Trending Events

اتجاهات هجومية متنامية للميليشيات في الشرق الأوسط

د. صدفة محمد محمود اتجاهات هجومية متنامية للميليشيات في الشرق الأوسط

- د. صدفة محمد محمود

شهد الشرق الأوسط خلال الفترة الماضية، تطوراً ملحوظاً في القدرات القتالية للميليشيات المسلحة، وهو ما جاء متزامناً مع اتساع دائرة استهداف تلك الميليشيات، والتي لم تعد مُقتصرة على أهداف عسكرية فقط بل امتدت لتشمل أهدافاً مدنية ذات أهمية استراتيجية كبيرة. وفي الوقت نفسه، اتسع نطاق العمليات الإرهابية التي تشنها تلك الميليشيات، إلى خارج حدود الدول التي تتمركز فيها.

أولت العديد من مراكز التفكير والدوريات الغربية، خلال الفترة الأخيرة، اهتماماً باستعراض أبرز مؤشرات هذه الظاهرة، وكذلك أسباب تعاظم القوة العسكرية وتنامي الاتجاهات الهجومية للميليشيات المسلحة في الإقليم.

اأولً: التجاهات الهجومية للميلي�شيات

اتفقت آراء معظم المحللين الغربيين على تصاعد الاتجاهات الهجومية للميليشيات المسلحة في الإقليم، وتحديداً الحوثيين وحزب الله بالإضافة إلى ميليشيات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، وهو الأمر الذي أدى إلى زيادة قدرة هذه الميليشيات على تحقيق أهدافها بدرجة عالية من الدقة، إلى جانب اتساع دائرة المستهدفين من عملياتها، وكذلك التوسع في نطاق عملياتها الإرهابية، وفي هذا الإطار يمكن الإِشارة إلى أبرز مؤشرات تصاعد الاتجاهات الهجومية للميليشيات في الإقليم فيما يلي: 1- صعود القدرات القتالية: شهدت الفترة الأخيرة، تعاظم القدرات العسكرية لبعض الميليشيات المسلحة، سواء على

مستوى عدد العمليات الإرهابية المنفذة أو ضخامة الأضرار التي تسببت فيها. وفي هذا الإطار، ركزت العديد من التحليلات على قيام الحوثيين في اليمن، بتكثيف هجماتهم عبر الحدود مع السعودية، بواسطة الطائرات من دون طيار وصواريخ كروز قصيرة المدى والصواريخ الباليستية، والتي كان من أهمها الهجمات التي استهدفت منشأتي النفط السعوديتين في بقيق وخريص، في 14 سبتمبر 2019.

وتم الكشف عن الزيادة الكبيرة في عدد الهجمات الإرهابية التي نفذها الحوثيون خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد عقب هجوم بقيق، حيث أعلن المتحدث الرسمي باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد تركي المالكي أن "السعودية قد اُستهدفت ب 232 صاروخاً باليستياً و258 طائرة من دون طيار في شهر سبتمبر وحده".

وفسرت روان شيف" في مقالها المنشور في مجلة "فورين بوليسي" في الثاني من أكتوبر 2019 هذه الزيادة الكبيرة في الهجمات التي شنها الحوثيون مؤخراً بتزايد قدرتهم على تجميع الطائرات من دون طيار والقذائف، خاصة مع كشفهم، عن أسطولهم الأول من الطائرات من دون طيار، القادرة على الطيران حتى 1500 كيلومتروفق­اً لمزاعمهم. ومنذ ذلك الحين، نمت قدراتهم العسكرية وتوسعت لتشمل الصواريخ الباليستية بعيدة المدى وصواريخ كروز(1.) 2- اتساع دائرة الاستهداف: اعتادت ميليشيا الحوثيين الهجوم على القيادات والمنشآت العسكرية اليمنية، غير أن "ماثيو ليفيت" أشار في مقاله المنشور في 4 أغسطس 2019 على "موقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، إلى تعمد

الحوثيين خلال الفترة الأخيرة توسيع دائرة استهدافهم، لتشمل المنشآت والحقول النفطية، وكذلك بعض المناطق الحدودية(2.)

ويضاف إلى ذلك تكرار استهداف المطارات السعودية في نجران وأبها خلال الشهور الماضية، وفي هذا الإطار رأي ضياء محسن في مقاله المنشور في 27 أغسطس 2019، على موقع "المعهد الدولي للدراسات الاستراتيج­ية"، أن هذا الاتجاه الهجومي يؤكد إصرار الحوثيين على تصعيد حدة المواجهة، وذلك على الرغم من أن استهداف المطارات لم يتسبب في أضرار جوهرية تذكر(3.)

وأشار كل من أريان طباطبائي و كولن كلارك، في مقالهما المنشور في مجلة فورين بوليسي بتاريخ 16 أكتوبر 2019، إلى أنه مع انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، صارت طهران أكثر قدرة على تحريك الأسلحة والأفراد بين إيران وجيشها المتنامي من الوكلاء، وبناء قواعد ومستودعات في مناطق مختلفة من الإقليم(4.) 3- نطاق العمليات الإرهابية: لم يعد نطاق العمليات الإرهابية التي تقوم الميليشيات المسلحة بتنفيذها متمركزاً في الدول التي يتركزون فيها، بل قامت تلك الميليشيات بتوسيع النطاق الجغرافي لعملياتها، حيث وردت بعض التقارير عن قيام الميليشيات باستخدام الأراضي العراقية كقاعدة لشن هجمات إرهابية استهدفت بعض المنشآت النفطية السعودية.

ويُفسر بعض المحللين، ومنهم روبرت فورد وراندا سليم في تحليلهما المنشور في مجلة فورين أفيرز في 30 سبتمبر 2019، قيام الميليشيات العراقية بتصعيد عملياتها الإرهابية، برغبتها في إخراج القوات الأمريكية المتبقية إلى خارج البلاد، خاصة مع احتواء خطر "داعش" إلى حد كبير، فيما يؤكد البعض أن تصعيد الميليشيات المدعومة من طهران لعملياتها يأتي كرد فعل على بعض الغارات التي نسبتها طهران إلى إسرائيل، واستهدفت قوات الحشد الشعبي(5.)

ثانياً: دوافع تنامي التجاهات الهجومية

تنوعت التفسيرات التي قدمتها التحليلات الغربية لتزايد وتيرة العمليات التي نفذتها الميليشيات المسلحة وكذلك تصاعد قدراتها القتالية، ففي حين أرجعها البعض إلى التوتر في العلاقات الإيرانية - الأمريكية، فقد فسرها البعض الآخر بالدعم الذي تقدمه بعض القوى الخارجية للميليشيات. وهناك مجموعة ثالثة من التحليلات رأت أن ذلك يعود إلى تزايد قدرة الميليشيات المسلحة على استخدام التقنيات المدنية المتقدمة، خاصة الدرونز، وفي هذا الإطار يمكن استعراض أبرز الأسباب فيما يلي: 1- توتر العلاقات الأمريكية - الإيرانية: كشف "مايكل سينج" في تحليله الخاص بأسباب الهجوم على المنشآت النفطية السعودية، والذي نُشر في أكتوبر 2019، على "موقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، عن أن تصاعد هجمات الميليشيات يرجع إلى رغبة إيران في في رفع أسعار النفط العالمية بما سيدعم وضعها الاقتصادي 6((. وهو نفس الرأي الذي ذهب إليه "سايمون هندرسون" في تحليله حول استهداف

محطتي ضخ النفط لخط الأنابيب "شرق - غرب" في السعودية في مايو الماضي، حيث رأى أن تلك الهجمات، قد تكون ردّ طهران على قيام واشنطن بنشر مجموعة حاملات هجومية وقاذفات من نوع "بي - 52" وقوات أخرى في المنطقة(7.)

فيما رأت "مجموعة الأزمات الدولية" في تقريرها المنشور في 20 سبتمبر 2019 أن إيران لم تعد تخشى من قيام واشنطن باتخاذ مزيد من الخطوات التصعيدية ضدها، كما أنها ترى أن هذه الهجمات وسيلة لمواجهة الضغوط الاقتصادية القوية من جانب واشنطن(8.)

وفي هذا الإطار، قلل كل من أريان طباطبائي وكولن كلارك، من جدوى العقوبات المالية الأمريكية على إيران، حيث اعترفا بأن حملة الضغط القصوى التي تشنها الإدارة الأمريكية الحالية، قد ألحقت بالفعل الضرر باقتصاد إيران، لكنها أخفقت، في تغيير السياسة الخارجية الإيرانية، حيث لم تؤثر العقوبات المالية على التدريب والملاذات الآمنة ونقل الأسلحة والتكنولوج­يا التي توفرها إيران لأذرعها في الإقليم( 9 .) 2- الدعم الخارجي: جاء التطور في القدرات العسكرية للحوثيين، وفقاً لروان شيف، مدعوماً بشكل أساسي من قبل إيران التي وجدت فيهم وسيلة لتوسيع نفوذها في شبه الجزيرة العربية، حيث قامت طهران بتسليح مجموعات شيعية عراقية والحوثيين بأسلحة متطورة، لذلك فليس مستغرباً أن تُشير البقايا التي تم جمعها من آثار هجوم بقيق إلى أسلحة ذات تصميم إيراني(10.)

وجاء رأي ماثيو ليفيت متوافقاً إلى حد كبير مع ما ورد في مقالة آلان ليز، المنشورة على موقع "جلوبال سيكيورتي ريفيو" في 2 أكتوبر 2019، حيث اتفقا على أن إيران في ظل تصاعد حدة التوتر مع الغرب، تمكنت من الاستفادة من شبكة وكلائها المتشددين في شن هجمات نيابة عنها، وأكدا أن استراتيجية إيران الخاصة بتزويد حزب اله والحوثيين بالأسلحة، تمكنها من الدخول في صراعات إقليمية بدرجة عالية من القابلية للإنكار(11.)

وفيما يتعلق بالميليشيا­ت التابعة لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، فقد قدمت لها تركيا دعماً عسكرياً كبيراً، في صورة أسلحة وذخيرة ومقاتلين، وذلك بهدف تعزيز قدرة تلك الميليشيات على التصدي لهجمات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. وقد رأي "إكرام زيادة" في دراسته المنشورة على موقع المركز الفرنسي للبحوث ومكافحة التطرف والإرهاب في 25 أغسطس 2019، أن تركيا تدعم ميليشيات حكومة الوفاق بهدف إيجاد سوق جديدة للأسلحة التركية، وإتاحة الفرصة لاختبار تلك الأسلحة في المعارك الميدانية، وكذلك الحصول على حصة من الثروة النفطية الليبية( 12 .) 3- التوظيف المتزايد للدرونز: كان من بين العوامل التي ساهمت في تنامي الاتجاهات الهجومية للميليشيات المسلحة في إقليم الشرق الأوسط، نجاحها في استخدام الدرونز في

عملياتها الإرهابية، وقد استفاض بيتر بروكس في مقاله المنشور على موقع مجلة "ناشيونال إنترست" في 26 سبتمبر 2019، في شرح قدرات هذا النوع من الطائرات، والتي دفعت الميليشيات المسلحة إلى الاعتماد عليها، وفي مقدمتها صعوبة رصدها من قبل الرادارات، وقدرتها على الطيران على مستويات منخفضة، فضلاً عن إمكانياتها الفنية المتقدمة، وسعرها المنخفض نسبياً(13.)

وكشف ضياء محسن عن وجود هدفين تسعى الميليشيات المسلحة إلى تحقيقهما من استخدام الدرونز، وهما الدعاية، والعقاب، حيث تحاول تلك الميليشيات استعراض قوتها في مواجهة خصومها المتفوقين عسكرياً، كما أنها تجد في الدرونز وسيلة منخفضة التكلفة لشن هجماتها(14.)

ويفسر جاك واتلينج في مقاله المنشور في 17 سبتمبر 2019، الأسباب التي تجعل منطقة الشرق الأوسط معرضة بشكل خاص لهجمات الطائرات من دون طيار، وذلك لأنها تحتوي على الكثير من الأصول الاقتصادية الحيوية، حيث تعتبر هذه المنطقة غنية بالأهداف الاستراتيج­ية المهمة وفي مقدمتها النفط، إضافة إلى كونها أكثر تعرضاً لوقوع نزاعات مسلحة عبر مساحات شاسعة منها(15.)

ثالثاً: التداعيات الإقليمية والدولية

تباينت تحليلات مراكز التفكير الغربية حول التداعيات المختلفة لتنامي الاتجاهات القتالية للميليشيات المسلحة، حيث ركزت بعض التحليلات على التداعيات الداخلية، بينما اهتمت تحليلات أخرى بتداعياتها الإقليمية، وركزت مجموعة ثالثة

من التحليلات على تأثيراتها على الاقتصاد العالمي، وهو ما يمكن توضيحه فيما يلي:

1- تقويض استقرار الإقليم: أكد التحليل الذي أعده كل من مايكل نايتس وألكسندر ميلو، والمنشور في 12 أغسطس 2019، أن الانفجارات في مستودعات الذخيرة بالمناطق المكتظة بالسكان في العراق تسببت في تهديد سلامة المدنيين، كما أدت الاعتداءات التي قامت بها الميليشيات على مصالح المستثمرين ومواقع شركات النفط إلى تراجع ثقة المستثمرين الأجانب في العراق(16.) وفي هذا الإطار، يؤكد إبراهيم المراشي في فصل بعنوان "مستقبل أمن العراق" ضمن كتاب روتليدج للأمن في الشرق الأوسط الصادر عام 2019 أن التعامل مع الميليشيات المسلحة يظل التحدي الرئيسي لمستقبل بناء الدولة العراقية بعد انحسار تنظيم "داعش"، خاصةً في ظل ارتباطها بالانقساما­ت الطائفية والاستقطاب المهيمن على المشهد السياسي العراقي وعسكرة التفاعلات بين التكوينات المجتمعية الأساسية مما يزيد من تحديات تماسك الدولة والاستقرار والأمن على المدى البعيد(17.)

وأكدت "مجموعة الأزمات الدولية" في تعليقها على سقوط صواريخ بالقرب من المنشآت الأمريكية في العراق في يونيو 2019، والانفجارا­ت التي هزت منشآت تخزين الأسلحة في العراق في شهري يوليو وأغسطس 2019، أن محاولات الولايات المتحدة وإيران جر العراق إلى تنافسهما، سيقوض الاستقرار الهش الذي حققته البلاد خلال حقبة ما بعد "داعش"، مشيرة إلى احتمال أن يصبح الأمريكيون في العراق أكثر عرضة للهجمات التي تشنها الميليشيات الموالية لإيران، كما أنه من المتوقع تزايد حالة الفراغ الأمني في العراق مما قد يسفر عن عودة تنظيم "داعش" في العراق(18.)

وفيما يتعلق بتأثير الممارسات التي يقوم بها حزب اله، فقد رأى "نيكولاس بلانفورد" في مقاله المنشور في 17 سبتمبر 2019 أن محاولات الحزب استغلال الأراضي اللبنانية كمقر لتطوير ترسانته الواسعة من الصواريخ، يمكن أن يُعرض حياة المدنيين وأمن لبنان للخطر(19(. أما ماثيو ليفيت فقد سلط الضوء في دراسته المنشورة في 3 أكتوبر 2019، على موقع "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، على دور حزب اله في تقويض الاستقرار المالي للبنان، عقب إعلان وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات على شخصيات وبنوك لبنانية لصلتها بحزب اله(20.)

واهتم صامويل راماني، في تحليله المنشور في 22 أغسطس 2019، على موقع مجلة "فورين بوليسي" بدراسة مخاطر الدعم الأجنبي للميليشيات المسلحة في ليبيا، ومن ذلك الدعم العسكري التركي للميليشيات التابعة لحكومة الوفاق، الذي ساهم في إطالة أمد الصراع، وتسبب في وقوع آلاف الضحايا من المدنيين، كما ساهم في إشعال الحرب الأهلية في ليبيا(21.)

2- تزايد التوترات الإقليمية: سعت الميليشيات المسلحة من

خلال هجماتها الإرهابية إلى إحداث توتر في العلاقات بين دول الإقليم، حيث حذر مايكل نايتس وفرزين نديمي في مقالهما المنشور في 12 سبتمبر الماضي على موقع "مركز واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" من مخاطر استخدام الميليشيات الشيعية الأراضي العراقية كمقار لتصنيع الأسلحة أو كمخازن للذخيرة ومستودعات السلاح، لأن ذلك سيتسبب في شن إسرائيل هجمات جوية ضدها، وهو ما يمكن أن يُفضي إلى حدوث مواجهة إسرائيلية – إيرانية على الأراضي العراقية(22(. وهو ما اتجه إليه أيضاً التحليل الذي نشرته "مجموعة الأزمات الدولية" في 20 سبتمبر 2019، الذي أكد أن ذلك قد يتسبب في فتح تل أبيب جبهة جديدة للمواجهة مع إيران، يكون محورها العراق(23.) 3- تباين تقديرات التكلفة الاقتصادية: أشار التحليل الذي نشرته "مجموعة الأزمات الدولية"، إلى أن الهجمات الإرهابية على المنشآت النفطية التابعة لشركة "أرامكو" أدت إلى تعطيل مؤقت لإنتاج النفط 24((، إلا أن "إليوت هنتوف" في تحليله المنشور في الأول من أكتوبر 2019، على موقع "معهد الشرق الأوسط" بواشنطن قلل من تأثير تلك الهجمات على سوق النفط العالمي، فعلى الرغم من ارتفاع سعر برميل خام برنت بنسبة 20% في اليوم التالي لوقوع الهجمات، إلى ما يقرب من 72 دولاراً للبرميل، فإنه سرعان ما تراجع إلى حوالي 66 دولاراً للبرميل بعد تعهد الرئيس دونالد ترامب بضخ بعض احتياطيات النفط الأمريكية لتعويض أي نقص محتمل( 25 .)

ختاماً، يرجح أن يؤدي تزايد الاتجاهات الهجومية للميليشيات المسلحة في دول الإقليم لتزايد الاضطرابات الداخلية والإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وتصاعد أدوار هذه الميليشيات وتهديداتها للأمن الداخلي والاستقرار الإقليمي.

 ??  ??
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates