تأثيرات "التكنولوجيا الإحلالية" في الشرق الأوسط
أبوظبي، 5 أكتوبر 2017
نظم مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، حلقة نقاشية حضرها خبراء وباحثو المركز، عن "التكنولوجيا الإحالية" Disruptive Technology وتداعياتها المختلفة في منطقة الشرق الأوسط، في ظل التحولات التكنولوجية السريعة التي يشهدها العالم.
اأولً: ماهية »التكنولوجيا الإحلالية«
أشار المشاركون في حلقة النقاش إلى أن "التكنولوجيا الإحالية" تنطوي على تغير تكنولوجي كبير مقارنةً بالأدوات والوسائل التي كانت قائمة قبلها؛ إذ إنها تُحدث تغيراً كبيراً في شكل وطريقة تأدية وظيفتها، كما يمكنها أن تحل بشكل كامل محل البدائل التي كانت سائدة، أي أنه قد تختفي صناعات وممارسات بأكملها لتظهر أخرى جديدة، فضاً عن التأثير الكبير لهذه التكنولوجيا على القيمة المضافة.
ومن الأمثلة الرئيسية على "التكنولوجيا الإحالية"، المجالات ذات الصلة بالذكاء الاصطناعي، وإنترنت
الأشياء، والسيارات ذاتية القيادة، والطباعة ثاثية الأبعاد، والروبوتات المتقدمة، وتكنولوجيا النانو.. وغيرها.
ثانياً: اآثار اقت�سادية
أكد المشاركون أن التكنولوجيا الإحالية يمكن أن تساهم في إحداث تحولات إيجابية تعزز مسارات النمو الاقتصادي في الدول، حيث يظهر الأثر الاقتصادي لها من خال "مؤشر إنتاجية العوامل المتعددة" Multifact or Product ivi ty ، والتي يقصد بها حجم السلع والخدمات التي يتم إنتاجها من خال استخدام مزيج معين من عناصر الإنتاج المختلفة، )العمل، رأس المال، الطاقة، والمواد الخام وغيرها(. وقد لُوحظ أن ثمة عاقة طردية بين "مؤشر إنتاجية العوامل المتعددة" من ناحية، ومتوسط دخل الفرد من ناحية أخرى، بمعنى أنه كلما ازداد استخدام "التكنولوجيا الإحالية" في اقتصاد دولة ما، كلما أدى ذلك إلى ارتفاع متوسط دخل الفرد بها، وذلك وفقاً لدراسة أعدتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD على اقتصادات الدول الأعضاء بها، ونشرت في عام 2012. وأيضاً من مزايا التكنولوجيا الإحالية في الجانب الاقتصادي، أنها لا تعاني الآثار السلبية المرتبطة بحجم الإنتاج، أي أنها لا تتعرض لما يُسمى تراجع متوسط الإنتاج في حال تخطي حجم إنتاج الوحدة الاقتصادية المستوى الأمثل، بل إنها تتمتع بميزة القدرة على ضمان استدامة النمو في الإنتاج، ومن ثم دعم النمو الاقتصادي الكلي.
وفي مقابل هذه الإيجابيات، فإن استخدام "التكنولوجيا الإحالية" قد تترتب عليه ظواهر اقتصادية سلبية، مثل ارتفاع معدلات البطالة، في ظل استبدال العمالة بالوسائل التكنولوجية الحديثة. فمثاً، يرى سائقو سيارات الأجرة أن السيارات ذاتية القيادة ستؤدي إلى بقائهم في منازلهم عاطلين عن العمل.
ثالثاً: تداعيات ع�سكرية واأمنية
الذي تطوير تطرقتلعبهالقدراتالحضورإلى الدفاعية "التكنولوجياالدورلجيوشالإحالية"الإيجابي الدول، في ومساعدتها في مواجهة التهديدات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، على اعتبار أن التكنولوجيا المتقدمة ستمكن الدول من الاستفادة من مزاياها في استباق الخصوم، واستهدافهم بمزيد من الدقة، مع التأكيد على أن هذه التكنولوجيا ستؤدي إلى تغيير شكل الحروب مستقباً. من خطراًأن منعلىناحية التكنولوجياأخرى،حذر الإحاليةقد المشاركون تشكل وقوعها في يد الأمنالقومي الجماعاتللدولالإرهابية حال والمتطرفة؛ التي تستطيع تسخير هذه التكنولوجيا في إحداث ضرر للأفراد والدول، وهو ما يعني أن القدرات العسكرية المتطورة لم تعد حكراً فقط على الجيوش النظامية. ومن أبرز الأمثلة على ذلك، "الطائرات بدون طيار" التي أصبحت متاحة تجارياً، ويمكن توظيفها من جانب ميليشيات وتنظيمات مسلحة في عمليات تفجيرية.