Emarat Al Youm

تركيا بحاجة معالجة الانقسامات العميقة بسبب «الاستقطاب الانتخابي»

يُعد التخفيف من حدة أسوأ أزمة اقتصادية تعصف بتركيا منذ تسعينات القرن الماضي من أبرز أولويات أردوغان.

- إسطنبول ⬛ أ.ف.ب

يواجه الرئيس الركي رجب طيب أردوغان اعتباراً من )الاثنن( مهمة صعبة تتمثّل في توحيد باده التي تشهد انقسامات عميقة، غداة فوزه في جولة إعادة تاريخية بولاية جديدة، تمدد حكمه المستمر منذ عقدين حتى عام 2028.

ورغم قوة ائتاف المعارضة والأزمة الاقتصادية الخانقة والغضب الشعبي واسع النطاق عقب زلزال فراير، نجح الزعيم الركي الذي قى أطول فرة في الحكم، في هزيمة منافسه العلماني، كمال كيليتشدار أوغلو، في الدورة الثانية من الانتخابات )الأحد(.

لكن الفارق البالغ أربع نقاط كان الأقل الذي يحققه أردوغان في أي انتخابات، ما يؤكد الاستقطاب الذي سيواجهه الرئيس المحافظ ذو الخلفية الإسامية في ولايته الرئاسية الثالثة والأخرة.

نبرة تصالحية

حاول أردوغان تبني نرة تصالحية في خطابه بمناسبة الانتصار أمام الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا خارج القصر الرئاسي في أنقرة، داعياً الأتراك «لاتحاد والتضامن .»

وأما كيليتشدار أوغلو فتعهّد «مواصلة الكفاح» ضد أردوغان وحزبه «العدالة والتنمية» الذي هيمن على المشهد السياسي الركي منذ عام 2002.

وأفاد الأكاديمي بورا إييمايا البالغ 28 عاماً فرانس برس في إسطنبول «علمتنا الأجيال السابقة أن نكافح.. لن نخسر أو نفقد الأمل في هذا البلد بسبب انتخابات واحدة.. سنقاوم ونقاتل حتى النهاية .»

في المقابل، احتفل أنصار أردوغان بفوزه في أول جولة إعادة في تاريخ تركيا.

وقال البائع المتجول غورسل أوزكوك )65 عاماً( لفرانس برس في أنقرة «فاز الشخص المفيد لبلدنا. أشعر بالسعادة نظراً لمعتقداته. لا أهمية لأمور الأخرى. البلد أولاً .»

وعنونت صحيفة «صباح» الموالية للحكومة على صفحتها الأولى ) الاثنن ،) « فاز رجل الشعب .»

قد يصبح الوضع سيئا

وأكد إمره بركر من مجموعة أوراسيا الاستشارية أنه بعدما حشد ائتافاً ضم ناخبن قومين ومحافظن ومتديّنن، «سيؤكد )أردوغان( على سياساته الشعبوية.. الاستقطاب السياسي موجود وسيبقى».

ويُعد التخفيف من حدة أسوأ أزمة اقتصادية تعصف بركيا منذ تسعينات القرن الماضي من أبرز أولويات أردوغان.

واستند أردوغان إلى سنوات من التنمية عر مشاريع بنى تحتية وازدهار قطاع البناء لاكتساب شعبية هائلة وقاعدة انتخابية مخلصة لم تتخل عنه.

لكن نسبة التضخم باتت تجاوز 40%، وهو أمر فاقمته جزئياً سياسة أردوغان غر التقليدية القائمة على خفض معدلات الفائدة في محاولة للتخفيف من حدة ارتفاع الأسعار.

ويشر محللون إلى أن تعهّدات أردوغان خال حملته زيادة الإنفاق، وتمسكه بمعدلات الفائدة المنخفضة ستفاقم الضغط على احتياطات البنوك من العمات واللرة التي تراجعت مقابل الدولار )الاثنن(.

ورأى تيموثي آش من «بلو باي لإدارة الأصول » ، أن « النموذج الحالي غر قابل لاستدامة»، مشراً إلى عشرات مليارات الدولارات التي ضخها المصرف المركزي لدعم اللرة.

وحذّر من أنه في حال رفض أردوغان الراجع عن موقفه حيال معدلات الفائدة، والتخلي عن اللرة، «فقد يصبح الوضع سيئاً».

إعادة البناء

ولاتزال جهود إعادة البناء في جنوب شرق تركيا في مراحلها الأولى بعد زلزال فراير الذي أودى بحياة أكر من 50 ألف شخص ودمّر مدناً بأكملها.

وفاقمت الكارثة الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها تركيا، إذ خسر مئات الآلاف مصادر رزقهم بن ليلة وضحاها، فيما خفض خراء توقعاتهم للنمو في تركيا لعام 2023، بينما تقدّر كلفة الأضرار بأكر من 100 مليار دولار.

موازنة

وكان الرئيس الأمركي جو بايدن ونظره الروسي فاديمر بوتن من أوائل قادة العالم الذين سارعوا لتهنئة أردوغان، علماً بأن الرئيس الركي البالغ 69 عاماً يواجه العديد من المعضات الدبلوماسي­ة. وينتظر شركاء تركيا في حلف شمال الأطلي موافقتها على طلب السويد الانضمام إلى التحالف الدفاعي الذي تقوده واشنطن.

وعرقل أردوغان المسعى متهماً استوكهولم بإيواء شخصيات من المعارضة الركية، يشتبه في ارتباطهم بمجموعات كردية محظورة. ويتوقع مراقبون أن يواصل أردوغان لعب دور الوسيط بن روسيا والغرب، بما يصبّ في مصلحة أنقرة.

وقال غالب دالاي من معهد تشاتام هاوس «خمس سنوات جديدة في ظل حكم أردوغان تعني المزيد من الموازنات السياسية بن روسيا والغرب». وأضاف «ستنخرط تركيا والغرب في تعاون براغماتي أينما أملت المصالح ذلك»، ولن تنضم إلى العقوبات الغربية على موسكو رداً على حرب أوكرانيا، وستسعى إلى عاقات مربحة اقتصاديا.

ولاتزال العاقات مع سورية فاترة بعدما دعمت تركيا فصائل مسلحة مناهضة للرئيس بشار الأسد خال الحرب. وفشلت محادثات جرت أخراً برعاية روسيا في تحقيق اخراق باتّجاه تطبيع العاقات.

حاول أردوغان تبني نبرة تصالحية في خطابه بمناسبة الانتصار أمام الآلاف من أنصاره الذين احتشدوا خارج القصر الرئاسي في أنقرة، داعياً الأتراك «للاتحاد والتضامن.»

 ?? ⬛ رويترز ?? الوضع الاقتصادي التركي الصعب أضعف القوة الشرائية.
⬛ رويترز الوضع الاقتصادي التركي الصعب أضعف القوة الشرائية.
 ?? ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates