«المالد».. رحلة مع تراثنا الحي في مجلس رمضاني مالد السماع يتميز باستخدام الدفوف، ويردد المنشدون فيه تواشيح وقصائد معينة.
احـــتـــفـــاء بـــشـــهـــر رمــــضــــان املـــــبـــــارك، اســـتـــضـــاف مـجـلـس األرشــــــــيــــــــف واملـــــكـــــتـــــبـــــة الـــــوطـــــنـــــيـــــة يف أبـــــــوظـــــــبـــــــي، أمـــــســـــيـــــة فـــن «املـالـد»، الـذي ُيعّد من أبـرز الفنون التقليدية التي تعّب عن القيم اإلماراتية األصيلة.
وتضمنت األمسية محاضرة بـعـنـوان: «املــالــد.. تـراث ثــــــقــــــايف حـــــــــي» ألــــــقــــــاهــــــا الــــــكــــــاتــــــب والــــــشــــــاعــــــر اإلمــــــــــــــــــارايت خــــالــــد البدور، وقدمت فرقة «املالد» يف جمعية أبوظبي للفنون الــشــعــبــيــة لــــوحــــات تـــــبز عـــمـــق وأصــــالــــة فــــن املــــالــــد يف دولــــة اإلمارات.
وحــــــضــــــر األمــــــســــــيــــــة الــــــتــــــي نــــظــــمــــهــــا األرشــــــــيــــــــف واملــــكــــتــــبــــة الوطنية، بالتعاون مع وزارة الثقافة، الشيخ سالم بن خالد القاسمي، وزير الثقافة، ووزير العدل عبدالله بن عواد النعيمي، ووزيرة دولة نورة بنت محمد الكعبي.
وعن ماهية «املالد» وما يميزه عن الفنون التقليدية األخـــــــــــرى، قـــــــال خــــالــــد الـــــــبـــــــدور: إنـــــــه الــــفــــن الــــــــذي لـــــه جـــانـــب اجـــتـــمـــاعـــي وروحـــــــــــاين، فـــهـــو مــــثــــاً ُيــــــــؤدى يف شـــهـــر رمـــضـــان الفضيل، كما يؤدى يف األعراس واملناسبات االجتماعية األخرى.
واســتــعــرض نــشــأة املـــالـــد، املــــوروث الــثــقــايف غــر املـــادي الــــــــــــذي بــــــــــرع يف أدائـــــــــــــــه عـــــلـــــمـــــاء ومـــــــنـــــــشـــــــدون خـــــلـــــد الـــــتـــــاريـــــخ أســـــمـــــاءهـــــم، مـــــشـــــرا إىل أن املــــغــــفــــور لـــــه الــــشــــيــــخ زايـــــــــد بــن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان من محبي «املالد» وكان يحضره، وله الدور األكب يف الحفاظ عليه.
وأضاف املحاضر أن «املالد» ينقسم إىل مالد السماع،
ومالد السرة النبوية (كما كتبها البزنجي) الذي يؤدى يف األعـراس، الفتا إىل أن مالد السماع يتميز باستخدام الدفوف، ويردد املنشدون فيه تواشيح وقصائد معينة.
وتطرقت األمسية إىل شات املالد واالختاف بينها، وإىل اهتمام دولة اإلمارات بالحفاظ عىل هذا املوروث من االنـــــــدثـــــــار. مـــــن نـــاحـــيـــتـــه، قــــــال رئــــيــــس الـــفــــرقــــة الــــتــــي قـــدمـــت لوحات من املالد خـال األمسية، مبارك العتيبة: «إنها مبادرة رائعة لتعزيز معرفة أبناء املجتمع باملالد، وهذا يلتقي مع اهتمامنا بتعريف الجيل الصاعد به لتنشئتهم عـــىل حـــب املـــــــوروث الـــثـــقـــايف، ومــــا مــيــز األمـــســـيـــة أنــــه اقـــرن فــيــهــا الــــشــــرح الـــدقـــيـــق لــتــفــاصــيـل فــــن املــــالــــد وأنــــــواعــــــه، مـع التطبيق واألداء اإلنشادي حتى ترسخ الصورة يف أذهان الحاضرين ويف نفوسهم».
وأضاف: «نشكر األرشيف واملكتبة الوطنية عىل هذه اللفتة، واألمسية التي تعد همزة وصل جديدة مع أبناء املـجـتـمـع». يـذكـر أن األمـسـيـة الـثـانـيـة الـتـي اسـتـضـاف فيها األرشــــيــــف واملــكــتــبــة الــوطــنــيــة «املــــالــــد» يف مــجــلــســه شــهــدت إقباالً الفتاً من مثقفني وإعاميني ومهتمني.
«المالد» من أبرز الفنون التقليدية التي تعبر عن القيم اإلماراتية األصيلة.
تحمل األسر اإلماراتية مبادئ أصيلة ال تتغري مع مرور الزمن واالنفتاح الذي تشهده الباد، حيث إن لديها عادات وقيما متوارثة عرب األجيال تعرف بـ«السنع»، تضم مجموعة من العادات والتقاليد التي تشكل قواعد أساسية، وأسلوب حياة، تغرس لدى أبناء اإلمارات منذ الصغر. يف هذه الزاوية، تسلط «اإلمارات اليوم» الضوء عىل مفهوم «السنع» اإلمارايت عن طريق سلسلة موضوعات بهدف ترسيخ هذه القيم، باالعتماد عىل كتاب «السنع» من جمع وتدقيق وإعداد وتقديم الرئيس التنفيذي ملركز حمدان بن محمد إلحياء الرتاث، عبدالله حمدان بن دملوك.