Trending Events

علاقات برجماتية:

تراجع العامل الطائفي في تفاعلات الشرق الأوسط

- سينيزيا بيانكو

شهدت المنطقة العربية السنوات القليلة الماضية صراع" على النفوذ ا,قليمي، برز بصورة واضحة أعقاب الحرب ا,سرائيلية على لبنان عام 2006، و حين أن بعض المحللين اعت;وه صراع" مذهبي" وطائفي"، فإن البعض اAخر رفض هذا التفسD، مؤكدF أن جوهر الصراع يقوم على رفض عدد من الدول العربية السياسات ا,يرانية التوسعية المنطقة.

تُعد من السمات الأساسية للنظام الإقليمي العربي منذ نشأته في عام 1945، الصراع بين دوله على الزعامة الإقليمية، غير أنه بدءاً من الحرب الإسرائيلي­ة على لبنان في عام 2006، بدأت العديد من الكتابات المعنية بالشرق الأوسط تنظر إلى الصراع باعتباره صراعاً طائفياً بين السنة والشيعة.

وكان من أبرز الكتابات التي ساندت وجهة النظر هذه أطروحة فالي نصر، عميد كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة، ومستشار وزارة الخارجية الأمريكية في عهد إدارة أوباما الأولى، والتي عبّر عنها من خال كتابه المعنون "الصحوة الشيعة: كيف يؤدي الصراع داخل الإسام إلى تشكيل المستقبل؟".

ويشكك عدد من التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط مؤخراً في هذا الطرح، خاصة مع انفتاح عدد من القوى السياسية الشيعية العراقية على الدول العربية الرئيسية، لاسيما السعودية ومصر، بالإضافة إلى بروز مؤشرات على القبول ببقاء بشار الأسد في الحكم من قبل بعض العواصم العربية، وأخيراً وجود محاولات لتفكيك التحالف ما بين الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبداله صالح.

وتستند هذه المقالة إلى هذه المؤشرات لتؤكد تراجع العامل الطائفي في الصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط، وأن المصالح البرجماتية بين أطرافه هي التي تسود، وذلك من خال رصد هذه التطورات، واستشراف دوافعها، وآفاقها المستقبلية.

اأولً: انفتاح العراق على محيطه العربي

في أعقاب غزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003، والذي أطاح بنظام صدام حسين، تنامى النفوذ الإيراني في الباد سريعاً. وفي عام 2005، نجحت الأحزاب الشيعية الرئيسية في تصدر الانتخابات العراقية، خاصة حزب الدعوة، والمجلس الأعلى الإسامي في العراق، التي لها تاريخ من العاقات الوثيقة مع الجمهورية الإسامية الإيرانية، الأمر الذي ساعد على تنامي النفوذ الإيراني على بغداد) .) ومع صعود "داعش" في سوريا والعراق من عام 2014 إلى عام 2017، وعجز الجيش العراقي بمفرده عن القضاء عليه، تم إشراك الميليشيات الشيعية المدعومة إيرانياً في القتال

ضد التنظيم، وهو ما مثّل رصيداً إضافياً للنفوذ الإيراني هناك.

وقد انعكس النفوذ الإيراني في تقييد السيادة العراقية، وفي شعور القوى السياسية السنية بالتهميش. وعلى الرغم من هذه التطورات السلبية التي تشهدها العراق، تحسنت العاقات بين المملكة العربية السعودية والعراق تدريجياً. فقد أعادت المملكة العربية السعودية فتح سفارتها في بغداد عام 2015 بعد انقطاع دام 25 عاماً، وفي فبراير 2017، قام وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بأول زيارة رسمية لبغداد منذ عام 1990.

وتعتزم الدولتان أيضاً فتح معبر عرعر الحدودي أمام حركة التجارة للمرة الأولى منذ إغاقه عام 1990 نتيجة قطع العاقات بين الدولتين عقب غزو صدام حسين للكويت، وهبطت أول طائرة تجارية سعودية في بغداد في أكتوبر عام 2017، وذلك للمرة الأولى منذ 27 عاماً.

وقد حرصت بغداد على التواصل كذلك مع المملكة العربية السعودية. وفي هذا الإطار، قام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بزيارة الرياض في أكتوبر 2017 في أول اجتماع ل "مجلس التنسيق السعودي – العراقي"، والذي يهدف إلى إقامة حوار رفيع المستوى بين البلدين حول مجموعة من القضايا السياسية والاقتصادي­ة والأمنية والثقافية.

وفي بيان مشترك صدر في ختام الاجتماع الأول، كان جلياً أن الدولتين ركزتا على خطط تحفيز التعاون الاقتصادي، خاصة تعزيز التبادل التجاري من خال تطوير الموانئ والطرق والمناطق الحدودية، ودراسة جدوى إقامة منطقة للتبادل التجاري. كما تم فتح مكاتب للسلطات السعودية في بغداد تُخصص للتركيز على التعاون في مجالات الطاقة والصناعة والزراعة)2.)

وعلى الرغم من أن الاجتماع كان إيجابياً وبناءً، بقيت بعض الخافات السياسية قائمة بين الطرفين، خاصة فيما يتعلق بدور قوات الحشد الشعبي، والمتهمة بارتكاب جرائم ضد المدنيين السنة، خاصة مع إصرار رئيس الوزراء العراقي على دمجها ضمن القوات العراقية)3.)

ولم تقتصر العاقات بين الجانبين على المستوى الرسمي، بل قام الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر في 30 يوليو 2017 بلقاء الأمير محمد بن سلمان في جدة في لقاء استثنائي قبل توجهه إلى أبوظبي)4(، وهي الخطوة التي يتوقع أن تكون مفيدة للطرفين. فعلى الجانب السعودي، فإن الصدر يعد رقماً مهماً في المشهد السياسي العراقي، ويتبنى توجهات مناوئة للنفوذ الإيراني على بغداد، خاصة فيما يتعلق بتوظيف طهران لميليشيات الحشد الشعبي الشيعية لبسط نفوذها هناك)5.)

وينحدر الصدر من عائلة شهيرة من علماء الدين، مقرها في النجف، واستطاع الحصول على إجماع الطبقات الفقيرة في العراق، خاصة مع مهاجمته لفساد السياسيين ومطالبته بضرورة إصاح النظام السياسي القائم على الطائفية في العراق) 6 .)

ومن جهة ثانية، فإن الصدر يستطيع تعبئة الآلاف من المسلحين، نظراً لأنه كان يرأس ميليشيا جيش المهدي سابقاً، غير أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن هذه الميليشيا قد تورطت في القيام بعمليات قتل طائفي بحق العرب السنة في العراق، خال الفترة الممتدة من عام 2004، وحتى عام 2008، وهو ما اعترف به الصدر نفسه، وأرجعه إلى نجاح إيران في اختراق بعض ميليشياته، ولذلك عمد إلى تحويلها إلى منظمة للخدمات الاجتماعية في محاولة منه لإصاح صورتها التي تضررت كثيراً)7.)

وبالنسبة للصدر، فإن زياراته المتعددة إلى الدول العربية، والتي شملت كذلك الإمارات ومصر، تعد جزءاً من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تنويع شركائه الإقليميين، والتأكيد على تبني أجندة وطنية غير طائفية بما يساعده على جذب أصوات العراقيين السنة. وفي ضوء ما سبق، لم يكن من المستغرب بروز توافق في الآراء بين الأمير محمد بن سلمان والصدر على ضرورة احتواء نفوذ قوات الحشد الشعبي الشيعية المدعومة من إيران)8.)

ولا يجب إغفال السياق الإقليمي الذي جاءت فيه هذه الزيارة، والتي تزامنت مع تصاعد التوتر الإقليمي بين عدد من الدول العربية وإيران بسبب سياسات الأخيرة المثيرة للأزمات الإقليمية، وبالتالي فإن زيارة القوى السياسية الشيعية العراقية للرياض تعد بمنزلة رسالة تؤكد عدم ارتباطهم بالسياسات الإيرانية في الإقليم، وعن رفضهم أن يكونوا بمنزلة حلفاء لطهران في هذا الصراع.

ومن ضمن العوامل التي قد تساعد على تطور العاقات العراقية – السعودية مستقباً، على الرغم من التباينات في الروئ والمواقف حول بعض القضايا أن الأولوية الاستراتيج­ية لجميع الأطراف في العراق هي إعادة إعمار المناطق السنية التي دمرتها الحرب، بما في ذلك الموصل وتكريت والرمادي والفلوجة، وهو مسعى قد يتطلب حوالي 100 مليار دولار)9(. ومن المحتمل أن تشارك الرياض في جهود إعادة الإعمار، وهو ما يعد مؤشراً على إصرار سعودي على تعزيز العاقة مع مكونات الشعب العراقي "شيعة وسنة".

وسيظل الهدف الرئيسي للرياض من هذا الانفتاح على القوى الشيعية هو مد جسور التواصل معها من خال التأكيد على الانتماء المشترك للعالم العربي، وربما تسليط الضوء على الممارسات الطائفية الإيرانية باعتبارها تهديداً مشتركاً يقوض التعايش بين أبناء مختلف الطوائف.

وفي المقابل، قام عمار الحكيم، زعيم تيار الحكمة الوطني، بزيارة إلى القاهرة في 18 أبريل 2017، التقى خالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وقد جاءت هذه الزيارة في ضوء تراجع سيطرة "داعش" على مناطق عديدة

في العراق)10(، ولا تخرج أهداف هذه الزيارة عن التأكيد على عودة العراق إلى حاضنته العربية، خاصة أن عمار الحكيم أعلن في يوليو 2017 عن تأسيس تيار الحكمة الوطني، وأعلن خروجه عن "المجلس الأعلى الإسامي العراقي"، وذلك في خطوة لها دلالة رمزية مهمة، تتمثل في أن المجلس تم تأسيسه في عام 1982 في المنفي في طهران، وانضوت تحته حينها جماعات المعارضة الشيعية لنظام صدام حسين. وبالتالي فإن الهدف من الخطوة كان تأكيد استقالية الحكيم عن طهران، خاصة مع تأكيده في أعقاب إنشاء التيار الجديد رغبته في الخروج من الاستقطاب الطائفي والعرقي قبيل الانتخابات البرلمانية القادمة في عام ‪.) 11( 2018‬

ثانياً: احتفاظ اإيران بعلاقات قوية مع حركة حما�س

فعلى الرغم من رفض حماس تأييد حكومة بشار الأسد المدعومة إيرانياً، بل ومساندتها للمعارضة المسلحة ضده، فإن العاقات بين طهران وحماس لم تتأثر، بل وسارع الطرفان إلى التأكيد على متانة هذه العاقات في أكثر من مناسبة، على الرغم من تزايد حدة الاستقطاب الإقليمي) 12 .)

ففي أعقاب توقيع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس برعاية مصرية في القاهرة في 12 أكتوبر 2017، قام وفد من حماس بزيارة إيران في العشرين من الشهر نفسه، لإطاع الأخيرة على تطورات المصالحة مع حركة فتح)13(، والتأكيد على رغبة حماس في استمرار الدعم المالي والعسكري للحركة)14(. كما أن هذه الزيارة تهدف كذلك إلى تنويع حلفاء الحركة الإقليميين، في حين أن إيران ترغب في أن تدرأ عنها البعد الطائفي، وتؤكد على دعمها لمحور المقاومة ضد إسرائيل بغض النظر عما إذا كانت هذه الجماعات تنتمي إلى المذهب السني أو الشيعي، بالإضافة إلى رغبة طهران في امتاك أوراق لتهديد أمن إسرائيل لردعها عن التفكير في مهاجمة إيران عسكرياً، خاصة أنها تعد الداعم العسكري لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس.

ثالثاً: ا�ستيعاب تطورات الو�سع ال�سوري

قام عدد من الدول العربية بدعم جماعات المعارضة المسلحة التي تحارب نظام بشار الأسد المدعوم من روسيا وإيران منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا، خاصة مع اعتماد نظام الأسد على ميليشيات شيعية أجنبية مدعومة من إيران لتعزيز قبضته على الحكم، غير أنه مع التدخل العسكري الروسي المباشر لدعمه، عدلت هذه الدول من سياستها لتبني نهج برجماتي، يقوم على القبول ببقاء نظام الأسد كجزء من مستقبل سوريا.

ففي مقابلة، لا يمكن التأكد من حقيقة المعلومات الواردة فيها، أعلن بشار الأسد، الرئيس السوري، في أكتوبر 2016 أن المملكة العربية السعودية عرضت مساعدة حكومته مقابل قيامه بقطع العاقات مع إيران)15(. ويمكن تصور تجاوب سوريا مع هذا الطرح، نظراً لرغبة الأسد في تعزيز استقاليته في مواجهة إيران، فحتى في حالة انتهاء الصراع القائم في سوريا، فإن نظام الأسد سوف يبقي معتمداً على روسيا وإيران في المدى المنظور، وسوف يكون في حاجة إلى تنويع حلفائه للتخلص من عزلته الحالية، بالإضافة إلى توسيع هامش الحركة المتاحة أمامه في تعامله مع إيران. ولعل ما يضفي مصداقية على هذا التوقع هو استغاله التناقضات التي برزت مؤخراً في الموقفين الروسي والإيراني لصالحه)16.)

ومن جهة ثانية، نقلت صحيفة "إزفستيا" الروسية عن مصادر دبلوماسية أن السلطات السعودية قد "تنظر في منح الأسد دوراً في الحكومة الانتقالية، ولم تعد تثير مسألة رحيل الرئيس الأسد")17.)

وعلى الرغم من أن تغير الموقف السعودي من الصراع السوري قد يكون منطقياً من الناحية الاستراتيج­ية، فإنه من الضروري التأكيد أن كل المؤشرات في هذا الشأن، حتى الآن، لا تتجاوز كونها بيانات غير مؤكدة من مصادر قريبة من نظام الأسد أو أحد حلفائه.

رابعاً: اإ�سعاف تحالفات الحوثي في اليمن

أعلنت القيادة السعودية صراحة تفضيلها إنهاء العمليات العسكرية، حقناً لدماء اليمنيين، غير أنها اشترطت في الوقت ذاته تخلي الحوثيين، حلفاء طهران)18(، عن سيطرتهم العسكرية على العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق، والعودة للمشاركة في العملية السياسية كحزب سياسي.

ومن أهم نقاط قوة الحوثيين الدعم الذي حصلوا عليه من القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبداله صالح )شيعي زيدي(، والذي حكم اليمن على مدار عقدين من الزمان. وقد قبل صالح بمبادرة تقدم بها مجلس التعاون الخليجي آنذاك، تتضمن رحيله عن السلطة، وتسليم السلطة لنائبه عبدربه منصور هادي، وذلك في أعقاب الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت ضده في عام 19( 2011(. وسعى صالح حينها لاستعادة موقعه في السياسة اليمنية عبر الدخول في تحالف برجماتي مع الحوثيين. وفي الأشهر القليلة الماضية، دارت شائعات حول انعقاد اجتماعات بين أعضاء الدائرة المحيطة بصالح وبين مندوبين سعوديين، كما سمحت المملكة العربية السعودية مؤخراً لفريق طبي روسي بالسفر إلى اليمن لإجراء جراحة لإنقاذ حياة الرئيس السابق)20(. ويمكن القول إن أي تفاهمات مع علي عبداله صالح ستمثل فرصة استراتيجية لكسر التحالف بين صالح والحوثيين، وهو ما سيترتب عليه إضعاف الجماعة الموالية لإيران بصورة كبيرة.

خاتمة

توضح المؤشرات السابقة تجاوز الأطراف الإقليمية الرئيسية الانقسام المذهبي، وإقامة عاقات مصلحية برجماتية تهدف إلى تحقيق مكاسب مشتركة، يمكن إيجازها على النحو التالي: 1- توسيع هامش الحركة: ويتضح ذلك بصورة أساسية في رغبة كل من العراق وسوريا على تنويع عاقاتهما الإقليمية، بما يسهم في توسيع هامش الحركة لهما، وتجنب التداعيات المترتبة على السياسة الإيرانية في الإقليم، وهو الأمر الذي قد يسهم على المديين المتوسط والطويل في تبنيهما سياسات مستقلة في الإقليم.

ومن جهة ثانية، فإن هذين البلدين سوف تقع على عاتقهما أعباء القيام بإعادة الإعمار في المرحلة التالية على انتهاء الصراعات، وهو الأمر الذي يجعلهما أشد حرصاً على تعزيز العاقات بالقوى الإقليمية المختلفة.

ويعد هذا التطور مهماً، خاصة أن جميع المؤشرات المتوفرة تدل على أن فرص تهدئة الصراعات الإقليمية، لاتزال محدودة، خاصة مع ضغط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل تحجيم برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية، ووقف سياستها الإقليمية العدائية. 2- تجنب الاتهام بالطائفية: إذ تحرص القوى الشيعية العراقية في الانفتاح على المحيط العربي، والتأكيد على تبنيها أجندة وطنية عراقية غير طائفية، وذلك قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة، خاصة أن قطاعاً من الشيعة العرب، يبدون تحفطاً كبيراً على الدور الإيراني في العراق. 3- إضعاف النفوذ الإيراني: إذ إن تعزيز العاقات مع الدول العربية القريبة من طهران سوف يسهم في إضعاف النفوذ الإيراني، وإذا كانت إيران تمكنت من استغال الفوضى التي شهدتها أكثر من دولة عربية، وسعت لبناء تحالفات مع ميليشيات مسلحة داخلها، على نحو كفل نفوذاً قوياً لها، خاصة في ضوء التحديات الأمنية التي لاتزال هذه الدول تعانيها، فإن حاجة دول الصراعات العربية إلى التركيز على جهود إعادة الأعمار في أعقاب انتهاء هذه الصراعات، يفتح الباب أمام القوى العربية الرئيسة، لاسيما المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر للمشاركة في هذه الجهود، وهو ما يكفل لها في النهاية تحجيم الأدوار الإيرانية السلبية في الإقليم.

وفي الختام، توضح المؤشرات السابقة أن الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط لا يتخذ بعداً طائفياً، وإن سعت بعض القوى مثل إيران لإثارة الورقة الطائفية لمحاولة تحقيق مكاسب إقليمية، أو تبرير تدخلها في بعض الصراعات الإقليمية. ويتوقع أن تستمر العاقات البرجماتية المصلحية، خاصة أن هناك عدداً من العوامل الداعمة لاستمرارها يأتي في مقدمتها المشاركة في جهود إعادة الإعمار في بلدان الصراعات العربية.

‪1- Cinzia Bianco, and Giorgio Cafiero, Will Trump Take Seriously the Arab Gulf States' Concerns about Iran?,‬ ‪Middle East Policy Council,‬ ‪January 2017, accessible at: https://goo.gl/vDz5qu‬ ‪2- The full statement can be read at: Saudi-Iraqi Coordinati­on Council releases statement after first meeting,‬ ‪Al Arabiya,‬ ‪October 22, 2017,‬ https://goo.gl/A89DoR ‪3- Iraq dismisses US call for Iranian-backed militias to ‘go home’, Reuters, October 23,2017, accessible at: https://goo.gl/48bEyB‬ ‪4- Iraqi Shi’ite leader Sadr makes rare visit to Saudi Arabia, Reuters, July 30,2017, accessible at: https://goo.gl/h3115K‬ ‪5- Ali Omidi, Is Iran about to cut Muqtada al-Sadr loose?, ‪Al Monitor,‬ May 31,2016, accessible at: https://goo.gl/k2R7ng‬ ‪6- Alaaldin Ranj, Could Muqtada al-Sadr be the best hope for Iraq and the region?, ‪Brookings Institutio­n,‬ August 21,2017, accessible at:‬ https://goo.gl/7kq4vW ‪7- Anthony H. Cordesman and Jose Ramos, Sadr and the Mahdi Army: Evolution, capabiliti­es, and a new direction,‬ ‪Center for Strategic and‬ ‪Internatio­nal Studies,‬ ‪no. 4,2008, accessible at: https://goo.gl/6BUrtb‬ ‪8- Hamdi Malik, What's behind controvers­ial Iraqi cleric's visit to Saudi Arabia?,‬ ‪Al Monitor,‬ ‪August 11,2017, accessible at: https://goo.gl/‬ jnHKBK ‪9- Ministry of Planning: Iraq needs $100 billion for reconstruc­tion,‬ ‪Iraq’s Economic Center,‬ ‪May 24,2017, accessible at: https://goo.gl/‬ TxDu5K ‪10- Egypt's Sisi meets leader of Iraq's Shia National Alliance Hakim Al-Ammar,‬ ‪Ahram Online,‬ ‪April 18,2017, accessible at: https://goo.‬ gl/1nsdao ‪11- Haytham Mouzahem, Iraq's Hakim moves out of Iran's shadow, ‪Al Monitor,‬ August 24,2017, accessible at: https://goo.gl/n6n7ng‬ ‪12- Adnan Abu Amer, Hamas insists ties with Iran strong, despite regional polarizati­on, ‪Al Monitor,‬ February 9,2017, accessible at: https://‬ goo.gl/Gytdan ‪13- Hamas delegation arrives in Tehran to meet Iranian officials,‬ ‪Asharq Al Awsat,‬ ‪October 21,2017, accessible at: https://goo.gl/gxh7T9‬ ‪14- Douglas A. Livermore, Dismantlin­g Iran’s Illicit Networks,‬ ‪Small Wars Journal,‬ ‪November 8,2017, accessible at: https://goo.gl/o2ZV9j‬ ‪15- Aleppo must be ‘cleaned’, declares Assad, amid outcry over bloody siege,‬ ‪The Guardian,‬ ‪October 14,2016, accessible at: https://goo.‬ gl/hW2m4m ‪16- Eugenio Dacrema, La Siria che verrà, EastWest, September 2017, https://goo.gl/EdHJfA‬ ‪17- Saudi: President Assad can play important role in Syria’s future, ‪Al Masdar News,‬ September 15,2017, accessible at: https://goo.gl/‬ aMk8GV ‪18- Such reasoning emerges for example in Prince Mohammad’s interview with The Economist: Transcript: Interview with Muhammad bin‬ ‪Salman, ‪The Economist,‬ January 6,2016, accessible at: http://www.economist.com/saudi_interview‬ ‪19- Thomas Juneau, Yemen and the Arab Spring: Elite struggles, state collapse and regional security,‬ Orbis, ‪Vol. 57, Issue 3,2013, pp. 408‬ ‪– 423.‬ ‪20- Bruce Riedel, Why did Saudi Arabia save Yemen's ex-president again?,‬ ‪Al Monitor,‬ ‪October 18,2017, accessible at: https://goo.gl/Dj1pF7‬

 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates