Trending Events

الصدمة: تأثيرات الأوبئة على الأمن الدولي

-

عام 2017 أشارت فيه إلى أن تنظيم "داعش" استغل ندرة المياه في بعض المدن السورية وقام بتوفيرها للأهالي، مما ساعده على الانتشار واستقطاب المقاتلين ونشر أفكاره.

وفي سياق متصل، أكد تقرير الأمن الغذائي والتغذية في العالم الذي قام بإعداده كل من منظمة الأغذية والزراعة، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية، واليونيسف، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، عام 2018، أن التغير المناخي في سوريا أدى إلى تراجع معدلات الإنتاج الزراعي والتي كانت تمثل ما يقدر بحوالي 24% في المتوسط سنوياً من الناتج المحلي الإجمالي، مما نتج عنه ارتفاع معدلات الفقر والبطالة مع تراجع قيمة العملة الوطنية وتصاعد معدلات التضخم. ويرتبط ذلك بتزايد عدد السوريين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، حيث قُدر عددهم في عام 2012 بحوالي 1.4 مليون مواطن، ثم ارتفع إلى 6.5 مليون مواطن أي ما يمثل 33% من حجم السكان، مما أدى إلى تفاقم الأزمة السورية.

2- أزمة دارفور: تعتبر السودان من أكثر الدول تأثراً بالتغيرات المناخية في المنطقة، وفي هذا الصدد وصف الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، في عام 2007، الصراع في دارفور بأنه "أول صراع في العالم يتعلق بالتغيرات المناخية"، حيث بدأ كأزمة بيئية نتيجة حالة الجفاف التي شهدها الإقليم بسبب انخفاض معدل سقوط الأمطار بنسبة 30%، وتراجع الإنتاج الزراعي بنسبة 70% مع ارتفاع متوسط درجات الحرارة بمعدل 1.5 درجة، مما أدى إلى تفجر الصراع على مراعي الماشية بين القبائل الرعوية والقبائل العاملة بالزراعة. 3- الحالة الصومالية: عانت الصومال في عام 2019 حالة من الجفاف الشديد، بسبب انخفاض معدلات الأمطار في موسم الشتاء، مما أدى إلى حدوث مجاعة أثرت على ما يزيد على 2 مليون شخص يمثلون نحو خُمس السكان. وأبدت العديد من المنظمات الدولية تخوفها من تكرار السيناريو الذي حدث في الصومال في تسعينيات القرن الماضي من نزاعات مسلحة تسببت في إضعاف مؤسسات الدولة، مع إجبار العديد من السكان على النزوح أو الهجرة للخارج.

وبناءً على كل ما سبق، أكد بشير أن التغيرات المناخية لاسيما في الدول الهشة تؤدي إلى تصاعد الصراع على الموارد الطبيعية، وهو ما يخلق البيئة الحاضنة للجماعات الإرهابية.

ثالثاً: مقترحات ختامية

قدم بشير عدداً من المقترحات لاحتواء ظاهرة التغير المناخي والتغلب على تداعياتها السلبية، حيث أكد على ضرورة تعاون دول الشرق الأوسط مع المنظمات الإقليمية والدولية لمكافحة هذه الظاهرة، مع تبني مفاهيم جديدة مثل "التنمية المستدامة" بهدف تلبية احتياجات الأجيال الحالية مع الحفاظ على مصالح الأجيال المقبلة. كما نوه المتحدث بعدم وجود إطار حل موحد مائم للدول كافة، خاصةً مع اختاف خصائص دول المنطقة من حيث الطبيعة الطبوغرافي­ة، والثروات الاقتصادية، والوضع البيئي، ودرجة الاستقرار الداخلي.

ختاماً، أشار المشاركون في هذا اللقاء إلى أن ما يزيد الوضع تعقيداً هو تبني قادة الدول الصناعية الكبرى ما يمكن أن يُطلق عليه سياسات رافضة ل "الحمائية البيئية". فعلى سبيل المثال، قام الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بتفكيك سياسات سلفه "باراك أوباما" البيئية، حيث قام بتخفيض ميزانية وكالة حماية البيئة الاتحادية مع تغيير عدد من قيادات الوكالة المناهضين لسياساته، كما أعلن عن انسحاب واشنطن من اتفاقية باريس للمناخ.

ورأى عدد من المشاركين أن المتضرر الأكبر من ظاهرة التغيرات المناخية هي دول الجنوب الضعيفة والهشة، مع وجود تأثيرات أقل حدة على دول الشمال المتقدم، إلا أنه من المتوقع أن تشمل تأثيرات التغير المناخي دول العالم كافة في المستقبل القريب بما فيها الدول المتقدمة، وهو ما يتضح من حرائق غابات أستراليا في مطلع عام .2020

Newspapers in Arabic

Newspapers from United Arab Emirates