Trending Events - Future Report
الأمن أولاً:
تصدر قضايا الإرهاب والهجرة في الانتخابات الألمانية
هيمنـت قضايـا الأمن والإرهـاب والتطرف والهجـرة على الحملات الانتخابيـة المبكـرة للأحـزاب السياسـية الألمانيـة قبيـل الانتخابـات التشـريعية المرتقبـة فـي سـبتمبر2017، ونتيجة لشـغل ألمانيا موقع القيـادة بالاتحـاد الأوروبـي، فـإن نتائـج الانتخابـات سـتحدد مسـار السياســات الأوروبيــة بصــورة كبيــرة، ومصيــر برامــج التقشــف الاقتصــادي، وعضويــة الــدول المتعثــرة فــي الاتحــاد، بالإضافــة للعلاقـات مـع دول جـوار الاتحـاد، مثـل تركيـا وروسـيا.
اأولاً: النظام الانتخابي الاألماني
تعــد ألمانيــا ضمــن أهــم نمــاذج النظــم البرلمانيــة الفيدراليــة، إذ يتمتــع الرئيــس بصلاحيــات شــرفية رمزيــة، ويتــم انتخابــه مــن جانـب المؤتمـر الفيدرالـي، وهـي مؤسسـة تشـمل أعضـاء المجلـس التشــريعي "البوندســتاج"، وعــدداً مــن أعضــاء مجلــس الولايــات "البوندسـرات"، وفـي المقابـل فـإن المستشـار الألمانـي يمثـل رئيـس الحكومـة، ويتـم انتخابـه مـن جانـب أعضـاء البوندسـتاج باعتبـاره رئيــس الائتــلاف البرلمانــي الحائــز علــى الأغلبيــة.
وتتكون السـلطة التشـريعية من مجلسـين هما البوندسـتاج، الذي يتـم انتخابـه بصـورة مباشـرة مـن المواطنيـن بنظام التمثيل النسـبي، ومجلـس الولايـات "البوندسـرات"، الـذي يمثـل حكومـات الولايـات الفيدراليــة، البالــغ عددهــا 16 ولايــة Lander(،) حيــث يشــارك المجلـس فـي صياغـة مشـروعات القوانيـن التـي تتعلـق بصلاحيات الولايـات والتعديـلات الدسـتورية، ويتـم تشـكيله مـن الممثليـن الذين تختارهـم حكومـات الولايـات وفـق عـدد سـكان كل منهـا)1.)
وتعقـد الانتخابـات التشـريعية الألمانيـة كل أربـع سـنوات، حيث يقـوم الناخبـون بالتصويـت وفـق نظـام الانتخـاب المـزدوج لقائمـة حزبيــة علــى المســتوى الوطنــي، ولمرشــح فــردي فــي الدائــرة الانتخابيـة، ويبلـغ عـدد مقاعـد البوندسـتاج الألمانـي حوالـي 598 مقعـداً ضمـن 299 دائـرة انتخابيـة، وينتخـب نصـف الأعضـاء من خـلال نظـام الانتخـاب الفـردي والنصـف الآخـر مـن خـلال القوائـم الحزبيـة) 2 .)
ولا يتـم تمثيـل الحـزب فـي البوندسـتاج الألمانـي إلا فـي حـال حصولـه علـى 5% مـن الأصـوات علـى المسـتوى الوطنـي، وفـي حــال حصــول الحــزب علــى عــدد أقــل مــن المقاعــد فــي الدوائــر الانتخابيــة عــن نســبة الأصــوات التــي حصــل عليهــا وطنيــاً فيتــم تعويضهـم بمقاعـد إضافيـة مـن القوائـم الخاصـة بالحزب لاسـتكمال الفــارق، وهــو مــا يطلــق عليــه "مقاعــد التــوازن" Balance(
.) Seats وحينمــا يحصــل الحــزب علــى عــدد مقاعــد يفــوق نســبة الأصــوات التــي حصــل عليهــا فإنــه يحتفــظ بهــذه المقاعــد، فيمــا يطلــق عليــه "المقاعــد المعلقــة" Overhang Seats( ،) ففــي انتخابـات عـام 2009 كان هنـاك 24 مقعـداً ضمـن المقاعـد العالقـة ليرتفـع إجمالـي عـدد مقاعـد البوندسـتاج إلـى 622 مقعـداً، وهـو مـا تكــرر فــي انتخابــات عــام 3( 2013.)
ثانياً:القوىال�سيا�سيةالمتناف�سة
يوصــف النظــام الحزبــي الألمانــي باعتبــاره نظــام "حزبيــن ونصــف"، حيــث يهيمــن كل مــن حــزب الاتحــاد الديمقراطــي المسـيحي، والحـزب الديمقراطـي الاجتماعـي الألمانـي علـى النظام الحزبــي فــي ألمانيــا منــذ عــام 1949، إذ إن مستشــاري الدولــة كافــة ينتمــون إلــى أحدهمــا، إلا أن الحــزب الديمقراطــي الحــر الليبرالـي، وحـزب الخضـر الألمانـي عـادة مـا كانـا شـريكين فـي السـلطة مـن خـلال القيـام بـدور "الشـريك الأصغـر" فـي الحكومات
باحث في النظم السياسية الأوروبية- القاهرة
الائتلافيـة المتتابعـة بسـبب عـدم تمكـن أي مـن الحزبيـن الكبيريـن مــن الحصــول علــى الأغلبيــة اللازمــة لتشــكيل الحكومــة بمفــرده؛ ممـا يدفعهمـا للتحالـف مـع الأحـزاب الأصغـر)(4 أو تشـكيل تحالـف كبيـر مـع الحـزب المنافـس علـى غـرار التحالـف القائـم بيـن الاتحاد المسـيحي الديمقراطـي والحـزب الديمقراطـي الاجتماعـي الألمانـي منــذ عــام 2013.
ومــن المرجــح أن تتصاعــد حــدة المنافســة خــلال الانتخابــات التشــريعية الألمانيــة التــي تعقــد فــي ســبتمبر 2017، خاصــة بعــد إعــلان رئيــس البرلمــان الأوروبــي الســابق مارتــن شــولتز عــن خوضـه المنافسـة الانتخابيـة عـن الحـزب الديمقراطـي الاجتماعـي فـي مواجهـة أنجيـلا ميـركل، كمـا أن صعـود اليميـن المتطـرف فـي ألمانيـا والمخـاوف مـن التدخـلات الروسـية فـي الانتخابـات تزيد من احتـدام التنافـس بيـن القوى السياسـية، وتتمثـل برامج القـوى الحزبية المتنافسة في الانتخابات التشريعية فيما يلي: 1- حــزب الاتحــاد المســيحي الديمقراطــي CDU/CSU(:) يحتــل هـذا الحـزب الـذي تقـوده المستشـارة أنجيـلا ميـركل موقـع الصـدارة فــي اســتطلاعات الــرأي، إذ تمكــن مــن الهيمنــة علــى الحكومــات الائتلافيــة منــذ عــام 2005، عبــر تحالفــات حزبيــة مــع الحــزب الديمقراطـي الحـر، والحـزب الاجتماعي المسـيحي في ولايـة بافاريا الـذي يعـد الشـريك الأساسـي للحـزب، أو تحالفـات حزبيـة كبرى مع خصمـه الرئيسـي الحـزب الديمقراطـي الاجتماعـي، حينمـا لم يتمكن الشـريك التقليـدي للحـزب فـي إقليـم بافاريـا مـن تجاوز نسـبة التمثيل فـي البوندسـتاج.
ويتبنـى الحـزب برنامجـاً محافظـاً يميـل ليميـن الوسـط، ويدعـم اقتصــاد الســوق الحــر، وضبــط النفقــات الحكوميــة، ويدافــع عــن تعزيـز التكامـل الأوروبـي، ويخـوض الحزب الانتخابات التشـريعية المقبلـة ببرنامـج يركـز علـى قضايـا الأمـن الداخلـي، خاصـة تعزيز أمـن الحـدود مـع دول الاتحـاد الأوروبـي وتجفيـف منابـع الهجـرة، وخلــق وظائــف جديــدة وتخفيــف الأعبــاء الضريبيــة علــى الطبقــة المتوسـطة، والاسـتثمار فـي البنيـة التحتيـة، بالإضافـة للحفـاظ علـى تماسـك الاتحـاد الأوروبـي)5.) 2- الحــزب الديمقراطــي الاجتماعــي SPD(:) ترجــع نشــأة هــذا الحــزب إلــى عــام 1875، وهــو بذلــك أقــدم الأحــزاب الألمانيــة، ويمثـل يسـار الوسـط، إذ يدعـم اقتصـاد الرفـاه الاجتماعـي، وتقديـم الدعـم للمتوقفيـن عـن العمـل، بالإضافـة لدعمـه الاتحـاد الأوروبـي، ويقــود الحــزب خــلال الانتخابــات المقبلــة مارتــن شــولتز الرئيــس الســابق للبرلمــان الأوروبــي.
ويقــوم البرنامــج الــذي يخــوض بــه الحــزب الديمقراطــي الاجتماعـي الانتخابـات التشـريعية علـى عـدة أسـس أهمهـا: التوسـع فـي منـح إعانـة العاطليـن عـن العمـل وتقليـل الفـوارق فـي الرواتب، وزيـادة الأجـور، وزيـادة الضرائـب علـى ذوي الدخـول المرتفعـة، ومكافحــة التهــرب الضريبــي، وزيــادة الاســتثمار فــي التعليــم.
وعلـى الرغـم مـن التوافـق بيـن الحزب، ومنافسـه حـزب الاتحاد الديمقراطــي المســيحي علــى ضــرورة دعــم الاتحــاد الأوروبــي، فـإن الحـزب الديمقراطـي الاجتماعـي يـرى ضـرورة تخفيـف حـدة إجــراءات التقشــف داخــل الاتحــاد الأوروبــي وتقديــم المزيــد مــن الدعـم للـدول الأوروبيـة المتعثـرة مثـل اليونـان)6.) 3- حــزب الخضــر: تأســس هــذا الحــزب عــام 1980، ويركــز برنامجــه علــى تأســيس اقتصــاد صديــق للبيئــة والاســتثمار فــي الطاقــة المتجــددة، وتشــكيل نظــام للضمــان الاجتماعــي، والدفــاع عـن حقـوق الإنسـان، بالإضافـة لتعزيـز التكامـل الأوروبـي، وكان الحـزب شـريكاً فـي السـلطة مـع الحـزب الديمقراطـي الاجتماعـي عقــب انتخابــات عــام 2002، إلا أنــه أحجــم عــن الانضمــام للتحالـف الكبيـر عقـب انتخابـات عـام 2013، وفضـل الاسـتمرار فــي المعارضــة، وتعــرض الحــزب لهزيمــة كاملــة فــي انتخابــات الولايــات العــام الماضــي، وهــو مــا يدفعــه للمنافســة بقــوة للحفــاظ علــى تمثيلــه السياســي)7.) 4- حـزب اليسـار الألمانـي Die Link( :) تـم تأسـيس هـذا الحـزب مــن بيــن المنشــقين عــن الحــزب الديمقراطــي الاجتماعــي، حيــث تأسـس فـي يوليـو 2007 بعـد اندماج حـزب الاشـتراكية الاجتماعية وحـزب العمـل والعدالـة الاجتماعية ليمثل أقصى اليسـار في المشـهد السياســي الألمانــي، وبلغــت نســبة تمثيــل الحــزب فــي البوندســتاج عقـب انتخابـات عـام 2013 حوالـي 8.5% مـن المقاعـد.
ويخضــع الحــزب لرقابــة ســلطات حمايــة الدســتور الألمانيــة بسـبب ميولـه اليسـارية المتطرفـة وارتبـاط بعـض أعضائـه بالحزب الشـيوعي فـي ألمانيـا الشـرقية سـابقاً، ويركـز برنامـج الحـزب علـى تفعيــل دور النقابــات العماليــة، وزيــادة الإنفــاق الحكومــي، وزيــادة الضرائـب علـى الشـركات)8.) 5- الحـزب الديمقراطـي الحـر FDP(:) تـم تأسـيس الحـزب عقـب نهايــة الحــرب العالميــة الثانيــة ليمثــل الفكــر الليبرالــي فــي النظــام السياســي الألمانــي، إذ تركــز أفــكار الحــزب علــى الفرديــة ودعــم الحريـات، وتقليـص دور الدولـة فـي الاقتصـاد، وتدعيـم ممارسـات اقتصـاد السـوق.
وعلـى الرغـم مـن عـدم تمكـن الحـزب مـن تجـاوز نسـبة 5% للتمثيـل فـي البوندسـتاج فـي انتخابـات عـام 2013، فإنـه يخـوض الانتخابــات التشــريعية المقبلــة ببرنامــج يركــز علــى المرونــة الاقتصاديـة، والحـد مـن تعقيـد السياسـات الضريبيـة، والتخفيـف من الضرائـب علـى الشـركات والمواطنيـن، وعلـى المسـتوى الأوروبي يطالـب بالتشـدد مـع الـدول المتعثـرة، مثل اليونـان وإن وصـل الأمر لخروجهـا مـن منطقـة اليـورو)9.) 6- حـزب البديـل مـن أجـل ألمانيا AFD(:) يصنف ضمـن الأحزاب اليمينيـة المتطرفـة، التـي تصاعـد تمثيلهـا مؤخـراً، فعلـى الرغـم من عـدم تمكنـه مـن الوفاء بنسـبة التمثيـل في البوندسـتاج الألمانـي، فإنه موجـود بقـوة فـي المجالـس التشـريعية لبعـض الولايـات، وتمكن من الحصـول علـى 7 مقاعـد فـي البرلمـان الأوروبي.
ويخـوض الحـزب الانتخابـات المقبلـة ببرنامـج يمينـي متطـرف يميـل للشـعبوية، ويركـز علـى العـداء للاتحـاد الأوروبـي والهجـرة، والمطالبــة بإغــلاق الحــدود أمــام اللاجئيــن، وترحيــل الجاليــات المسـلمة مـن ألمانيـا، وعلـى المسـتوى الاقتصـادي يتبنـى الحـزب توجهـات يمينيـة، مثـل تقليـل الديـن العـام، وتخفيـض الضرائب على الأسـر متوسـطة الدخـل)10.)
وتؤكـد اسـتطلاعات الـرأي التـي تمـت حتـى مطلع مايـو 2017 تصـدر الاتحـاد المسـيحي تفضيـلات الناخبيـن بنسـبة 36%، يليـه الحـزب الديمقراطـي الاجتماعـي بنسـبة تتراوح بيـن 27% و30% ومــن المرجــح أن يصعــد حــزب البديــل مــن أجــل ألمانيــا اليمينــي المتطــرف للمرتبــة الثالثــة بنســبة تتــراوح بيــن 8% و10% مــن التأييــد، يليــه حــزب الخضــر بنســبة 7%، وحــزب اليســار بنســبة قـد تصـل إلـى 9% أيضـاً، بينمـا يظـل الحـزب الديمقراطـي الحـر مهـدداً بفقـدان التمثيـل فـي المجلـس التشـريعي بسـبب تـراوح نسـبة تأييـده بيـن 6% و 7% فـي اسـتطلاعات الـرأي)11.)
ثالثاً: التداعيات الداخلية والاإقليمية
ترتبـط أهميـة الانتخابـات التشـريعية المقبلـة بمكانـة ألمانيـا كأكبـر دولــة أوروبيــة وقــوة قائــدة للاتحــاد الأوروبــي فــي ظــل حالــة الضعـف والاسـتقطاب التـي تتعـرض لهـا القـوى الأوروبيـة الكبرى مثـل فرنسـا، وخـروج بريطانيـا مـن الاتحـاد الأوروبـي بالإضافـة للانكمــاش والتراجــع الاقتصــادي الــذي تواجهــه منطقــة اليــورو.
وعلـى المسـتوى الداخلـي مـن غيـر المرجـح أن يتمكـن أي مـن الحزبيـن الرئيسـيين فـي ألمانيـا من حسـم الانتخابات لصالحـه، وهو مــا يزيــد مــن احتماليــة تشــكيل ائتلافــات حزبيــة، إلا أن المعضلــة تكمــن فــي إعــلان الحــزب الديمقراطــي الاجتماعــي عزمــه عــدم الاسـتمرار فـي التحالـف الكبيـر مـع الاتحـاد المسـيحي الديمقراطي، وتراجـع شـعبية الأحـزاب الصغيـرة بالتـوازي مـع صعـود حـزب البديـل مـن أجـل ألمانيـا اليمينـي المتطـرف.
ومــن المرجــح أن تتصاعــد أهميــة الأحــزاب الصغــرى فــي تشــكيل الحكومــات الائتلافيــة، خاصــة حزبــي الخضــر والحــزب اليســاري، والحــزب الديمقراطــي الحــر فــي حــال التمكــن مــن تجـاوز نسـبة التمثيـل فـي البوندسـتاج الألمانـي، وسـتتصدر قضايـا الهجــرة واللاجئيــن والأمــن الداخلــي وسياســات التقشــف والعدالــة الاجتماعيـة أولويـات الحكومـة المقبلـة بغـض النظـر عـن الحـزب الفائـز بالأكثريـة، والـذي سـيقوم بتشـكيل الحكومـة)12(، وتتمثـل أهم القضايـا التـي سـتركز عليهـا الحكومـة الألمانيـة المقبلـة فيمـا يلـي: 1- الهجـرة: تتوافـق الأحـزاب الألمانيـة كافـة علـى تقليـص الهجـرة وضبـط تدفقـات اللاجئيـن عبـر الحـدود الأوروبيـة، وتجفيـف منابـع الهجـرة فـي دول شـمال أفريقيـا، بالإضافـة لدفـع تركيـا لاسـتضافة المزيـد اللاجئيـن، ومنعهـم مـن الوصـول للاتحـاد الأوروبـي. 2- الأمـن: تركـز الأحـزاب الألمانيـة كافـة علـى ضـرورة التصـدي للتهديـدات الأمنيـة، خاصـة الإرهاب والتطرف العنيـف، والتوجهات العدوانيـة لليميـن المتطـرف تجـاه الأجانـب والمسـلمين، بالإضافـة لتزايــد معــدلات الجريمــة نتيجــة فقــدان الســيطرة علــى مناطــق تمركـز اللاجئيـن. 3- الإصــلاح الاقتصــادي: علــى الرغــم مــن اختــلاف التوجهــات الاقتصاديـة للأحـزاب الألمانيـة، فإنهـا تركـز على ضـرورة مواجهة مشـكلات البطالـة، وتحقيـق التـوازن الاجتماعي، وتحفيز الاسـتثمار وتعزيـز التجـارة الخارجيـة، وإصـلاح النظـام الضريبـي)13.) 4- تعزيــز الاتحــاد الأوروبــي: تتفــق أغلــب الأحــزاب الألمانيــة باســتثناء حــزب البديــل مــن أجــل ألمانيــا علــى ضــرورة تعزيــز تماسـك الاتحـاد الأوروبـي، إلا أن السياسـات التـي أعلنتهـا الأحزاب لتحقيـق ذلـك غيـر متطابقـة، حيـث تركـز ميـركل علـى الاسـتمرار فـي سياسـات التقشـف الاقتصـادي، ممـا يهـدد دولاً أخـرى بالخروج مـن الاتحـاد الأوروبـي، مثـل اليونـان، ويؤيدهـا فـي ذلـك الحـزب الديمقراطــي الحــر، بينمــا تفضــل أحــزاب جبهــة اليســار وحــزب الخضـر تخفيـف سياسـات التقشـف والحفـاظ علـى وحـدة وتماسـك الاتحـاد الأوروبـي)14 .)
وإجمـالاً، مـن المرجـح أن تؤثـر نتائـج الانتخابـات الألمانية على مسـتقبل الاتحـاد الأوروبـي، خاصـة فـي ظـل تأثـر الاتحـاد بخـروج بريطانيــا مــن منطقــة اليــورو، وتمكــن ألمانيــا مــن الانفــراد بقيــادة الاتحـاد خـلال المرحلـة الانتقاليـة وفـرض سياسـات تقشـف وضبـط للنفقـات علـى اقتصـاد اليـورو، وهـو مـا يؤثـر سـلباً علـى عـدد كبير مـن الـدول الأعضـاء، وقـد يدفعهـا ذلـك فـي مرحلـة لاحقـة للتمـرد علـى القيـادة الألمانيـة فـي حال تشـديد هـذه الإجـراءات، وعـدم اتجاه الحكومــة الألمانيــة المقبلــة لمســاعدة اقتصــادات الــدول الأوروبيــة المتعثرة.