Trending Events

دول الخليج العربية والغرب: المدركات والحقائق..الفرص والمخاطر

-

دانيا قليلات الخطيب ومروة مازياد

‪The Arab Gulf States and the West: Perception­s and Realities – Opportunit­ies and‬ Perils

‪By: Dania Koleilat Khatib, Marwa Maziad (eds.), Routledge,332 pp., $39.9, 2018,‬ ‪ISBN: 9781138585­379‬

عرض: منى مصطفى، رئيس التحرير التنفيذي للموقع العربي، مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أبوظبي "يهيمن الإدراك على عملية صنع السياسة الخارجية"، هذه هي المقولة التي انطلق منها كتاب "دول الخليج العربية والغرب: المدركات والحقائق .. الفرص والمخاطر"، الذي قامت بتحريره كل من دانيا قليلات ومروة مازياد، إذ يركز الكتاب على العوامل الرئيسية التي تؤثر على تشكيل صورة دول الخليج لدى المجتمعات الغربية والاستمرار­ية والتغير في ملامح هذه الصورة وتداعياتها على السياسات الخارجية للدول الغربية تجاه المنطقة.

عملية �سناعة ال�سورة

يشير الكتاب إلى أن تشكيل الإدراك الغربي لدول الخليج العربية تأثر بالتحولات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط على مدار الأعوام القليلة الماضية، خاصة عقب الثورات العربية وتمدد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق ثم انحساره وتفجر الحروب الأهلية في عدد من دول الإقليم، حيث باتت الصور النمطية المسبقة عن الشرق الأوسط تنعكس على قناعات النخب السياسية والرأي العام.

ولا ينفصل ذلك عن تأثيرات الإرهاب على صورة الإسلام في الغرب بصفة عامة؛ وهو ما يشير إليه الكتاب ضمن مراجعة تداعيات إصدار قانون "جستا" في الولايات المتحدة وتوظيف مصطلح "الدول الراعية للإرهاب"، في إطار العلاقة بين واشنطن ودول الشرق الأوسط؛ وهو ما يرتبط بتأثيرات وصول ترامب للسلطة في الولايات المتحدة، والاضطراب في الرؤى والسياسات الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط.

وتعد جماعات الضغط ومراكز التفكير ضمن اللاعبين الرئيسيين في تشكيل المدركات حول منطقة الخليج العربي، فالانقساما­ت والصراعات بين جماعات الضغط ضمن اللوبي العربي في الولايات المتحدة أضعفت قدرتها على تشكيل صورة موحدة للإقليم في دوائر صنع القرار الأمريكية، وفي المقابل فإن المجتمع المعرفي في إسرائيل قد دفع السياسيين لإدراك الأهمية المتزايدة لمنطقة الخليج العربي وانتقال مركز الثقل الإقليمي إليها بعد الثورات العربية.

وفي السياق ذاته، فإن "معضلة الدبلوماسي­ة العامة" والافتقاد لآليات لتنظيم التواصل غير الرسمي قد أثرت على الصورة الذهنية لدى بعض الدول الأوروبية عن الشرق الأوسط نتيجة لهيمنة الإعلام الغربي والأكاديمي­ا الغربية على عملية صناعة الإدراك لدى النخب المؤثرة في عملية صنع القرار في هذه الدول، وأيضاً على توجهات الرأي العام.

بناء النماذج الوطنية

يتطرق الكتاب إلى تأثير النماذج الوطنية التي تسعى لبنائها بعض دول الإقليم على سياسات الدول الغربية، فالتحالف التركي – القطري الساعي للهيمنة والتمدد الإقليمي قد أدى لتشكل صور سلبية عن الدولتين، على الرغم من حملات الدعاية الإعلامية التي تقوم بها قناة الجزيرة ومنصات الإعلام القطري والتركي التقليدية والافتراضي­ة.

ولقد تمكنت دولة الإمارات من توظيف الاستثمارا­ت الخارجية بنجاح لبناء علامة وطنية إيجابية في الدوائر الأوروبية لقيامها على تحقيق المنافع المتبادلة، بالمقارنة بقطر التي تتبع سياسة استثمارية ضاغطة تهدف لتعزيز الربحية والاستحواذ واسع النطاق على المؤسسات؛ وهو ما تعتبره المجتمعات الأوروبية تهديداً للهوية، ما أدى لتصاعد مقاومة ورفض الاستثمارا­ت القطرية في فرنسا.

وعلى مستوى آخر، تسهم منصات الإعلام الوطنية واسعة الانتشار والفعاليات الثقافية العالمية التي تقوم بتنظيمها بعض دول الخليج العربية، مثل مهرجانات السينما والفنون والآداب في تعزيز الصور الإيجابية عن الإقليم لمقاومة الصور النمطية التي تبثها وسائل الإعلام الغربية من دون توقف.

ختاماً، يشير الكتاب إلى الأمن باعتباره محدداً أساسياً للتفاعلات بين دول الخليج العربية والدول الغربية، فالصور الذهنية يتراجع تأثيرها بقوة ضمن علاقات التحالف والشراكة الاستراتيج­ية التي تتأسس على مواجهة تهديدات أمنية مشتركة، مثل تركيز الشراكة الاستراتيج­ية بين بعض دول الإقليم وحلف الناتو على مواجهة التهديدات الإيرانية للأمن الإقليمي وتطويق الوجود العسكري الروسي في الشرق الأوسط والتصدي لتهديدات الملاحة في المحيط الهندي.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates