآراء ومعرفة الاهتمامات والأفكار حول كيف يمكن لتقنية تحرير الجينوم البشري أن تحسن جودة حياتهم. وخلاصة القول، الجينوم البشري ينتمي إلينا جميعاً من الناحية المعنوية، ولذا ينبغي أن يكون لنا جميعاً صوت في قرار ما إذا كان يجب أم لا المي قدماً في تحرير الجينوم الوراثي.

أما مدير قسم التميز والريادة في بلدية دبي محمد أحمد اللوز فأكد أنه يمكن الأخذ بذلك طالما له تأثر إيجابي ويسهم في تحسين صحة الإنسان والتغلب على نوعية الأمراض المعقدة.

وقال: «هناك نقطة مهمة هي أن طرق التقييم التشاركي للتكنولوجي­ا عموماً تهدف إلى دمج الرؤية العامة في عمليات الحوكمة وصنع القرار، ما قد يسهم في إيجاد حلول مقبولة اجتماعياً في المجالات التي يزيد فيها التطور التكنولوجي من التعقيد وعدم اليقين من العواقب المستقبلية».

وبينت نادية الشايع، الخبرة في التميز الحكومي، أنه «من أجل أن تكون المشاركة العامة فعالة، يجب أن ترتبط بطريقة ما، حتى ولو غر رسمية، بعمليات صنع القرار. وتقدم فرنسا نموذجاً واحداً لهذا النوع من الجهد، فكل خمس سنوات، أو كلما تم اقراح تعديلات على قانون أخلاقيات البيولوجيا لعام 1994، الذي ينظم قضايا العلوم والتكنولوج­يا ذات الصلة من الناحية الأخلاقية، يتم تنظيم مئات الأنشطة في جميع أنحاء البلاد للحصول على وجهات نظر عامة حول القضايا المشحونة أخلاقياً في العلوم والتكنولوج­يا، ثم تقوم اللجنة الاستشارية الوطنية لأخلاقيات )اللجنة الاستشارية الوطنية لأخلاقيات( بإعداد تقرير لتلخيص نتائج المشاورات العامة. وتوصي عند الحاجة بتشريع لمعالجة الاهتمامات العامة، ويتم إرسال هذا التقرير مباشرة إلى المكتب الرلماني الفرني للتقييم العلمي والتكنولوج­ي لتقديمه للمناقشة الرلمانية».

وتابعت: «يضمن هذا النموذج أن تظل الأحكام التنظيمية حول التقنيات المثرة للجدل والمتطورة باستمرار مؤقتة، وخاضعة للتدقيق العام، وقابلة للتكيف، والاستجابة لاهتمامات المواطنين». وتابعت أن «الحوكمة الجماعية تساعد على الاستجابة للطلب المتزايد على المشاركة العامة واتخاذ القرار بشأن القضايا ذات الأهمية لمستقبل البشرية»، لافتة إلى أهمية المساعدة في تحفيز حوار ونقاش قويين حول مستقبل تحرير الجينوم والأدوار التآزرية التي يمكن أن يلعبها القانون والعلوم والسياسة العامة في تعزيز أو إعاقة استخدامات محددة للتكنولوجي­ا.

 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ??
 ?? ?? «لافين».. من أولى الحالات التي خضعت للعلاج الجيني للتشافي من ضمور العضلات الشوكي.
«لافين».. من أولى الحالات التي خضعت للعلاج الجيني للتشافي من ضمور العضلات الشوكي.
 ?? ?? الإمارات وفرت ل)منيرة( العلاج الجيني الذي يُعد الأغلى في العالم.
الإمارات وفرت ل)منيرة( العلاج الجيني الذي يُعد الأغلى في العالم.

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates