Trending Events

توازن التهديد:

تنامي التحالفات الأمنية في الشرق الأوسط

- د. رضوى عمار

على مدار عام 2017، هيمنت على منطقة الشرق الأوسط حالة من الاضطراب نتيجة تصاعد حدة التهديدات الأمنية وتراجع فاعلية إجراءات القوى الدولية لاحتوائها، وهو ما دفع القوى الدولية والإقليمية لصياغة علاقات تقوم على ”توازن التهديد“والتحالفات المصلحية المؤقتة لمواجهة التهديدات المُشركة.

اأولً: ت�ساعد ال�سطرابات ال�سيا�سية

شهدت منطقة الشرق الأوسط خال عام 2017 عدداً من التطورات المهمة في صدارتها مقتل الرئيس اليمني "علي عبدالله صالح" في ديسمبر 2017، وانحسار تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، وقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من مدينة تل أبيب إلى مدينة القدس في ديسمبر 2017، وتمثلت أهم تقييمات المراكز البحثية لتداعيات هذه التطورات الإقليمية فيما يلي: 1- تغير موازين القوى في اليمن: يُعد مقتل الرئيس السابق "علي عبدالله صالح" نقطة تحول في الصراع اليمني؛ حيث يرى "بيتر ساليسبري" في مقاله "مستقبل اليمن يبدو قاتماً بعد مقتل صالح" والمنشور على موقع تشاتام هاوس في 5 ديسمبر 2017 أنه على الرغم من أن "علي عبداله صالح" كان شخصية خافية، إلا أنه كان أكثر الأشخاص القادرين على التفاوض للوصول إلى تسوية، وقد أدى مقتله إلى تعميق حدة الاستقطاب الداخلي) .)

وأكد "أنتوني كوردسمان" في مقاله "صالح والحرب في اليمن" والمنشور على موقع مركز الدراسات الاستراتيج­ية والدولية في 5 ديسمبر 2017، أن مقتل صالح سيعوق التوصل إلى تسوية للصراع اليمني، خاصة أن الحوثيين قاموا بتعزيز الطائفية في اليمن، ولا يظهرون أي رغبة في التفاوض، ولديهم استعداد لمواصلة القتال بغض النظر عن التكلفة الإنسانية، واستدل كوردسمان على ذلك باستخدام ميليشيات الحوثيين المواطنين اليمنيين كدروع بشرية، وعدم تبنيهم أية خطط لإدارة حكم اليمن وإعادة بناء مؤسسات الدولة اليمنية والتصدي للفقر والبطالة) .)

وعرض "سايمون هندرسون"، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن، ثاث استراتيجيا­ت للسيطرة على الوضع في اليمن وإيقاف الدعم الإيراني للحوثيين وهي: إحداث شرخ بين الحوثيين وإيران من خال محاولة اجتذاب الحوثيين بالدعم المالي، وزيادة الضغط العسكري على الحوثيين في الشمال، ودعم القبائل في الشمال للتصدي لمحاولات الحوثيين للتمدد في اليمن، وذلك في مقاله المعنون "مستقبل اليمن المحفوف بالمخاطر ما بعد صالح" والمنشور على موقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في ديسمبر 2017 .) 2- صعود قضية "القدس": عرض "جورج تزوجوبولوس" عدة آراء متعارضة حول تداعيات قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس المُحتلة عاصمة لإسرائيل في مقاله المنشور في 11 ديسمبر 2017 بعنوان "ما الذي يعنيه قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل"، وتضمن المقال تقييمات سلبية لقرار ترامب باعتباره يقضي على

فرص تقدم المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية، كما قد يسهم في تأجيج الغضب الشعبي في دول الشرق الأوسط تجاه إسرائيل والولايات المتحدة، وسيُنهي المسارات المحتملة للتقارب بين الدول العربية وتل أبيب، وفي المقابل تضمن المقال آراء معارضة ترى أن القرار لا تتجاوز أهميته الدلالات الرمزية، ولا يترتب عليه تغييرات جذرية في القضية الفلسطينية التي تعثرت جولات التفاوض بشأنها منذ فترة ممتدة) .)

ويفسر ريتشارد هاس في مقاله "رؤية ترامب لقضية القدس وتداعياتها" والمنشور في 13 ديسمبر 2017 اختيار إدارة ترامب توقيت الإعان عن هذا القرار بوجود اعتقاد لدى بعض المحيطين بترامب بانشغال الدول العربية بالتهديدات الإيرانية وأن القرار قد يُجبر الطرف الفلسطيني على تقديم تنازلات لصالح إسرائيل ضمن خطة لتسوية الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني التي أعلنت إدارة ترامب صياغتها خال العام الأول من توليها رئاسة الولايات المتحدة، ورأى هاس أن هذا القرار قد أدى لإنهاء فرص التفاوض لتطبيق الخطة وتراجع مصداقية الولايات المتحدة كوسيط في التسوية لصالح أطراف دولية وإقليمية أكثر اتزاناً ومراعاةً لمصالح الطرف الفلسطيني) .) 3- تهديدات ما بعد "داعش": على الرغم من انحسار نفوذ تنظيم "داعش" وفقدانه أغلب المناطق التي يسيطر عليها، فإن مراكز الفكر الغربية مازال لديها تخوف من عدم التمكن من هزيمة التنظيم بشكل كامل، خاصةً مع استمرار هجمات "الذئاب المنفردة" وتهديدات المقاتلين الأجانب العائدين لأوطانهم من العراق وسوريا وخايا "داعش" التي تتمركز في عدد من دول الشرق الأوسط، ويظل السيناريو الأخطر هو احتمال عودة "داعش" لإحياء مركز التنظيم في العراق وسوريا مرة أخرى، وهو ما ذكره كل من "بنيامين باني" و"باتريك جونستون" الباحثان في مؤسسة راند في مقال بعنوان "داعش يستطيع العودة مجدداً" والمنشور على موقع "فورين أفيرز" في 15 ديسمبر 2017 .)

ثانياً: مددات «توازن التهديد»

دفعت التحولات الضاغطة وتصاعد حدة التهديدات في منطقة الشرق الأوسط عام 2017 لقيام الأطراف الإقليمية والدولية بتشكيل تحالفات مرنة وتحييد التعارض في المصالح في بعض القضايا لمواجهة التهديدات المُشتركة وهو ما يتطابق مع تعريف ستيفن والت لتوازن التهديد، وتتمثل المحددات الحاكمة لصياغة التحالفات المؤقتة في تراجع الدور الأمريكي وتصاعد النفوذ الروسي، وعدم وجود استراتيجية واضحة لمواجهة التهديدات واستمرار أزمات الدول القومية في المنطقة، وهو ما يمكن تفصيله فيما يلي: 1- تراجع الدور الأمريكي: ناقش "أنتوني كوردسمان" من خال عدد من مقالاته مامح إخفاق الولايات المتحدة في صياغة استراتيجية فعالة لمنطقة الشرق الأوسط وهو ما تجلى في الاستراتيج­ية الجديدة للأمن القومي الأمريكي) ،) وجاء قرار ترامب الأخير بخصوص القدس ليؤثر سلباً على صورة الولايات المتحدة ومكانتها الإقليمية.

واعتبر كوردسمان في مقاله المنشور على موقع مركز الدراسات الاستراتيج­ية والدولية بعنوان "التأثير الاستراتيج­ي لجعل القدس عاصمة إسرائيل" بتاريخ 7 ديسمبر2017 أن هذا القرار يُعد فرصة للإرهابيين والجماعات المتطرفة لاستقطاب الأفراد واستعادة قدرتهم على التمدد وحشد الموارد، كما سيؤدي القرار إلى تصاعد التهديدات الأمنية التي تواجهها إسرائيل، وإثارة حالة من الغضب الشعبي تجاه الولايات المتحدة وحلفائها وهو ما يهدد المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط) .)

وتمتد تداعيات الافتقاد إلى استراتيجية أمريكية واضحة إلى الأزمة السورية، حيث رأى "جون ألترمان" في مقاله المعنون "الحلفاء والتأثير" والمنشور في موقع مركز الدراسات الاستراتيج­ية والدولية أن الولايات المتحدة لم تستطع الاتفاق على رؤية مشتركة لتسوية هذه الأزمة مع القوى الأوروبية الفاعلة في المنطقة، كما تراجعت فاعلية حلف الناتو في مناطق الصراعات في الشرق الأوسط، على الرغم من أن التعاون المشترك بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية قد أسهم في مواجهة واحتواء العديد من الأزمات الكبرى في مناطق مختلفة من العالم، مثل الأبارتهيد في جنوب أفريقيا.

كما تمكن التحالف العابر للمحيط الأطلسي في فترات تاريخية سابقة في تهيئة السياقات المواتية لسقوط الاتحاد السوفييتي وإعادة بناء أوروبا الشرقية، وإدارة عملية السام بين الدول العربية وإسرائيل عقب تراجع حدة الصراع العربي الإسرائيلي بالإضافة إلى التصدي للغزو العراقي للكويت وإقناع ليبيا بالتخلي عن أسلحة الدمار الشامل بصورة طوعية) .)

ووصف "جوناثان ستيفنسون" محرر دورية "تعليقات استراتيجية" الصادرة عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيج­ية في لندن معضلة الاستراتيج­ية الأمريكية في مقال بعنوان "سياسة واشنطن المتقلبة في الشرق الأوسط" والذي تم نشره بتاريخ 7 ديسمبر 2017.

وأشار ستيفنسون إلى أن الولايات المتحدة ليس لديها دبلوماسيون على مستوى رفيع في دول الشرق الأوسط الرئيسية، فا يوجد سفراء أمريكيون في الأردن، وتركيا، ومصر، وقطر، والسعودية بل يوجد قائم بأعمال السفير الأمريكي فقط، بالإضافة إلى عدم وجود عاقات دبلوماسية رسمية مع إيران، وإغاق الولايات المتحدة سفارتيها في سوريا واليمن، وهو ما أدى في المحصلة النهائية لتراجع فاعلية الدور الأمريكي في الإقليم) .) 2- تصاعد النفوذ الروسي: حدد "أرييل كوهين" في مقال

"روسيا تعود إلى الشرق الأوسط" في مجلة "ناشيونال إنترست" في نوفمبر 2017 عدة محفزات للطموح الروسي في المنطقة، يتمثل أهمها في: اعتبار موسكو أن الشرق الأوسط نقطة انطاق لمواجهة الجهاديين، خاصةً أن الجماعات الإرهابية استطاعت استقطاب ما يقدر بحوالي 2,500 مواطن روسي ليحاربوا في سوريا والعراق، كما انضم المئات من مواطني الجمهوريات السوفيتية السابقة ل"داعش" وتُشكل عودتهم تهديداً لروسيا.

يُعد الإقليم أيضاً ساحة للتنافس الاستراتيج­ي مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما يمثل الشرق الأوسط سوقاً لبيع الأسلحة الروسية وقد استعرضت روسيا خال الصراع في سوريا القدرات الاستثنائي­ة لمنظومات التسلح الروسية وأثبتت تقدم صناعتها العسكرية التي تضاهي وقد تتفوق على نظيرتها الأمريكية، أما الدافع الخامس فيتمثل في سعي روسيا لدعم كافة حلفائها مهما تدهورت الظروف، وهو ما تعكسه عاقتها بالأسد، بينما تتبع واشنطن سياسات انتقائية وتضع شروطاً قبل قيامها بدعم حلفائها) .)

وقد أرسلت روسيا قواتها العسكرية للأراضي السورية في سبتمبر 2015 من أجل هزيمة "داعش" ومنع أي محاولة لتغيير النظام السوري من جانب القوى الخارجية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، واستطاعت تحقيق هدفها بعد أكثر من عامين من التدخل العسكري، حيث صمد نظام الأسد واستطاع الحفاظ على بقائه بالإضافة إلى هزيمة "داعش"، وعلى الرغم من أن الحرب السورية لم تنته بعد لكن التركيز قد تحول إلى مستقبل التسوية السياسية، وهو ما دفع موسكو للسعي لأن تصبح طرفاً في عملية بناء السام في سوريا) .) 3- استمرار أزمات الدول القومية: أثار مفهوم أزمة الدولة القومية جدلاً محتدماً منذ عام 2011 بعد أن تلقت الدول في الشرق الأوسط عدة صدمات متوالية من أبرزها صعود تنظيم "داعش" وإعانه في عام 2014 إقامة دويلة مزعومة لها حدود جغرافية وسلطة حاكمة، كما عمق الاهتمام بهذا المفهوم الأزمات المتعددة التي شهدتها دول الثورات العربية، فعلى سبيل المثال تحولت اليمن لما وصفه بيتر ساليسبري "دولة الفوضى" وذلك في مقاله "اليمن: الفوضى القومية، والنظام المحلي" والمنشور على موقع تشاتام هاوس في 20 ديسمبر 2017 بسبب تفجر الصراعات الأهلية وصعود الميليشيات المُسلحة المدعومة من إيران.

وكشف تقدير موقف نشره موقع ستراتفور في 8 ديسمبر 2017 أن استبعاد الاعتراف بحل الدولتين سيدفع بعض الفلسطينيي­ن إلى السعي لبناء دولة بديلة وقد تقوم بعض الفصائل الفلسطينية بتوظيف القوة لفرض واقع الدولة الجديدة.

ويدعم بعض الفلسطينيي­ن الليبراليي­ن فكرة انضمام الفلسطينيي­ن لدولة واحدة تحكمها إسرائيل مع تمتعهم بالمواطنة الكاملة، لكن لا تلق هذه الفكرة تأييداً من القادة الفلسطينيي­ن الرئيسيين، كما تعارض كافة التيارات والأحزاب الإسرائيلي­ة صيغة "الدولة الواحدة" بسبب اختال التوازن الديمغرافي لصالح الطرف الفلسطيني.

وأشار تقدير ستراتفور إلى أن حل الدولة الواحدة ستكون له انعكاسات سلبية على إسرائيل لأن انضمام مايين من الفلسطينيي­ن لقوائم الناخبين من شأنه أن يهدد الأغلبية اليهودية في الدولة وفي نفس الوقت إذا تم حرمان الفلسطينيي­ن من حق التصويت فإن ذلك يعني القضاء على "نموذج الدولة الديمقراطي­ة" حسب التعبير الذي تبناه التقدير) .)

ويكشف التغير في الفكر العسكري الإسرائيلي وجود إدراك لتراجع تهديدات الدول لأمن إسرائيل في ظل تفجر الصراعات الداخلية والانقساما­ت المجتمعية والأزمات الاقتصادية في عدد كبير من دول الشرق الأوسط، حيث أشار تقرير نشره المعهد الدولي للدراسات الاستراتيج­ية بعنوان "تغير الفكر الدفاعي في إسرائيل" في ديسمبر 2017، إلى أن الاستراتيج­ية العسكرية التي نشرها الجيش الإسرائيلي في عام 2015 تضمنت تأكيداً على انتهاء تهديدات دول الجوار لأمن إسرائيل في مقابل تصاعد تهديدات الفاعلين المُسلحين من غير الدول) .)

قد يتمكن تنظيم "داعش" من تنظيم صفوفه واستعادة قوته في الملاذات الآمنة في المناطق البعيدة عن سيطرة المؤسسات الأمنية والعسكرية في العراق وسوريا، وسيتمكن من استغلال حالة التهميش والاستبعاد التي تواجهها بعض الفصائل السنية في العراق وسوريا بالإضافة إلى استقطاب الساخطين من انحياز السياسات الأمريكية لإسرائيل خاصة بعد قرار ترامب بالاعراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ثالثاً: اإجراءات مواجهة التهديدات

ناقشت المركز البحثية العالمية عدة إجراءات لمواجهة التهديدات المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط والتي تمثلت أهمها في تسوية الصراعات الأهلية وإعادة إعمار المناطق التي تم تدميرها وبناء المؤسسات وتأهيل الجيوش الوطنية والقضاء على الخايا والجماعات الإرهابية في دول الشرق الأوسط.

وأشارت تقييمات المراكز البحثية الغربية إلى أن روسيا تسعى لاستفادة من الفوضى التي تواجهها دول الإقليم، والتحديات التي تواجهها الولايات المتحدة والدول الأوروبية في المنطقة، لانتزاع المبادرة لإعادة تشكيل النظام الإقليمي بصورة منفرده، وقد ذكر "جون درنان" في مقاله "إعان القدس: الولايات المتحدة تتنازل عن مزيد من الأراضي لروسيا في الشرق الأوسط" والمنشور في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيج­ية في 15 ديسمبر 2017 أن قرارات

مثل التي اتخذها ترامب بخصوص مدينة القدس من المحتمل أن تتيح لروسيا المزيد من الفرص لتوسيع نطاق نفوذها وزيادة انخراطها في قضايا الإقليم) .)

ويدعم ذلك خبرة روسيا في التعامل مسبقاً مع الأطراف الداخلية ضمن النظام السوري مثل حكومة الأسد، وجماعات المعارضة، والميليشيا­ت التابعة لتركيا، والميليشيا­ت التابعة لإيران، والأكراد، وفي هذا السياق يشير " ديمتري ترينين" في مقاله "خطة بوتين لسوريا: كيف تريد روسيا إنهاء الحرب؟" والمنشور على موقع "فورين أفيرز" في ديسمبر 2017 إلى أن تردد الأسد في الموافقة على تشارك حقيقي للسلطة في سويا، وتحفظات إيران المتعددة تتطلب من روسيا أن تبذل جهد أكبر من أجل إقناع كافة الأطراف والضغط عليها للحفاظ على مصداقيتها، ومن المتوقع أن تتبع روسيا "المحاصصة الطائفية" في تسوية الصراع الأهلي في سوريا، بحيث يتم تقاسم المناصب بين الطوائف المختلفة بصورة تشبه النظام الذي تتبعه لبنان) .)

ويظل تحدي إعادة الإعمار قائماً بقوة في ظل الافتقاد للموارد والدعم الدولي وتردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية والانقساما­ت الداخلية والصراعات على تقاسم السلطة والموارد، وهو ما دفع بعض المحللين في المراكز البحثية الغربية لترجيح عودة "داعش" في دول الصراعات وهو ما يرجع لعدة أسباب يتمثل أهمها في الفساد السياسي والاستقطاب الطائفي والفراغ الأمني بسبب تعثر برامج إعادة بناء وتأهيل المؤسسات الأمنية والعسكرية في العراق وسوريا) .)

وقد يتمكن تنظيم "داعش" من تنظيم صفوفه واستعادة قوته في الماذات الآمنة في المناطق البعيدة عن سيطرة المؤسسات الأمنية والعسكرية في العراق وسوريا، واستغال حالة التهميش والاستبعاد التي تواجهها بعض الفصائل السنية في العراق وسوريا بالإضافة إلى استقطاب الساخطين من انحياز السياسات الأمريكية لإسرائيل خاصة بعد قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل) .)

ختاماً، يرجح أن يستمر اضطراب الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط نتيجةً لتعثر تسوية الصراعات الداخلية وتردي الأوضاع الاقتصادية والأمنية واستمرار أدوار الفاعلين المُسلحين من غير الدول وتواصل الاستقطاب الطائفي والانقساما­ت المُجتمعية وتصدع مؤسسات عدد كبير من الدول التي لم تعد قادرة على مواجهة التهديدات وتلبية الطلب المتصاعد على الأمن والاستقرار.

 ??  ??
 ??  ?? د. رضوى عمار دكتوراه في العلوم السياسية، جامعة القاهرة
د. رضوى عمار دكتوراه في العلوم السياسية، جامعة القاهرة

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates