عائشة بالخير: كنا نجمع العيدية لشراء «المكتبة الخضراء»
أكــــــــدت مــــســــتــــشــــارة الــــبــــحــــوث يف األرشــــــيــــــف واملـــكـــتـــبـــة الـــوطـــنـــيـــة، ورئــــيــــس فــــريــــق الــــتــــاريــــخ الـــشـــفـــاهـــي، ورئـــيـــس لجنة جــائــزة املـــؤرخ الــشــاب، الــدكــتــورة عـائـشـة بالخر، أن قــــصــــص الــــــجــــــدات تــــجــــد لـــنـــفـــســـهـــا حـــــيـــــزا يف الــــــذاكــــــرة، مضيفة: «كنا نكتب ونتذكر تلك القصص ونستدعيها عند الحاجة، الحتوائها عىل صور ومواقع ومقوالت ال تخلو من الحكمة والتجارب الحياتية».
وأوضـــــحـــــت الــــدكــــتــــورة عـــائـــشـــة - خـــــالل لــــقــــاء نـظـمـه أخرا نادي حرف يف األرشيف واملكتبة الوطنية بأبوظبي - أن تـجـربـتـهـا مـــع الـــقـــراءة بــــدأت بـــمـــدارس الـــقـــرآن الـتـي كانت شائعة يف الستينات ثم دخولها املدرسة واملناهج التي ُتدرس قصصاً مازالت محفورة يف الذاكرة، ومنها قـــصـــة «األســـــــد والــــبــــعــــوضــــة» وقــــصــــة «خــــاتــــم الـــســـلـــطـــان» وقــــصــــص املـــكـــتـــبـــة الـــــخـــــضـــــراء لــــأطــــفــــال الــــتــــي كــــانــــت تـــبـــاع بثالثة دراهـــم «وكـنـا نجمع العيدية لشرائها» عـىل حد تــــعــــبــــرهــــا، مــــــشــــــددة عــــــىل أن الـــــــقـــــــراءة مــــفــــتــــاح املــــعــــرفــــة، فـــالـــذي يـــقـــرأ يـسـتـطـيــع أن يــكــتــب بـــســـالســـة، مــسـتــحــضــراً تعابر ومفردات تسهل عليه ذلك.
ولـــفـــتـــت إىل أن لـــــقـــــراءة األســـــاطـــــر والــــقــــصــــص الـــتـــي يـــتـــحـــاور فــيــهــا الـــحـــيـــوان أهـمــيــتــهــا، إذ تـــــدور حــــول قـضـايـا مختلفة، فكتاب «كليلة ودمنة» لعبدالله بن املقفع، وكتاب «الحيوان» للجاحظ، من الكتب املحببة لديها، «إذ يـــخـــرج الــــحــــيــــوان عــــن صـــمـــتـــه، لـــيــتـــحـــدث عــــن هــمــوم الــــــــبــــــــشــــــــر، ويف مـــــــثـــــــل هـــــــــــــذه الـــــــكـــــــتـــــــب الـــــــكـــــــثـــــــر مــــــــــن الـــــحـــــكـــــم واملـــواعـــظ، وتــحــتــوي عــىل رســائــل ودالالت قـّيـمـة ُتــرّســخ لدى الطفل والشباب املفاهيم املعقدة بطرق وأساليب مبسطة وسهلة الفهم». وتابعت الدكتورة عائشة: «يف الـــــــــقـــــــــراءة تــــــكــــــون االكــــــتــــــشــــــافــــــات والــــــخــــــلــــــوة مـــــــع الــــنــــفــــس، وتــــهــــذيــــب الــــــــــــروح، وتـــثـــقـــيـــف الــــعــــقــــل، وتــــعــــزيــــز الـــفـــهـــم، وتـــــداول املـــعـــرفـــة، ومـــن الـــقـــراءة تــتــولــد الــثــقــة بـالـنـفـس، والــتــفــكــر بـاملـسـتـقـبـل، والــــقــــدرة عـــىل الــتــصــور والـتـحـلـيـل والتفكر خارج الصندوق».
وتـــــطـــــرقـــــت إىل جـــــهـــــود املــــــؤســــــس الــــــبــــــاين املـــــغـــــفـــــور لــه الشيخ زايـد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثـراه، من أجــــل االرتــــقــــاء بــالــشــعــب اإلمــــــارايت عـــن طــريــق الـتـعـلـيـم، ونشر ثقافة املجتمع عرب تدوين عناصر الهوية الوطنية وتــــوثــــيــــقــــهــــا، ويف هـــــــذا املــــــجــــــال أنـــــــئ األرشــــــيــــــف واملـــكـــتـــبـــة الــــوطــــنــــيــــة يف عـــــــام ،1968 ولــــجــــنــــة الـــــــــــراث والــــــتــــــاريــــــخ يف ،1972 وجامعة اإلمارات يف .1976