Trending Events

حرب المعلومات: الحرب والسلام في عصر المعلومات

-

بيل جيرتز ‪iwar: war and peace in the informatio­n age‬ ‪By: Bill Gertz, Threshold Editions, 292 pp., $14.44, 1501154966‬ عرض: منى مصطفى محمد، باحث في مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة "إن الولايات المتحدة تواجه حرباً سرية الآن للحفاظ على أمنها المعلوماتي" من هذه الجملة ينطلق الكتاب المعنون "حرب المعلومات: الحرب والسلام في عصر المعلومات"، ويناقش الكتاب "الحرب المعلوماتي­ة"، والتي قد يقوم بشنها دول أو فاعلون من غير الدول بغية الحصول على المعلومات لتوظيفها والتأثير في وعي المتلقي، وقد قام بتأليف هذا الكتاب "بيل جيرتز" أحد أشهر الصحفيين الأمريكيين.

�أولاً: �لحروب �لمعلوماتية �لافتر��سية

لم تعد الحرب في العصر الحالي قائمة على المفهوم التقليدي للحروب الذي يعني المواجهة بين الجيوش، حيث تحولت لما يعرف ب"الحروب المعلوماتي­ة"، والتي قسمها الكتاب إلى نوعين: حروب سيبرانية تقوم على الهجمات الإلكتروني­ة للحصول على المعلومات الحساسة، ويتمثل النوع الثاني في الحروب التي تقوم على تزييف المعلومات، واستخدامها في شن حرب نفسية، والتضليل من خلال بث أخبار كاذبة أو مشوهة، وعادة ما تدار هذه الحرب في الفضاء الإلكتروني، لاسيما على مواقع التواصل الاجتماعي.

يتضح مما سبق في الحرب السورية التي جمعت بين نمط الحرب التقليدي الذي يقوم على المواجهات المسلحة، والحرب المعلوماتي­ة، حيث قامت التنظيمات الإرهابية بتوظيف المعلومات لبث الرعب وصناعة الصورة، بالإضافة إلى البحث عن المعلومات لمعرفة طرق صناعة المتفجرات، وأساليب وتكتيكات الحروب المختلفة.

ويرتبط هذا بتزايد أعداد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، والتي وصلت إلى ما يزيد على 15 موقعاً تضم ما يصل إلى حوالي 2,5 مليار زائر، وسهولة استخدامها، وانتشارها في العديد من دول العالم بالإضافة إلى إمكانية إرفاق صورة أو فيديو مصاحب للرواية التي يتم نشرها مما يعزز من مصداقية هذه الروايات ويساعد في انتشارها، وقد أطلق بعض المتخصصين على هذا الأمر "تسليح مواقع التواصل الاجتماعي".

ثانياً : �أمن �لمعلومات �لاأمريكية

يرى الكتاب أن الولايات المتحدة من أكثر الدول التي تتعرض لاختراقات يومية تهدد أمن معلوماتها، لاسيما في فترة الرئيس أوباما، والذي لم تكترث إدارته كثيراً للحفاظ على سرية المعلومات، ويستدل على ذلك بواقعة إيميلات "هيلاري كلينتون"، حيث ظلت ترسل من خلال بريدها الإلكتروني الشخصي معلومات تصنف تحت بند "سري للغاية" وذلك طيلة مدة عملها كوزيرة للخارجية.

ثالثاً : �سعود �لاختر�قات �لاإلكتروني­ة

في إطار تركيز الكتاب على حالة الولايات المتحدة بشكل خاص يتناول تهديدات الاختراق الإلكتروني من قبل بعض الدول للمؤسسات الحكومية الأمريكية، والشركات الأمريكية الكبرى، كما امتدت هذه المحاولات للاختراق للفاعلين من غير الدول أيضاً، وفي هذا الإطار تمت الإشارة إلى عدة حالات قامت فيها دول أو تنظيمات إرهابية بتهديد أمن الولايات المتحدة المعلوماتي، وهو ما يمكن الإشارة إليه فيما يلي: 1- كوريا الشمالية: على خلفية إعلان شركة "سوني" عن فيلم "المقابلة" ‪The interview(‬ ،) قام بعض الهاكرز من كوريا الشمالية بدعم من الحكومة الكورية باختراق موقع الشركة، ومن خلال عملية الاختراق تم الحصول على العديد من المعلومات الخاصة ببطاقات العملاء، والمراسلات السرية حول بعض المشروعات التي تعتزم سوني المشاركة فيها، وتم تسريب غالبية هذه المعلومات. 2- الصين: أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية في مايو 2016 أن الصين قد طورت أداة مكنتها من اختراق أداة البحث جوجل والتحكم في ترتيب النتائج التي تظهر عليه، وهو ما يعرف تقنياً بتطوير محرك البحث ‪search engine(‬ optimizati­on) ويعني هذا قدرة الصين على تشكيل وعي مستخدم الإنترنت. 3- روسيا: تم اتهام روسيا باختراق إيميلات للحزب الديمقراطي وتسريبها لموقع "ويكيليكس" وموقع DCLeaks.( com) وذلك للتأثير في نتيجة الانتخابات، وتعد هذه المرة الثانية التي تتهم فيها الولايات المتحدة دولة أجنبية باختراقها إلكترونياً بشكل صريح بعد حادثة كوريا الشمالية، ويشير الكتاب أن هذا لا يعد نهجاً جديداً بالنسبة لروسيا، فقد سبق أن قامت بتوظيف المعلومات للتأثير على المواطنين في العديد من دول أوروبا الشرقية.

ختاماً، أشار الكتاب إلى أن الحروب المعلوماتي­ة ضد الولايات المتحدة الأمريكية من المتوقع أن تشهد تزايداً مستمراً، خاصةً أن حماية أمن المعلومات لم تكن على رأس أولويات الرئيس "أوباما"، ولا يبدو أن ترامب على دراية كافية بهذا الأمر، وذلك بحسب الكتاب، ويقترح ضرورة إنشاء وكالة مختصة بهذا الأمر، بالإضافة إلى تفعيل دور الدبلوماسي­ة العامة لمواجهة المعلومات المضللة التي يتم نشرها لتشويه صورة الولايات المتحدة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates