Trending Events

المعضلة الإيرانية:

هل تستمر طهران في تهديد الأمن الإقليمي بالشرق الأوسط؟ مها اسماعيل محمد

-

تمثل منطقة الشرق الأوسط محوراً رئيسياً للتفاعات الدولية، بسبب تعدد الأزمات والأحداث التي تشهدها هذه المنطقة، بداية من المفاوضات الدائمة والدائرة حول البرنامج النووي الإيراني، مروراً بتنظيم "داعش"، ونهاية بأحدث المستجدات على الساحة الشرق أوسطية، وهي الحرب ضد الحوثيين في اليمن بقيادة سعودية، وهو ما جعل مراكز الفكر والدراسات تهتم بهذه المنطقة خال شهري فبراير ومارس. والتالي هو عرض لأبرز التحليات التي وردت خال هذه الفترة.

اأولاً: ق�سايا اأ�سا�سية في المفاو�سات الاإيرانية

شغلت المفاوضات بين إيران ودول )1+5( )بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، روسيا، الصين، فرنسا( بالإضافة إلى ألمانيا حول مسار البرنامج النووي الإيراني، اهتمام المؤسسات الفكرية ومراكز البحث الدولية. وتطرقت التحليات إلى عدد من القضايا، منها الفنية الخاصة بطبيعة الاتفاق النووي، والتي تشمل تحديد معايير للتحقق من التزام الطرف الإيراني بالاتفاق، ومنها ما هو متعلق بالعوامل الدولية والإقليمية التي تشكل محدداً رئيسياً لإبرام الاتفاق. وفي هذا السياق أشار آنتوني كوردسمان) في مقال له نشر في مركز الدراسات الاستراتيج­ية والدولية، إلى أن المفاوضات لن تؤدي بالضرورة إلى أي شكل من أشكال الانفراج الكبير في العاقات مع إيران، أو في عاقات إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، كما أنه من المتوقع استمرار توتر العاقات مع جيرانها في المنطقة العربية.

وقدم كوردسمان عدداً من القضايا الاستراتيج­ية التي من المهم أخذها بعين الاعتبار في التعامل مع الاتفاق وهي: 1- العمل على حفظ مستوى الاستقرار الحالي في المنطقة العربية من خال السيطرة على التسلح، وتحجيم الطموح النووي الإيراني الذي يحمل إمكانية التهديد الإقليمي، خاصة في ظل سعي النظام الإيراني إلى تعظيم قدراته العسكرية التي يرى أنها دفاعية، في حين يرى البعض الآخر أنها هجومية، فإيران تسعى إلى رفع العقوبات الاقتصادية، والتحرر من عزلتها الإقليمية والحصول على المزيد من الحريات من أجل تحقيق الاستقرار الداخلي، ومتابعة طموحاته الأيديولوج­ية والإقليمية والحفاظ على نفوذه في المنطقة. 2- القلق من القضايا المعلقة والتي رفعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتتعلق بإمكانية تطوير نشاط تسلح، ومدى جدية التزام إيران بالاتفاق المزمع عقده، وذكر التفاصيل الخاصة بحق التفتيش لوكالة الطاقة الذرية، وحق التفتيش السريع والمفاجئ لأي معدات يتم الاشتباه فيها، بالإضافة إلى حق تفتيش نشاطات البحث والتطوير. هذا لا يعني أن تتقبل إيران كل تلك المعايير، ولكن عليها أن تسمح بقدر تفتيش مناسب خاصة في حالة ثبوت انتهاكات تتعلق بإمكانية الحصول على ساح النووي. وفي هذا الصدد يجب على الدول الخمس الدائمة في مجلس الأمن + ألمانيا تخصيص موارد للنظم الاستخبارا­تية وتحليل المعلومات لدعم وكالة الطاقة الذرية في مهمتها. 3- الحاجة لمزيد من الشفافية في دعم التقديرات الاستخباري­ة، حيث من الضروري تعظيم مجالات التعاون الاستخبارا­تي للوصول إلى تقديرات دقيقة حول أنشطة إيران النووية. وتشير التحليات إلى أن الولايات المتحدة لا يوجد لديها تقديرات دقيقة حول قدرة ايران على تصنيع الساح النووي، وعلى تصميم وإنتاج معدات تخصيب صغيرة وخفية، من خال أجهزة طرد مركزي أكثر تقدماً، وهذا يؤثر على الفترة الزمنية لاتفاق وحدود التخصيب ونشاط البحث والتطوير الخاص بالتخصيب، ومن ثم كانت الحاجة ملحة لتوفير بيانات فنية واستخبارات­ية إضافية لدعم الشكل النهائي لاتفاق. 4- إن إيران لا تستطيع الفوز في سباق التسلح النووي مع إسرائيل، فإسرائيل قادرة على تحمل الضربة الايرانية

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates