Trending Events

جغرافية الأزمات:

انعكاسات التوتر في جنوب آسيا على الشرق الأوسط

- منى مصطفى

تصاعدت حدة تأث ات عدم الاستقرار جنوب آسيا على منطقة الشرق ا وسط ظل تمدد تداعيات الصدامات بين الهند والصين، واحتدام الخلافات حول مسارات المشروعات التنموية العابرة للحدود، والاخ@اق ا?يرا> لدول شرق آسيا، وتصاعد التهديدات ا?رهابية والتوترات الطائفية.

اأولً: تحولت توزان القوى

رصدت المراكز البحثية الغربية عدة تحولات في توازن القوى الإقليمي في جنوب آسيا في ظل سعي الهند لتعزيز دورها كقوة مركزية في الإقليم وسعيها للتصدي للتمدد الصيني في محيطها الجغرافي والتغيرات التي شهدتها السياسة الأمريكية في آسيا، وتمثلت أهم اتجاهات تغير توازنات القوى في جنوب آسيا فيما يلي: 1- سياسة الاحتواء الأمريكية: تسعى الولايات المتحدة لاحتواء التمدد الصيني في آسيا عبر تعزيز تحالفاتها بالقوى الآسيوية المركزية، حيث أصدرت مؤسسة ستراتفور في 15 نوفمبر 2017 تقريراً بعنوان "منطقة الباسيفيك الهندي Indo-Pacific(:) إعادة تعريف الإقليم"، والذي أشار إلى أهمية إحياء ترامب، خال جولته الآسيوية، آلية "حوار الأمن الرباعي"، بعد عقده لاجتماع مع قادة كل من الهند واليابان وأستراليا في مانيا بالفلبين في 12 نوفمبر 1( 2017.) ويرى "هارش بانت" ‪Harsh V.Pant(‬ ) أستاذ الدراسات الدفاعية في "كينجز كوليدج" بلندن في مقال بعنوان "مرحلة جديدة في العاقات الهندية - الأمريكية" أن الولايات المتحدة تسعى لدمج الهند في منظومة الأمن في آسيا لتكوين تحالف متماسك في المحيطين الهادي والهندي لاحتواء التمدد الصيني، ويستدل على ذلك بزيارة وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إلى نيودلهي في سبتمبر 2017، إذ ركزت الزيارة على وضع استراتيجية دفاعية مشتركة بين الدولتين في المحيط الهندي بالإضافة لتعزيز الدور الهندي في أفغانستان، وأعقبت ذلك زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى نيودلهي ريكس تيلرسون)2.)

وفي السياق ذاته أكد زيد حيدر ‪Zaid Haider(‬ ) الخبير غير المقيم بمركز الدراسات الدولية والاستراتي­جية في مقاله في مجلة "الفورين أفيرز" في مايو 2017 ضرورة إحياء "المحور الأمريكي في آسيا" ‪US. Pivot to Asia(‬ ) من خال تعزيز العاقات الاستراتيج­ية مع القوى الآسيوية الصاعدة، مثل الهند، وتطويق "مبادرة الحزام والطريق" الصينية التي ستؤدي لتمدد الهيمنة الصينية في كامل القارة الآسيوية) 3 .) 2- التمدد الإقليمي الهندي: تمكنت الهند عقب فترة من التراجع الاقتصادي من تعزيز دورها التنموي والأمني في جنوب آسيا في إطار سعيها للسيطرة على التفاعات في المحيط الهندي ومواجهة الانتشار العسكري الصيني، بالإضافة للتحالف العسكري الباكستاني - الصيني الذي تعتبره نيودلهى تهديداً مباشراً لمجالها الحيوي. وأشار بينيت كور ‪Bineet Kaur(‬ ) أستاذ العاقات الدولية في جامعة دلهي في دراسة بعنوان "الهند وأفغانستان: تحليل للقضايا الاستراتيج­ية والأمنية" إلى تزايد انخراط نيودلهي

في أفغانستان تنموياً من خال ضخ أكثر من 3 مليارات دولار في مشروعات البنية التحتية في أفغانستان من بينها تشييد مقر جديد للبرلمان الأفغاني وبناء المدارس وإصاح الطرق بالإضافة لتمويل بناء "سد سلمى" في إقليم هيرات الأفغاني، مما أدى لتعزيز التقارب بين الهند وأفغانستان في مواجهة السياسات الإقليمية الضاغطة لباكستان وتهديدات إسام آباد بترحيل آلاف الاجئين الأفغان)4.)

ورصد تقرير "المسح الاستراتيج­ي" الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيج­ية بلندن في سبتمبر 2017 قيام الهند بتمويل 17 مشروعاً للبنية التحتية في بنجاديش بقيمة 4.5 مليار دولار من بينها تطوير مواني شيتاجونج ومونجا وبايارا، كما وقعت نيودلهي ودكا 13 اتفاقية لمشروعات بقيمة 9 مليارات دولار غالبيتها في قطاع الطاقة، وأعربت الهند عن اتجاهها لاستثمار حوالي 2 مليار دولار في سيريانكا لتطوير قطاعات تكرير النفط وتسييل الغاز)5.)

وعلى المستوى العسكري، عززت الهند تعاونها العسكري مع دول الجوار، حيث رصد "ساتو ليماي" الخبير بمركز التحليات البحرية بواشنطن قيام الهند في عام 2017 بإجراء مناورات جوية مع فيتنام، كما أطلقت مشروعاً للمراقبة والرصد بالتعاون مع سيشل، فضاً عن تطبيق مبادرة الأمن البحري الثاثية مع سيريانكا والمالديف التي تتضمن تبادلاً للمعلومات الاستخبارا­تية ومناورات عسكرية مشتركة)6.) وفي السياق ذاته كشف المحلل السياسي الهندي "آنكيت باندا" أن الهند قد أجرت أضخم مناورات عسكرية منذ عام 1992 وهي مناورات "مالابار 2017"، التي جرت في يوليو 2017 بمشاركة كل من الهند واليابان والولايات المتحدة الأمريكية للتدريب على مواجهة التهديدات المشتركة للأمن البحري)7.) 3- توسع المشروعات الصينية: رصدت دراسة أصدرها "المعهد الفرنسي للشؤون الاستراتيج­ية والدولية" في باريس توسع الصين في تنفيذ مشروعات للبنية التحتية في منطقة جنوب آسيا على امتدادها، ففي إطار "المحور الاقتصادي الصيني - الباكستاني" CPEC() بدأت الصين في تنفيذ مشروعات تنموية في باكستان، وبنجاديش وسيريانكا، بالإضافة لمشروعات البنية التحتية، مثل تطوير المطارات الوطنية وإعادة تأهيل الطرق، وهو ذات النهج الذي اتبعته في جزر المالديف.

وتقوم الصين بتشييد طريق بري عبر باكستان لربط الصين بالمحيط الهندي ولا تقتصر أهمية الطريق البري الجديد على الوصول السريع للمحيط الهندي ومواجهة التحالف الهندي - الأمريكي، وإنما تشمل أيضاً وصل منطقة شين جيانج الصينية التي تتمتع بالحكم الذاتي إلى ميناء "جوادار" الباكستاني)8.)

وسيسمح تأسيس هذا الطريق للصين بتصدير منتجاتها للشرق الأوسط وأفريقيا وتأمين طريق بديل لواردات النفط بدلاً من مضيق ملقا الذي تتحكم الولايات المتحدة بالماحة به ويمكنها إغاقه في حالة توتر العاقات مع الصين)9.)

ويفسر، "رافيندرا دايشابيريا" المحاضر بكلية لندن لاقتصاد التغلغل الصيني في جنوب آسيا باتباع بكين استراتيجية "سلسلة اللآلئ" من خال بناء تحالفات مع دول جنوب آسيا لتطويق الهند عبر مشروعات تطوير الموانئ البحرية في الإقليم)10(، حيث تقوم الصين بتطوير ميناء "جوادار" في باكستان، وفي أغسطس 2017 حصلت الشركة القابضة للموانئ التجارية الصينية المحدودة، وهي ذراع متفرعة عن الحكومة الصينية، على 70% من أسهم ميناء "هامبانتوتا" في سيريانكا مقابل 1.12 مليار دولار لمدة 99 عاماً، لتستحوذ الصين على عمليات إدارة وتطوير وتنمية الميناء)11.)

ثانياً: تهديدات الأمن الإقليمي

يواجه إقليم جنوب آسيا عدة تهديدات تمتد تأثيراتها إلى منطقة الشرق الأوسط، خاصةً الصدامات الحدودية بين الصين والهند وعدم الاستقرار الداخلي، بالإضافة إلى تزايد حدة التهديدات الإرهابية، وتتمثل أهم هذه التهديدات فيما يلي: 1- تزايد التوترات الهندية – الصينية: رصد تقرير لمؤسسة ستراتفور في أكتوبر 2017 مؤشرات متعددة للتصعيد بين الهند والصين، حيث تفجرت الصدامات الحدودية بين القوات التابعة للدولتين خال شهري يونيو ويوليو 2017، وشهدت منطقة هضبة دوكام والمنطقة الجبلية على الحدود بين الهند والصين وبوتان صداماً ومناوشات عسكرية عقب قيام عمال صينيين بشق طريق في المنطقة الحدودية المتنازع عليها)12.)

ولا ينفصل ذلك عن إعان الهند في مايو 2017 تجميد مشاركتها في منتدى "الحزام والطريق" في الهند بسبب مشروعات ضمن "المحور الاقتصادي الصيني - الباكستاني" CPEC() في منطقة "جيلجيت - بالتيستان" التي تعتبرها الهند ضمن إقليم جامو وكشمير المتنازع عليه مع باكستان. وأكد "هارش بانت" و"ريتيكا باسي" في دراستهما المعنونة "الرد الهندي على مبادرة الحزام والطريق الصينية" المنشورة في دورية سياسة آسيا في يوليو 2017، أن نيودلهي تعتبر مشروعات طريق الحرير في محيطها الإقليمي والانتشار العسكري الصيني بالقرب من المحيط الهندي تطويقاً صينياً للهند برياً وبحرياً، وهو ما دفعها للخروج من سياسة الانكفاء على الذات والتركيز على الصراعات الحدودية مع باكستان إلى التمدد الإقليمي لالتفاف حول ما تعتبره حصاراً صينياً لحدودها) 13 .) 2- تصاعد عدم الاستقرار الداخلي: تواجه منطقة جنوب آسيا حالة عدم استقرار ممتدة، إذ تواجه بعض دول الإقليم مشكات داخلية مزمنة فضاً عن تهديدات تردي الأوضاع الأمنية بدول الجوار، حيث ركز "بروس ريدل" الخبير بمؤسسة بروكنجز على حالة عدم الاستقرار السياسي في باكستان بعد حكم المحكمة العليا في إسام أباد في يوليو 2017 بعدم أهلية رئيس الوزراء السابق نواز شريف لاستمرار في

منصبه بسبب اتهامات الفساد، وأدى ذلك لتفجر اضطرابات سياسية واسعة النطاق في ظل امتداد اتهامات الفساد لعدد كبير من أعضاء النخبة السياسية والعسكرية الباكستاني­ة)14.) ولا تزال الحكومة الأفغانية لا تسيطر على قطاعات واسعة من أقاليمها في ظل استمرار سيطرة حركة طالبان على أقاليم واسعة وتصاعد عملياتها الإرهابية التي زادت من استهدافها للقوات الأمريكية، مثل العملية الإرهابية التي استهدفت محيط قاعدة باجرام الجوية الأمريكية والقواعد العسكرية الأفغانية والمنشآت الحكومية، كما تجددت الاشتباكات الدامية في منطقة ننانجهار بين طالبان والفصائل التابعة لتنظيم "داعش"، وهو ما دفع الولايات المتحدة لبحث نشر 3000 جندي إلى أفغانستان لدعم القوات الأفغانية)15.) ويرتبط ذلك بما أشار إليه الخبير الهندي "منيرزمان" في مقاله بدورية "جنوب آسيا" في سبتمبر 2017 حول مواجهة دول جنوب آسيا تهديدات متصاعدة نتيجة الاحتقان الطائفي والديني، حيث تسببت التوترات الطائفية في بورما في نزوح مئات الآلاف من الروهينجا إلى دول الإقليم، خاصة بنجاديش وباكستان بعد عمليات انتقامية من الجيش في بورما رداً على عمليات جيش انقاذ الروهينجا ضد مواقع للشرطة والجيش في أغسطس 16( 2017.) 3- تصاعد التهديدات الإرهابية: تواجه دول جنوب آسيا تهديدات متزايدة من جانب التنظيمات الإرهابية، حيث تمكنت هذه التنظيمات على مدار العامين الماضيين من إعادة ترتيب صفوفها وتأسيس حواضن آمنة بعيدة عن سيطرة القوات الأمنية، مما مكنها من تنفيذ عمليات إرهابية متتالية. وشهدت أفغانستان تصاعداً في وتيرة الهجمات الإرهابية في أكتوبر 2017، والتي كان أبرزها استهداف "داعش" لمسجدين للشيعة في العاصمة كابول، وإقليم "جور"، كما تمت مهاجمة قاعدة شاشمو العسكرية الأفغانية من جانب طالبان في إقليم مايواند غرب قندهار، مما أدى لمقتل 50 جندياً أفغانياً. وقامت طالبان خال الهجوم بتفخيخ مدرعة عسكرية من طراز "همفي" عند مدخل القاعدة العسكرية، وهو ما تسبب في تزايد الخسائر البشرية في الهجوم، كما حاصر مسلحون مقرّاً للشرطة في ولاية غزنة جنوب شرق الباد، في ثاني هجوم على الموقع ذاته خال أكتوبر 2017، ولا ينفصل ذلك عن الاشتباكات العسكرية بين طالبان و"داعش" في إقليم ناننجهار شرق أفغانستان، والتي امتدت للمنطقة الموازية للحدود الأفغانية - الباكستاني­ة)17.) ولقد حذر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيج­ية بلندن في تقريره الصادر في سبتمبر 2017 من إعان تنظيم القاعدة تشكيل جماعة "أنصار غزوة الهند" في الشطر الهندي من إقليم كشمير بقيادة "زاكر موسي" القائد الميداني السابق لحزب المجاهدين بعد الانشقاقات في صفوف الجماعات الانفصالية في كشمير التي تمسكت بالحرب من أجل التحرر من الهند وليس تأسيس "خافة دينية"، وهو ما دفع زاكر موسي وعدداً من أعضائها لانشقاق وتكوين المجموعة الجديدة التابعة للقاعدة)18.)

ثالثاً: التاأثيرات على ال�سرق الأو�سط

امتدت تأثيرات حالة الاضطراب في جنوب آسيا إلى منطقة الشرق الأوسط التي باتت محاطة بحزام من التهديدات والمخاطر في إطار "جغرافيا الأزمات" وتمدد بؤر الاضطراب عبر المناطق المتجاورة، وتتمثل أهم التأثيرات فيما يلي: 1- التنافس الآسيوي على الطاقة: تصاعدت حدة التنافس الهندي - الصيني على تأمين احتياجاتهم من الطاقة من منطقة الشرق الأوسط بأقل تكلفة، وهو ما دفعهما لتعزيز وجودهم في منطقة الشرق الأوسط، وقامت الصين بتعزيز الشراكة الاقتصادية والعسكرية مع إيران وباكستان في إطار طريق الحرير، أما الهند فاتجهت لتعزيز عاقاتها العسكرية والاقتصادي­ة مع إسرائيل، وهو ما يؤدي لاختال توازن القوى الإقليمي وفق رؤية "نكرام سنج مهيتا" الباحث الهندي في بروكنجز في مقاله المنشور في نوفمبر 19( 2017.)

وعلى مستوى آخر رصدت دورية "موجز السياسة الدولية" الهندية في عدد سبتمبر 2017 تطور عاقات الهند مع إيران، حيث تولت الهند عمليات تطوير ميناء "جبهار" في إيران بهدف منافسة ميناء "جوادار" في باكستان، وتستثمر شركة "أو إن جي سي" ONGC() الهندية في حقل "فارزاد" للغاز في الهند الذي يحتوي على 12.5 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، بالإضافة لتزايد الواردات الهندية من النفط الإيراني عقب رفع العقوبات الأمريكية عنها.

واقترحت الهند أيضاً إنشاء مشروع "محور النقل عبر الشمال - الجنوب" والذي يقوم على تطوير شبكة من الطرق البرية والبحرية بين موانئ الهند الغربية وميناء "بندر عباس" الإيراني مقابل بحر قزوين ثم يصل إلى ميناء أستراخان الروسي لتوصيل البضائع إلى آسيا الوسطى وأوروبا، ويعد المشروع الهندي منافساً لمشروع "الحزام والطريق الذي أعلنته الصين")20.) 2- محاكاة التكتيكات الإرهابية: يؤثر تصاعد نشاط التنظيمات الإرهابية في جنوب آسيا على نظرائهم في الشرق الأوسط

من خال "ترابط المحاكاة" ‪Emulative Linkage(‬ ،) حيث تقوم التنظيمات الإرهابية بمحاكاة التكتيكات التي تستخدمها طالبان في أفغانستان لمهاجمة القواعد العسكرية المُحصنة، ويضاف إلى ذلك التأثيرات الفكرية للقاعدة وانتقال الأفكار المتطرفة التي تنشرها القاعدة إلى الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط، وهو ما يرتبط بتدفقات المقاتلين عبر الحدود الفاصلة بين الأقاليم المختلفة. 3- تصاعد الاختراق الإيراني: تمكنت إيران من التوغل في جنوب آسيا خال الفترة الأخيرة، ففي أفغانستان عززت إيران من تحالفها مع حركة طالبان وهو ما كشفته عمليات تهريب الأسلحة التي تم الكشف عنها في إقليم هلمند وتكرار اتهامات المسؤولين الأفغان لإيران بتدريب الحرس الثوري الإيراني مقاتلين لحركة طالبان في معسكرات في محافظة كرمان الإيرانية)21.)

وركز "فيليب سميث" الباحث بمركز واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في تحليل نشر في يونيو 2017 على قيام إيران بتجنيد الاجئين الأفغان الشيعة للقتال في سوريا والعراق، إذ تستضيف إيران ما لا يقل عن 2.5 مليون لاجئ أفغاني، ويمثل الاجئون الأفغان القوام الأساسي للواء "فاطميون" الذي يقاتل في سوريا والعراق في الصفوف الأولى مما يسبب سقوط عدد كبير من الضحايا)22.)

ووجه هربرت ماكماستر مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي اتهامات إلى الحرس الثوري الإيراني بالاتجار بالمخدرات من أفغانستان في أكتوبر 2017، حيث وصف ماكماستر الحرس الثوري الإيراني بأنه "شبكة إجرامية تقوم ببيع البشر والساح والمحروقات بهدف جمع المال" كما يقوم باستغال "الهيروين والأفيون في أفغانستان")23(، ويستغل الحرس الثوري عوائد هذه الأنشطة في تمويل أنشطته العسكرية في بؤر التوترات في الشرق الأوسط وتهديد أمن واستقرار دول الإقليم فضاً عن دعم شبكات تهريب الأسلحة والصواريخ التي يشرف عليها الحرس الثوري.

ختاماً، تؤكد مراجعة إصدارات المراكز البحثية تزايد حدة تأثيرات التهديدات بمنطقة جنوب آسيا على الأقاليم المجاورة وفي صدارتها منطقة الشرق الأوسط، ومن المرجح أن تتأثر منطقة الشرق الأوسط بتصاعد التنافس الصينيالهن­دي وسعي الولايات المتحدة لتطويق التمدد الصيني وتحييد تأثيرات "طريق الحرير الجديد"، فضاً عن حالة عدم الاستقرار وتهديدات التنظيمات الإرهابية والصراعات الحدودية وتدفقات الاجئين المتزايدة والاختراقا­ت الإيرانية لدول جنوب آسيا.

 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates