تهديدات “الهوامش”:

ماذا يحدث على حدود منطقة الشرق الأوسط؟

أبوظبي، 14 فبراير 2018

استضاف مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، الإعامي المصري أ. عماد الدين أديب، في لقاء عام بعنوان: "ما الذي يحدث في الشرق الأوسط؟"، وطرح خاله رؤية مفادها أن "منطقة الشرق الأوسط تشهد صداماً محتدماً بين المشروع العربي ومشروعات دول "الهوامش" الإقليمية )إيران وتركيا وإسرائيل(، وكثافة للتدخات القوى الدولية ضمن التحولات الهيكلية في جغرافيا الإقليم، ومحاولات رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط".

اأولً: اإعادة هيكلة ال�سرق الو�سط

أشار أ. عماد الدين أديب إلى تصاعد استهداف "دول الهوامش" في الشرق الأوسط )تركيا وإيران وإسرائيل( والقوى الدولية، للمنطقة العربية منذ ما يُسمى "الثورات العربية"، فمشروعات الإصاح الإقليمي التي طرحتها القوى الغربية كانت تنطوي على انتقائية واضحة، وتعمدت استبعاد تركيا وإيران وإسرائيل، والتركيز فقط على الدول العربية على الرغم من تعدد مظاهر الاختال الداخلي في "دول الهوامش"

التي تستحق قدراً كبيراً من الاهتمام من جانب الأطراف الدولية.

فالحكومة التركية تتبع سياسات قمعية على المستوى الداخلي، وقاد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" حمات اعتقال طالت المعارضين، بالإضافة إلى الموظفين وضباط الشرطة والجيش، وإعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة، والهيمنة على القضاء، والسيطرة الكاملة على كافة مفاصل الدولة. وعلى المستوى الإقليمي تنتهج تركيا سياسات عدوانية تقوم على عسكرة العاقات مع دول الجوار والقرصنة البحرية.

وينطبق الأمر ذاته على إسرائيل التي لا تتبع الحد الأدنى من معايير حقوق الإنسان، وتتبنى سياسات تمييزية ضد العرب في الداخل والفلسطينيين، بالإضافة إلى انتشار ممارسات الفساد التي تشمل القيادات السياسية وفي صدارتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو". أما إيران فقد اعتادت vالتمييز ضد الأقليات، وقمع المعارضين، في إطار نظام ولاية الفقيه.